الخميس، 31 مارس 2011

تحيا الثورة العربية



و تتوالى الأحداث و معها تتساقط الأوهام الكبرى التى قد ظلت تنتفخ لسنوات و عقود ... و فى كل محطة من محطات قطار الثورة الشعبية العربية يهب لنا الطاغية " اللى عليه الدور" ليكرر علينا بكل سماجة و نطاعة " نظرية المؤامرة الخارجية " و " القلة المندسة " و " الأجندات " !!! ثم  يحلف بأغلظ أيمانات الله - وسط عواصف التصفيق و الهتاف "بالروح بالدم" من جوقة الهتيفة - بأن بلده ليس كالبلاد العربية التى مر بها قطار الثورة !!!
يا لكم من طغاة !!!


يا طغاة الأرض إفهموا و تعلموا من التاريخ ؛ أوليس التكرار يعلم الحمار ؟؟؟ أم أنكم أشد ضلالا من أن يؤتى التكرار معكم بنتيجة ؟؟؟
العقيد السفاح فى ليبيا قرر أن يحرق بلده و يبيد شعبه إذا إضطره لأن يترك كرسيه ؛ و الشاويش صالح يصر على إلصاق مؤخرته بكرسى الرئاسة و ليذهب اليمن إلى الجحيم ؛ و الأسد حين شعر أن الثوار شرعوا فى إسقاط عرشه فتك بهم و ظل يحدثنا عن المؤامرة و يعدنا بالإصلاح " الذى هو عقبة فى طريقه " ... و مازال الحبل على الجرار ...


ان بلادنا العربية على إختلافها تعانى من نفس المرض الخبيث المتمثل فى الاستبداد ؛ و لأن طبائع الاستبداد تتشابه فى كل مكان ستجد أنظمتنا العربية تسير على نفس النهج الإستبدادى و تكاد تتطابق ردود أفعالهم عندما تداهمهم الثورة الشعبية ؛ يعنى من الآخر " كلنا فى الهوا سوا " ؛؛؛ و تلك هى الحقيقة البديهية التى تتغافل عنها أنظمتنا العربية ...
و فى لحظة ما و بدون مقدمات واضحة انفجرت شعوبنا العربية فولدت شلالات من الثورات ضربت و مازالت تضرب أركان أنظمتنا الإستبدادية ، و قد كان الشباب رأس الحربة فى تلك الثورات ؛ فنحن - كشباب عربى - ظلمنا ظلما بين بسبب تلك الأنظمة التى تعفنت من طول بقائها فى السلطة ؛ فقد جئنا إلى الدنيا فى الحقبة التى تعانى فيها دولنا من انحدار فى كل المجالات ، و حين حلمنا بواقع أفضل نصوغه فى مشروع وطنى نلتف حوله دافعين بأوطاننا للأمام حتى نلحق بركب الحضارة الذى تخلفنا عنه لزمن ، وقفت لنا تلك الأنظمة بالمرصاد و وأدت أحلامنا فى مهدها فهى غير معنية بتقدمنا او تخلفنا و إنما هى لا تهتم إلا بالحفاظ على كراسيها ؛ حتى أدخلتنا فى حالة من الجمود يدعون - كذبا و إستخفافا بعقولنا - أنها إستقرار !!!
لقد حرم الشباب من الوصول إلى المواقع و المناصب القيادية ، و تعاملت معهم تلك الأنظمة بتعالى مفرط معتبرة أنهم مراهقون بلهاء لا يعون مصلحتهم ؛ فلا أحد يعرف مصلحة الوطن إلا هم  ؛ و لا يوجد رأى سديد إلا رأيهم ، و أوهموا الناس أنه لا توجد خيارات أخرى و ليس فى الإمكان أفضل و أبدع مما كان ...


اليوم تهب شعوبنا للخلاص من تلك الأنظمة المصابة بالشيخوخة السياسية ؛ فشعوبنا تستحق مكانة أفضل من ذلك ... 
اليوم سنبنى نظاما وطنيا و اقليميا جديدا يلبى تطلعات شعوبنا ؛ و سنؤسس نظاما عربيا بفكر جديد بعد أن نتخلص من حكامنا الطغاة فهم كانوا و مازالوا السبب فى عدم توحدنا نحن العرب و تشرذمنا على صعيد السياسة الدولية ؛ و كم تساءلنا " لماذا لا يتفق حكامنا العرب ؟؟؟ " و الجواب أن الطغاة لا يثقون فى أمثالهم من الطغاة ، و كل طاغية منهم يريد أن يستبد بالأمر و يوسع نفوذه الإقليمى و يفرض رؤيته التى تتعارض مع رؤى الطغاة الآخرين ؛ فهؤلاء الطغاة قد إتفقوا على ألا يتفقوا حتى أوصلونا إلى ما نحن فيه ...


نريد إطارا عربيا إقليميا يبنى على الديمقراطية الحقيقية ؛ نريد علاقات إستراتيجية بين دولنا تديرها الشعوب العربية و لا تتأثر بالعلاقات الشخصية بين حكامنا ...


و قد حان الوقت لأن نحقق أحلامنا و ندفع بقطار الثورة فى اتجاه إنتزاع حريتنا ...


