عشقها فيه سم قاتل

نهر الخطيئة ينبع منكِ ،



و يغرق العاشقين فى مستنقع المذلاتِ …



رويداً … رويداً فالتيار يجرفنا ،



و لا أرى فى الأفق طوقاً للنجاةِ …



غزوتى حصونى لتأخذينى أسيراً ،



و تزجى بى فى غياهب المعتقلاتِ …



فإذا بسهامكِ تنهال على فؤادى ،



فتخترق و تنفذ من كل الدفاعاتِ …



و وجدت قلبى يُقتاد إلى صحرائكِ ،



و يَبطش به العطش فيعدو خلف السراباتِ …



ثم فجأة طافت بعقلى خاطرة مارقة ،



و قالت له " كيف تترك الفؤاد يذهب للمهلكاتِ "



فثار عقلى و صاح بقلبى قائلاً ،



" عد يا أحمق قبل أن تجرع اللعناتِ ،



فما هى إلا لعنة تصيب العاشقين ،



و تسقيهم السحر مخلوطاً بالشهواتِ "



و لبرهة ظل فؤادى حائراً ،



و قد ضل سبيله بين الطرقاتِ …



لكن عقلى سرعان ما هداهُ ،



لسبيل الهروب من الضلالاتِ …



عشاقُكِ لا يبصرون عتمة الروح فيكى ،



فسطوة جمالك تغشى العيون عن كل الظلماتِ …



أججتِ لهيب الرغبة فى صدور الرجال ،



ثم تركتيهم زائغى النظراتِ …



و زرعتِ الفتنة بين الأشقاء ،



يا بذرة الشر المغلف بالطيباتِ …



فجمالكِ يذهب عقول العاشقين ،



حتى فاق كل المسكراتِ …



و أخيراً نجا فؤادى من ويلات عشقاً ،



أشد فتكاً من سموم الحياتِ …..



______________________________________



(محمد الملاح)
يوليو 2010 - القاهرة - مصر