الخميس، 31 مارس 2011

تحيا الثورة العربية



و تتوالى الأحداث و معها تتساقط الأوهام الكبرى التى قد ظلت تنتفخ لسنوات و عقود ... و فى كل محطة من محطات قطار الثورة الشعبية العربية يهب لنا الطاغية " اللى عليه الدور" ليكرر علينا بكل سماجة و نطاعة " نظرية المؤامرة الخارجية " و " القلة المندسة " و " الأجندات " !!! ثم  يحلف بأغلظ أيمانات الله - وسط عواصف التصفيق و الهتاف "بالروح بالدم" من جوقة الهتيفة - بأن بلده ليس كالبلاد العربية التى مر بها قطار الثورة !!!
يا لكم من طغاة !!!


يا طغاة الأرض إفهموا و تعلموا من التاريخ ؛ أوليس التكرار يعلم الحمار ؟؟؟ أم أنكم أشد ضلالا من أن يؤتى التكرار معكم بنتيجة ؟؟؟
العقيد السفاح فى ليبيا قرر أن يحرق بلده و يبيد شعبه إذا إضطره لأن يترك كرسيه ؛ و الشاويش صالح يصر على إلصاق مؤخرته بكرسى الرئاسة و ليذهب اليمن إلى الجحيم ؛ و الأسد حين شعر أن الثوار شرعوا فى إسقاط عرشه فتك بهم و ظل يحدثنا عن المؤامرة و يعدنا بالإصلاح " الذى هو عقبة فى طريقه " ... و مازال الحبل على الجرار ...


ان بلادنا العربية على إختلافها تعانى من نفس المرض الخبيث المتمثل فى الاستبداد ؛ و لأن طبائع الاستبداد تتشابه فى كل مكان ستجد أنظمتنا العربية تسير على نفس النهج الإستبدادى و تكاد تتطابق ردود أفعالهم عندما تداهمهم الثورة الشعبية ؛ يعنى من الآخر " كلنا فى الهوا سوا " ؛؛؛ و تلك هى الحقيقة البديهية التى تتغافل عنها أنظمتنا العربية ...
و فى لحظة ما و بدون مقدمات واضحة انفجرت شعوبنا العربية فولدت شلالات من الثورات ضربت و مازالت تضرب أركان أنظمتنا الإستبدادية ، و قد كان الشباب رأس الحربة فى تلك الثورات ؛ فنحن - كشباب عربى - ظلمنا ظلما بين بسبب تلك الأنظمة التى تعفنت من طول بقائها فى السلطة ؛ فقد جئنا إلى الدنيا فى الحقبة التى تعانى فيها دولنا من انحدار فى كل المجالات ، و حين حلمنا بواقع أفضل نصوغه فى مشروع وطنى نلتف حوله دافعين بأوطاننا للأمام حتى نلحق بركب الحضارة الذى تخلفنا عنه لزمن ، وقفت لنا تلك الأنظمة بالمرصاد و وأدت أحلامنا فى مهدها فهى غير معنية بتقدمنا او تخلفنا و إنما هى لا تهتم إلا بالحفاظ على كراسيها ؛ حتى أدخلتنا فى حالة من الجمود يدعون - كذبا و إستخفافا بعقولنا - أنها إستقرار !!!
لقد حرم الشباب من الوصول إلى المواقع و المناصب القيادية ، و تعاملت معهم تلك الأنظمة بتعالى مفرط معتبرة أنهم مراهقون بلهاء لا يعون مصلحتهم ؛ فلا أحد يعرف مصلحة الوطن إلا هم  ؛ و لا يوجد رأى سديد إلا رأيهم ، و أوهموا الناس أنه لا توجد خيارات أخرى و ليس فى الإمكان أفضل و أبدع مما كان ...


اليوم تهب شعوبنا للخلاص من تلك الأنظمة المصابة بالشيخوخة السياسية ؛ فشعوبنا تستحق مكانة أفضل من ذلك ... 
اليوم سنبنى نظاما وطنيا و اقليميا جديدا يلبى تطلعات شعوبنا ؛ و سنؤسس نظاما عربيا بفكر جديد بعد أن نتخلص من حكامنا الطغاة فهم كانوا و مازالوا السبب فى عدم توحدنا نحن العرب و تشرذمنا على صعيد السياسة الدولية ؛ و كم تساءلنا " لماذا لا يتفق حكامنا العرب ؟؟؟ " و الجواب أن الطغاة لا يثقون فى أمثالهم من الطغاة ، و كل طاغية منهم يريد أن يستبد بالأمر و يوسع نفوذه الإقليمى و يفرض رؤيته التى تتعارض مع رؤى الطغاة الآخرين ؛ فهؤلاء الطغاة قد إتفقوا على ألا يتفقوا حتى أوصلونا إلى ما نحن فيه ...


نريد إطارا عربيا إقليميا يبنى على الديمقراطية الحقيقية ؛ نريد علاقات إستراتيجية بين دولنا تديرها الشعوب العربية و لا تتأثر بالعلاقات الشخصية بين حكامنا ...


و قد حان الوقت لأن نحقق أحلامنا و ندفع بقطار الثورة فى اتجاه إنتزاع حريتنا ...


***
تحيا الثورة العربية 
الحرية هى الحل
      

هناك تعليقان (2):

  1. فعلا نفس السيناريو بيتكرر في دولنا العربية .. مصر مش زي تونس ،،، وبعدين القذافي مش زي مبارك وبن علي .. سوريا الوضع مختلف ... نفس الكلمات ونفس الاسلوب وكأنهم قاريين على شيخ واحد .. بس الثورة اللي سحقت السابقين راح تسحق اللاحقين ان شاء الله ..

    ردحذف
  2. أتمنى من قلبى أن تسحق الثورات الشعبية العربية كل الطغاة المستبدين فى بلادنا ... فحريتنا هى أول الطريق لوحدتنا ...

    شكرا على الاهتمام و التعليق

    ردحذف