***
تحيا الثورة العربية 
الحرية هى الحل
      

الثلاثاء، 29 مارس 2011

عزيزى المواطن " إنها الثورة المضادة "


كم يحزننى و يسوؤنى ما أسمعه من بعض أصدقائنا " المنفسنين " من الثورة ( إما جهلا أو عمدا ) ؛ فعندما أسمعهم يرددون على مسامعنا كلاما يشوه ثورتنا و يسيئ الى شهدائنا تجتاحنى موجة من الغضب و الحزن ، و أقسم بالله أن حزنى عليهم و ليس منهم و خاصة من يقول هذا الكلام جهلا منه  بالحقيقة ، فأنا قد أعذر الجاهل لكن المتعمد لا عذر له عندى ...
و إلى من يجهل الحقائق أوجه حديثى هذا ، أما من يتعمد تزييف الحقائق فلا طائل من الحديث معه ، فهو قد حسم خياراته و قرر مناصرة الباطل الذى يعلم أنه باطل لكنه يؤثر مصالحه الخاصة الضيقة على مصالح الشعب و الوطن ...


الثورة يا اخوانى هى ظاهرة اجتماعية قديمة قدم الإنسان ، فكل العصور القديمة و الحديثة قد شهدت العديد من الثورات التى إرتبطت دائما بانتشار الظلم و الاستبداد فى مجتمع ما ، فيؤدى ذلك الى اقدام الناس على الانفجار المتمثل فى الثورة ، و هذا ينطبق على ما حدث عندنا فى مصر ، فعلى مدار العقود السابقة كان النظام فى مصر هو الراعى الرسمى للفساد و الافساد حتى ساءت الأوضاع فى كل المجالات ، و لا يستطيع أحد اليوم أن ينكر جرائم هذا النظام التى أوصلتنا لما نحن فيه الآن ، و بناءا على ذلك يمكن أن نتفق جميعا على فساد و استبداد و ظلم النظام السابق و لذلك كانت الثورة حتمية و طبيعية جدا ، بل إن الغير طبيعى كان هو تحمل الشعب هذا النظام لسنوات طويلة دون أن يثور ، حتى أوهم هذا التحمل البعض - فى الداخل و الخارج - بان الشعب المصرى عاجز عن الثورة و أننا أقرب للأغنام التى تساق بالعصا !!! و عندما ثار الشعب أطل علينا هؤلاء مدعين أن من ثاروا ليسوا أناس عاديون بل هم عملاء و خونة تحركهم أجهزة الاستخبارات المعادية لمصر !!! 
و كم تعجبت لهذا الكلام الفارغ و الذى مازال بعضهم يكرره حتى الآن !!! فالحقيقة  أنه لا يوجد جهاز استخبارات مهما كانت قوته يستطيع أن يجند الملايين من المواطنين و يتحكم فى مسار ثورة شعبية عارمة " بحجم ثورة 25 يناير " ثم يقوم هذا الجهاز المفترض باستنساخ تلك الثورة فى أكثر من بلد عربى آخر !!! ان أقصى ما يستطيع أى جهاز استخبارات أن يفعله فى تلك الحالة هو التجسس و محاولة الاختراق أما أن يحرك ملايين المتظاهرين و يدفع بالأحداث فى الاتجاه الذى يريده فهذا اقرب للخيال العلمى !!! إن من يتحدث عن المؤامرة الغربية و خطط الغرب للإطاحة بالأنظمة العربية يتجاهل أن تلك الأنظمة قد دأبت على طاعة السادة فى واشنطن و حلفائها و قدمت لهم كل التنازلات الممكنة و الغير ممكنة ؛ فلماذا بالله عليكم تسعى تلك الدول للاطاحة بتلك الأنظمة الوفية المخلصة لهم ؟؟؟ 
ويمكن أن نتأكد من ذلك لو عدنا للوراء قليلا و راجعنا ردود أفعال و تصريحات حكام واشنطن و حلفائهم حيال ما يحدث فى مصر ، و سنجد أن الخطاب الرسمى للولايات المتحدة كان فى البداية داعما لمبارك و نظامه ، و لكن حين تأكد لهم أن الأمور قد خرجت عن سيطرة النظام فما كان منهم إلا أن ضحوا بمبارك حفاظا منهم على مصالحهم و سعيا لإحداث تغييرات فى الوجوه و بقاء السياسات كما هى ، و أيضا لتفويت الفرصة على تجذر و نضوج التغيير الذى قد يقود فى مرحلة ما إلى وصول نظام "معادى للغرب و الكيان الصهيونى" للسلطة  ، و على نفس النهج كانت سياساتهم تجاه باقى الثورات العربية ، و فى ظل هذا التخبط و التقلب فى المواقف و التضارب فى التصريحات لا يمكن الحديث عن تحكمهم فى مسار الاحداث فى مصر و باقى الدول العربية التى اجتاحتها رياح التغيير ...


إن لكل ثورة شعبية أعداء ممن استفادوا بشكل شخصى من الأوضاع السابقة للثورة ، لذلك فهم معنيين ببقاء النظام و سياساته ، و التاريخ يخبرنا بأن هؤلاء دائما ما يشنوا ثورة مضادة يكون الهدف منها إفشال الثورة الشعبية ، و بلا أدنى شك فإن هذا ينطبق على الوضع الحالى فى مصر ، فعلى مدار الاسابيع الماضية شن البعض من أعداء الثورة حملات منظمة للتشويه و التشكيك فى بعض الشخصيات التى شاركت فى الثورة ، وقاموا بالترويج للإشاعات و نشر الفوضى الامنية و التحريض على الاعتصامات الفئوية و اللعب على الوتر الطائفى ؛ و غير ذلك من تكتيكات الثورة المضادة ،،، و كان الهدف هو إنهاك الثورة الشعبية و إجهادها عن طريق تشتيت الجهود و إفشال الحكومة الحالية ، ثم تأتى بعد ذلك الخطوة الثانية و هى إجهاض الثورة الشعبية و إعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل 25 يناير ، مع إحداث بعض التغييرات الشكلية ؛ فيعود الحزب الوطنى و أمن الدولة و لكن تحت مسميات جديدة ، و يتم تصعيد فرعون آخر يسير على نهج مبارك ...
و لكننى مع كل ذلك لا أخشى على الثورة و لدى من المؤشرات ما تجعلنى متيقنا أن الثورة المضادة ستفشل ، و لن تعود مصر إلى ما كانت عليه قبل 25 يناير ...



فى النهاية أناشد الجميع أن يتخلوا عن أحكامهم المسبقة المبنية على التأثر ببعض الآراء و الإتهامات المسمومة ، و حكموا عقولكم و إبحثوا عن الحقائق فى مصادرها الموضوعية ، و أناشدكم بالله ألا تسلموا أدمغتكم لكائن من كان ، و دققوا فى مصداقية من تسمعون له ، و راجعوا على الانترنت مواقف هؤلاء و تصريحاتهم قبل و بعد 25 يناير ، حتى لا تكونوا جنودا فى مخطط إجهاد الثورة ثم إجهاضها - لا قدر الله - و هذا من دون أن تعوا ذلك ...
أتمنى ألا يأتى اليوم الذى تندمون فيه على مواقفكم و آرائكم الحالية ، و أتمنى ألا يقف أحدكم يوما أمام إبن له يسأله " لماذا أسأت الى من ضحوا بحياتهم من أجلنا ؟؟؟ "  

عودوا لمساجدكم يرحمكم الله








تعانى مصر فى هذه الأيام من تسلل التيار السلفى الى الحياة السياسية ؛ فنجد أن معظم شيوخ الدعوة السلفية قد تركوا دروسهم الدينية و فتاويهم الخاصة بتقصير الجلباب و اطلاق اللحية و ما شابه ذلك ليتحفوننا بفتاويهم السياسية الى تدل على جهل و رعونة سياسية ، و بقدرة قادر تحول فقهاء الدعوة السلفية الى فقهاء فى السياسة !!!فنجد أحدهم يفتى بوجوب التصويت بنعم فى الاستفتاء و آخر يحدثنا عن غزوة الصناديق و ثالث يبرر لنا (بدون أى ندم) مشاركته فى اغتيال السادات باغلاق كل سبل التعبير عن الرأى فى وجهه فقرر أن يعبر عن رأيه بقتل الرئيس !!! ليس ذلك و فقط بل يتمادى مطالبا بتأسيس لجنة عليا للتكفير و أخرى لإهدار الدم !!!


 بالله عليكم أن تعودوا لدروسكم و مساجدكم و قنواتكم الفضائية و اتركونا نبنى دولة مدنية متحضرة "وسطية و ليست علمانية" و لا تلوثوا عقول العامة بخزعبلاتكم السياسية ؛ فهذا وقت التنوير السياسى لا الرجعية التى تحاولوا أن تغرقونا فيها ...

الاثنين، 28 مارس 2011

من هو المستشار هشام البسطويسى ؟؟؟




انضم المستشار هشام البسطويسى (نائب رئيس محكمة النقض) لقائمة المرشحين لرئاسة الجمهورية بعدما أعلن نيته خوض السباق الرئاسي إلى جانب الأسماء التي أعلنت قرارها بالمشاركة في الانتخابات الرئاسية نهاية العام الحالي ؛ و من منطلق كونه من الشخصيات الوطنية المحترمة التى قالت "لا" للظلم و الفساد و الاستبداد فى وقت مبكر جدا كانت فيه "نعم" هى السائدة ، يشرفنى أن أقدم ملخص لتاريخه المشرف خاصة  أن الكثير من المصريين لا يعرفونه جيدا و هذا بالطبع بسبب حرص النظام السابق على منع ظهور الشرفاء من أمثال البسطويسى بوسائل الاعلام ، و فرض حصار محكم على تحركاتهم ، سعيا لعدم تواصلهم مع الجماهير حتى يوهموا الشعب المصرى بأنه لا يوجد فى مصر أحد يصلح للقيادة سوى مبارك و ولده !!!


من هو المستشار هشام البسطويسى ؟؟؟


ولد "هشام محمد عثمان البسطويسي" في 23 مايو عام 1951 عمل بالقانون مثل أبيه المحامي ، تخرج من حقوق القاهرة  عام 76...
وأثناء تدربه بمكتب أستاذه المحامي صلاح السهلي تعرف على حب عمره ورفيقة دربه ألفت صلاح السهلي ، فتزوجها وسافرا إلى الإسكندرية حيث بدأ حياته العملية كوكيل نيابة بالجمرك ...

ثمان سنوات قضياها تنقل فيها من نيابة الجمرك لنيابة الأحداث ثم قاضي بالمحكمة الجزئية ، وخلالها رزقا بثلاثة أبناء محمد، وأحمد، ومصطفى، في عام 1988 رجعت الأسرة إلى القاهرة ليعمل البسطويسي في نيابة النقض ويقضي بها عشرة سنوات حتى عام 1998 عندما اختارته الجمعية العمومية لمحكمة النقض – عدا واحد – مستشاراً لمحكمة النقض، وفي عام 2000 تم ترقيته بفضل تقاريره القضائية الممتازة إلى نائب رئيس محكمة النقض ...

ظل المستشار البسطويسي على مدار تاريخه المهني في محراب العدالة لا يخاف في الحق لومة لائم، ولم تفلح معه إغراءات النظام المخلوع أو إرهابه في إثنائه عن مبادئه وقيمه التي تربى عليها، كما لم تدفعه ظروفه الصعبة هو ومئات القضاة الشرفاء في استجداء السلطة التنفيذية وتنفيذ مطالبها، وظل دائما على الحق سواء داخل مصر أو خارجها ...

 في عام 1992 أعير البسطويسي للعمل في الإمارات، وهناك قاد أول إضراب للقضاة المصريين احتجاجاً على وقف قاضيين مصريين عن العمل، وشاركه في الإضراب الذي استمر 25 يوماً صديق عمره المستشار محمود مكي، و المستشارين ناجي دربالة، وسيد عمر، وأحمد سليمان، وكانوا وقتها وكلاء نيابة خضر العود، لكنهم رغم كل الضغوط رفضوا فض الإضراب إلا بعد إعادة القاضيين المصريين إلى العمل، والالتزام بكل شروط القضاة المصريين، وبعد أشهر قلائل من الأزمة يحقق وكيل النيابة هشام البسطويسي في واقعة سكر بين في الطريق العام " وعندما يتدخل الأمير للعفو عن المتهم يرفض البسطويسي ويكتب على أمر العفو العالي كلمة الحق (لا شفاعة في حد) ويحول المتهم إلى المحكمة، لم يثنيه عن قراره الخوف من السلطان أو الرغبة في المال والجاه، فكلمة الحق أحق بأن تتبع ...

 ومضت سنوات الإعارة الأربع ليعود بعدها إلى القاهرة دون التجديد لعامين كما هو معمول به في الوسط القضائي، والطريف أنه لم يعر البسطويسي بعدها لأي مكان أخر في الوقت الذي يعار فيه أصحاب الحظوة مرتين وثلاثة !!!


ثلاثون عاماً من العمل القضائي لم يشرف فيها البسطويسي على انتخاباتهم  " النزيهة قدر الإمكان  "  كما يقولون ، المزورة كما نحن متأكدون إلا مرة واحدة في الثمانينات ، في دائرة مينا البصل، كان وكيلاً للنيابة وقتها ، مشرفاً في اللجنة العامة بصحبة القاضي محمد بيومي درويش، وإزاء التدخلات الأمنية والتلاعب في الصناديق قرر القاضيان – بسطويسي ودرويش – إلغاء الانتخابات في الدائرة، ورغم كل الضغوط التي مارسها وزير العدل ومجلس القضاء الأعلى وتلويحهم لهما بالتفتيش القضائي إلا أنهما لم يرضخا للضغوط ولجئا إلى نادي القضاة بالإسكندرية، ومن يومها لم يتم انتداب المستشار هشام البسطويسي للإشراف على أي انتخابات ... 


كما لم ينتدب لوزارة أو شركة لأداء عمل غير قضائي، فللانتدابات ومزاياها أصحابها، وحتى عندما جاء دوره للانتداب لمحكمة القيم ؛ اعتذر عنه رافضاً بذلك زيادة في المرتب الشهري قدرها 1200 جنيه، لكن القاضي الحر أقر في اعتذاره المكتوب أنه " لا يشرفني العمل في محكمة استثنائية طالب القضاة مراراً بإلغائها " ...

ثلاثون عاماً أخلص فيها البسطويسى لكلمة الحق يقولها على المنصة وأجره على الله لا يبتغي إلا وجهه، و لا يخشى فيها لومة لائم، ففي عام 2003 تقضي محكمة النقض برئاسة المستشار حسام الغرياني وعضوية المستشار هشام البسطويسي ببطلان نتائج انتخابات دائرة الزيتون – دائرة د.زكريا عزمي – بموجب الطعنين 959، 949 لسنة 2000، ويؤشر المستشار فتحي خليفة رئيس النقض على النسخة الأصلية للقرار بتعييب إجراءات التحقيق والقرار الصادر فيهما طالباً إعادة عرض الطعنين، فترد المحكمة بذات التشكيل في فبراير 2004 تعقيب رئيس محكمة النقض على الحكم في الطعن الانتخابي لأنه لا صفة له فيما يطلبه، " فلا صفة لرئيس المحكمة في التعقيب عليها أو إملاء طريق معين للتحقيق، أو توجيه الدائرة أو أحد أعضائها في شأنها" ...


أدرك النظام المخلوع أن المستشار البسطويسي ليس من النوعية التي يستطيع شرائها بالمال أو بالامتيازات الأخرى، فقرر اللجوء إلي وسائل قذرة في محاولة للضغط عليه وإثنائه عن طريقه الصحيح ، ففي أحد المرات حاول خطفه عن طريق إحدى السيدات التي أدعت أنها في حاجة شديدة لمساعدته وترغب في لقائه وعن تلك الواقعة يقول المستشار البسطويسي " أثناء اعتصام القضاة الشهير بالنادي تضامنا مع إحالتي والمستشار محمود مكي للمحاكمة بسبب فضحنا التزوير والتلاعب في نتيجة الانتخابات البرلمانية، حاولوا تلفيق قضية دعارة لي من أجل تصويري وتهديدي بالفضيحة، وبدأت القصة باتصال هاتفي من سيدة معروفة حاليا، وكنت موجودا مع زملائنا في نادي القضاة، وطلبت مقابلتي لأمر مهم، فرفضت تماما مقابلتها في أي مكان بخلاف صالون النادي أو بمنزلي أمام زوجتي وأولادي، لكنها فضلت مقابلتي في النادي، وبالفعل قابلتها، وعندما دخلت للنادي، ورأت بعينيها الاعتصام والجو داخل النادي بكل ما فيه من زخم وحياة وإصرار وقوة، أجهشت بالبكاء، وعندما اندهشت أفضت لي بأنها مكلفة باستدراجي إلى خارج أبواب وأسوار النادي، على أن يقوم بعض الأشخاص العاملين بجهات أمنية، بخطفي عن طريق تخديري بحسب ما قالت لي السيدة، وعندما سألتها عما سيحدث بعد ذلك، قالت إنهم كانوا سيصورونني عاريا في أوضاع مخلة معها دون أن تظهر هي في الصور أو الفيديو على ما أذكر لأني سألتها هل قبلت أن تفضح نفسها في الصور، وعندما سألتها لماذا صارحتني بهذا المخطط، قالت إنها لا تعرف السبب وراء ذلك، لكن ما رأته في النادي أثر فيها، ، واتفقت معها على أن أخرج معها إلى السلالم الخارجية للنادي، ثم أفتعل معها مشاجرة حتى لا تتهم بأنها فشلت في مهمتها أو يشكوا فيها ...

ولم يسلم المستشار البسطويسي من الإيذاء، فقد كان مراقبا طوال الوقت حتى في بيته ،فقد أكتشف جهاز تنصت متناهي الصغر داخل صالون منزله، في المكان الذي يلتقي فيه بأصدقائه وضيوفه من القضاة أو الصحفيين أو كاميرات التليفزيونات المحلية والعالمية  ،وقد أكتشف ذلك بعدما قام أحد الأشخاص بنقل تفاصيل مكالمة له مع أحد أصدقائه من الدبلوماسيين وبتفتيش المكان عثر على الجهاز وتخلص منه. ووصلت الممارسات والمضايقات إلى حد أنهم كانوا يتصلون بهم على تليفون المنزل من أرقام غريبة ومن المحافظات، وكانوا يسبونهم بأفظع الشتائم، كما كانوا يتسلمون رسائل تحوى ألفاظا وعبارات قذرة ...

وكانت آخر محاولات التخلص من البسطويسى هى إجبار وزير العدل الأسبق المستشار محمود أبو الليل كما أعترف هو في حوار صحفي على توقيع قرار إحالة البسطويسي ومكي للمحاكمة  في 2006 وهي القضية التي حصل فيها البسطويسي علي عقوبة اللوم، بعدها أكد الوزير أن لحظة توقيعه على قرار إحالة البسطويسى للتأديب أسوأ لحظات حياته، لأنه أجبر على ذلك بعد أن تلقى اتصالا من زكريا عزمي قائلا: " الرئيس يخبرك بضرورة إحالتهما للتأديب ودي تعليمات ولازم تتنفذ " ...


 أصيب البسطويسى بأزمة قلبية عام 2006 أثناء محاكمته هو وزميله المستشار محمود مكي بتهمة  الخروج على تقاليد القضاء والإضرار بسمعة القضاء المصري بحديثهما في تلفزيونات فضائية عن تجاوزات في الانتخابات التشريعية قبل الماضية ، ونقل إلي مستشفي كيلوا باترا واستخدموا في علاجه سبع صدمات كهربائية حتى تمكن من الخروج من الأزمة وقد زاره وزير العدل الأسبق محمود ابوالليل في المستشفي وقبل رأسه ويقال أن هذا المشهد كان السبب في إقالة الأخير من الوزارة بعد ذلك !!! 

شهراً كاملاً قضاه البسطويسي معتصماً في نادي القضاة، حرمته الإحالة للتحقيق من مشاهدة مباريات كرة القدم التي يعشقها كأهلاوي صميم، كما منعه تحضير الدفاع وقراءة التحقيقات والمذكرات من قراءة كتب الفلسفة ومحمد حسنين هيكل كاتبه المفضل .
شهراً كاملاً من حصار الأمن، والاعتداء على القضاة بالضرب، وسحل المعتصمين أمام النادي، واعتقال المتظاهرين المتضامنين مع القضاة ...

شهراً كاملاً من الضغط العصبي، والتوتر، والقلق سقط في أخره القلب المثقل بهم البلد رغم أن صاحبه لا يعاني من السكر أو الضغط أو حتى زيادة نسبة الكولسترول !!! 

توقف القلب 4 دقائق كاملة وأوقظه سبع صدمات كهربائية وعملية قسطرة استغرقت ساعة ونصف أجراها د. أحمد عبد الرحمن بمستشفى كيلوباترا ...


 و كأي مواطن مصري بسيط ينتظر البسطويسي أخر الشهر بفارغ الصبر، فبعد ثلاثين عاماً من العمل لا يملك سيارة خاصة أو شاليه في مارينا وإنما يقضي المصيف في شقة والده بالإسكندرية، ولا يملك إلا شقته في 10 ش توفيق وهبي بمدينة نصر، أما ثروته فهي أبنائه الثلاثة محمد – 24 سنة – خريج هندسة، أحمد – 21 سنة – الطالب بالصف الثالث حقوق فرنسي، ومصطفى – 18 سنة – يدرس في عامه الأول بنفس الكلية ...


فى النهاية أحب أن ألفت نظركم الى أننى شخصيا لم أحسم بعد مرشحى المفضل للرئاسة، و مازلت أحاول المفاضلة بين الأسماء المطروحة ، و يجب علينا جميعا معرفة كل المعلومات المتاحة عن المرشحين و التأنى فى الاختيار ؛ فاختيارنا هذه المرة سيحدد مستقبل مصر  و المنطقة العربية بأكملها ... 

الخميس، 24 مارس 2011

لقاء الأستاذ مع شباب مصر

هذا لقاء الأستاذ "محمد حسنين هيكل" مع شباب مصر ؛ يقدم خلاله الأستاذ تحليلا عميقا لما جرى و محاولة لاستبصار ما هو قادم ...


الجزء الأول



الجزء الثانى


أعتقد أن الصندوق الأسود الذى أشار اليه الأستاذ ملئ بالجرائم و الكوارث و القضايا التى خلفها لنا النظام السابق كتركة ثقيلة لكنها تقتضى المواجهة لا الاخفاء ؛ و هذا يبرر تعجل الجيش فى تسليم السلطة لرئيس جديد يتحمل مسئولية هذا الصندوق ...
اننا فى وقت تحديد مصير أمة ؛ قد تسلك طريقا يرتقى بها سلم المجد أو تسلك طريقا آخر يقودها الى الهلاك "لا قدر الله"  ، لذلك يستوجب على الرئيس القادم أن يشرك معه أكبر عدد ممكن من الكوادر و النخب حتى يتمكن من فتح الصندوق الأسود و مواجهة كل ما فيه و اعادة الأمور الى نصابها حتى نتفرغ للبناء الحضارى ...


و قد أكد الأستاذ على أحقية شباب الثورة فى دخول البرلمان و تكوين كتلة قوية قادرة على الدفع لتحقيق مطالب و طموحات الشعب ، و قد نبه على أن الانتخابات البرلمانية القادمة لو تمت بنفس الأسلوب القديم فلن نرى أحدا من شباب الثورة تحت قبة البرلمان ...




تحيــــا مصر
الديمقراطية هى الحل

الأربعاء، 23 مارس 2011

و ماذا بعد " نعم " ؟؟؟


 

فى البداية علينا أن نتقبل نتيجة الاستفتاء طالما أن غالبية الشعب قد قالت "نعم" ، وعلينا أن نعيد دراسة مواقفنا و أوجه القصور فى طرحنا السياسى ؛ و معنى ان الشعب - بغالبيته - قد خالفنا الرأى ، فإما أن يكون رأينا خاطئ  أو نكون قد فشلنا فى طرح رأينا (الصائب) على المستوى الشعبى ، فلا يعنى أنه حين يتفق غالبية المثقفين من شتى التيارات - باستثناء الاخوان - على رأى موحد ، سيكون هذا الرأى متمتع بشعبية كاسحة ؛ و هذا ما حدث ...
علينا الآن تحليل أسباب اختيار الناس لــ "نعم" و التركيز على ما هو قادم ، و أعتقد أنه قد حان الوقت لأن تسرع الإئتلافات المنبثقة من الثورة فى الاندماج و تكوين كيان كبير يستوعب كوادر قادرة على المنافسة فى انتخابات مجلسى الشعب و الشورى القادمة ، فمن الضرورى أن يظهر على الساحة كيان سياسى منظم ينافس الاخوان و يفوت عليهم و على فلول الحزب الوطنى فرصة السيطرة على البرلمان فى ظل انتخابات متعجلة لن تتيح لنا الفترة الانتقالية التى طالبنا بها ...
يجب علينا أن نعمل من اللحظة الحالية على تجميع الكوادر الشبابية التى شاركت فى الثورة و الدفع بها فى انتخابات البرلمان القادمة ؛ فأى برلمان قادم لا يمثل فيه شباب الثورة سيصبح انتكاسة لثورتنا و تطلعاتنا ؛ فلن تجد مصر قوة دافعة للتغيير أفضل من شبابها الثائر الذى حقق المعجزة التى لم يكن يتخيلها أحد فى الداخل أو الخارج ...
و من الضرورى أن نضغط فى اتجاه تغيير الأسلوب الذى تدار به الانتخابات البرلمانية ، حتى لا نجد أنفسنا أمام برلمان لا يختلف عن سابقه ، ان ادارة الانتخابات البرلمانية و بعدها مباشرة الرئاسية بأسلوب " الطلصقة " المتعجل و ذلك لكى يعود الجيش لثكناته و يلقى المجلس العسكرى بمسئولية التركة الثقيلة على كاهل هذا الرئيس المرتقب ؛ ليس هذا هو الأسلوب الأمثل للتغيير الحقيقى فى بنية و تكوين النظام السياسى المصرى ، و نحن لا نريد أن نفوت الفرصة السانحة أمامنا لتحقيق التحول الديمقراطى الحقيقى ...
أعود و أؤكد على أهمية التجمع و التوعية ؛ لذلك علينا أن نركز على بناء الكيان السياسى الذى ينضوى تحت لوائه الكتلة الحرجة للتغيير هذا أولا ؛ و ثانيا أن نبذل كل جهودنا فى توعية المصريين بقتضيات الفترة الحالية و أهمية استمرار الحشد و الترقب بل و الضغط فى اتجاه تغيير بنيان النظام السياسى بأكمله ...
و نظرا لنتيجة الاستفتاء أصبح لزاما علينا أن نعدل فى أطروحتنا للتغيير ؛ فلنعتبر أن الرئيس القادم هو رئيس مؤقت ستكون مهمته قيادة البلاد فى الفترة الانتقالية التى قد تكون عامان - أو كما نتفق - يتم خلالها تغيير الدستور بالكامل و اعادة بناء الحياة السياسية و وضع رؤية شاملة لمستقبل البلد ؛ على ان يحدث ذلك بمشاركة واسعة من الكفاءات و الكوادر و النخب المصرية بالاضافة طبعا للشعب و المجتمع ككل ، و على ذلك علينا اختيار رئيس و برلمان يحققا تغيير المسار و وضع البلاد على أو الطريق الصحيح ثم ينسحبوا تاركين نظاما مستقرا يعطى السلطة للشعب وفق الآليات الديمقراطية المتعارف عليها ...



و السؤال الآن من هذا الذى يصلح " و يوافق " على أداء هذا الدور ؟؟؟ و كيف سندفع بكوادرنا الشبابية لدخول الانتخابات ؛ حتى نضمن وجود تلك الكتلة الحرجة للتغيير تحت قبة البرلمان ؟؟؟

الخميس، 17 مارس 2011

آخر كلام : نعم أم لا ؟؟؟



سأقول لا للتعديلات الدستورية و لكنى لأول مرة لن أحزن كثيرا لو قالت الأغلبية " نعم " ؛ لأننى سأحترم قرار الأغلبية حتى لو لم يكن صحيحا فى وجهة نظرى ؛ طالما أننى مطمئن لنزاهة هذا الاستفتاء ،،، لكن هذا لا ينفى كونى ممن ينادوا بتغيير الدستور بأكمله ، و سأسعد كثيرا لو اختار الشعب ذلك و صوت بــ لا لتلك التعديلات الدستورية الجزئية ...
لكن بغض النظر عن نتائج الاستفتاء فالتجربة فى حد ذاتها فريدة ؛ فمنذ زمن طويل لم تشهد مصر استفتاءا يتوقع له أن يتمتع بنزاهة عالية ؛ كمثل هذا الاستفتاء .... و لأول مرة تصبح نتائج الاستفتاء لا يمكن توقعها .... و لأول مرة سنحرم من رؤية "الثلاث تسعات" كنتيجة رسمية حكومية كطابع الدمغة .....


المهم حاليا أن نحرص جميعا على المشاركة ؛ فقد أتقبل منك أن تخالفنى فى الرأى لكننى لم أعد أتقبل منك ألا تشارك و تظل غارق فى السلبية !!! 
أنا واثق أن كل من شارك بالثورة أو دعمها بدور ما سيحرص بالتأكيد على التصويت و المشاركة فى كل ما هو قادم على الساحة السياسية ،،، أما من لم يشارك فى الثورة بشكل مباشر و اكتفى بالتعاطف معها ، أعتقد أن هناك فرصة لأن يقوم بدور سيخدم الثورة و سيؤسس للتغيير فى مصر ...


اذن فلنمارس الديمقراطية و نتحمل نتيجة خياراتنا   

الأربعاء، 16 مارس 2011

لذلك سأقول لا للتعديلات الدستورية المقترحة ...







فى البداية يجب أن أؤكد على احترامى و تقديرى للمستشار طارق البشرى و كل أعضاء اللجنة التى قامت باجراء التعديلات الدستورية الحالية ، و اننى أؤيد معظم نصوص المواد التى تم تغييرها باستثناء المادة 189 و بعض الملاحظات على المادتين 139 و 75 ؛ لكن المشكلة تتعلق بباقى مواد الدستور التى تعطى للرئيس سلطات مطلقة لا تتماشى مع قواعد الديمقراطية ، و فى حالة اجراء انتخابات برلمانية فى الفترة الحالية سيكتسحها الاخوان و المتلونون من رجال أعمال الحزب الوطنى ؛ فالاخوان هم الفصيل السياسى الأكثر تنظيما فى الوقت الحالى و ذلك بسبب ضعف الأحزاب السياسية الحالية ، و رجال الأعمال فى الحزب الوطنى يقومون الآن بعملية تلون جديدة فى محاولة منهم لركوب الموجة و العودة للمشهد السياسى العام مع ملاحظة أن هؤلاء يمتلكوا الأموال و البلطجية و الكثير من الهتيفة و المؤيدين المأجورين و يمكنهم شراء الأصوات ؛ فمقولة أن الشعب المصرى كله قد تغير ليست صحيحة و مازال هناك من لا يمتلك الوعى السياسى الكامل ؛ و على ذلك فان رجال الأعمال و المتلونين بالاضافة للاخوان من المتوقع أن يسيطروا على أغلبية مقاعد مجلسى الشعب و الشورى ؛ و هنا تأتى المادة 189 لتقول لنا أن أعضاء مجلسى الشعب و الشورى  المنتخبين  هم  من سيختار أعضاء الجمعية التأسيسية لوضع دستور جديد و لم تحدد المادة امكانية أو عدم امكانية أن يكون أعضاء الجمعية التأسيسية من نواب الشعب و الشورى .....
ان تغيير الدستور يستلزم انشاء جمعية تأسيسية يتم انتخابها من الشعب مباشرة مع مراعاة توافر شروط التخصص و تمثيل كل شرائح المجتمع بنسب محددة مسبقا و يستحسن أن يكون الانتخاب بالقائمة و ليس على الأفراد ، تقوم تلك الجمعية بتغيير الدستور فى فترة محددة بعدها يتم الاستفتاء عليه و فى حالة الموافقة تكون تلك الجمعية قد انتهت من عملها و يلتزم كل أعضائها بعدم الترشح أو التعيين فى منصب سياسى أو تنفيذى فى المستقبل ، و هذا ما لم تراعيه التعديلات الحالية ، ولنسأل أنفسنا هل سيكون مجلس النواب بأغلبية رجال الأعمال و الاخوان مؤهل لوضع دستور جديد ؟؟؟ هل حقا سيقدم الرئيس القادم - فى ظل هذا البرلمان المعيب - على الحد من سلطاته ؟؟؟ فلو ألقينا نظرة سريعة على بعض تلك المواد سنتأكد أنها ستصنع دكتاتور جديد !!!  
فمثلا ؛
المادة 112 : لرئيس الجمهورية  حق اصدار قرارات لها قوة القانون ؛
 المادة 180 : رئيس الجمهورية هو رئيس مجلس الدفاع الوطني  ؛
المادة 173: يقوم على شئون الهيئات القضائية مجلس أعلى يرأسه رئيس الجمهورية ؛
المادتان 101 & 102 : رئيس الجمهورية  هو الرئيس الاعلي لكافة الاجهزة الرقابية مثل (الرقابة الادارية . الجهاز المركزي للمحاسبات . الجهاز المركزي للتنظيم) وهو الذي يدعو مجلس الشعب للاجتماع ويفضه ؛
رئيس الجمهورية هو القائد الاعلي للشرطة و القوات المسلحة ؛  و هو الذي يعين رئيس الوزراء و الوزراء و يقيلهم ...


 هذه هى بعض المواد التى تعطى صلاحيات واسعة ومبالغ فيها للرئيس ، فهل حقا  تتوقعون أن الرئيس القادم مهما كان سيخاطر بضياعها ؟؟؟؟؟؟؟؟؟


ثم ماذا عن نسبة الخمسين فى المائة عمال و فلاحين بمجلسى الشعب و الشورى  ؟؟؟ هل حقا سينتخب أعضاء البرلمان بتلك الآلية ؟؟؟ أعتقد أنه فى حالة حدوث ذلك سنرى برلمانا لا يختلف عن البرلمانات السابقة ؛ برلمانا سيكون هو و الدستور المرقع نواة لمشروع صنع فرعون جديد !!!


و هناك أيضا تلك النسبة الكبيرة من نواب الشورى المعينة فى المجلس من قبل الرئيس ؛ و تحديدا ثلث الأعضاء ؛ هل حقا تتماشى تلك النسبة مع طموحاتنا السياسية ؟؟؟ هل حقا تتماشى تلك النسبة مع مبادئ الديمقراطية ؟؟؟


فكيف اذن سننتخب برلمانا - بمجلسيه - وفق تلك المواد و القوانين التى عفى عليها الزمن و دهستها الثورة بأرجل الثوار !!!


 اننا فى حاجة لفترة انتقالية يتم فيها بناء الأحزاب و رفع الوعى و نضوج القيادات و فتح المجال أمام الشرفاء للعمل السياسى ، و فى تلك الأثناء ينتخب الشعب القائمة الأنسب للجمعية التأسيسية التى ستضع الدستور الجديد و لتكن تلك الفترة الانتقالية عام أو اثنان على أن تتولى حكومة تسيير أعمال  - كالحكومة الحالية - ادارة البلد مع انشاء مجلس رئاسة مكون من ثلاثة أو خمسة أعضاء من العسكريين و القضاة يلتزموا بمقتضيات الفترة الانتقالية  ، و ألا يرشحوا أنفسهم فى أى انتخابات قادمة بمجرد نهاية الفترة الانتقالية المتفق عليها ... 
اننى أرى أن التعديلات الحالية هى التفاف على مطالب الثورة و تكريس لسلطات الحاكم الغيرمحدودة و حين أشاهد الاخوان يشنون حملة قوية لدعم تلك التعديلات أزداد يقينا أن أى انتخابات سريعة - تجرى على عجل حتى يسلم المجلس العسكرى السلطة فى أسرع وقت ممكن - ستكون فى صالح الاخوان بشكل كبير و لن تفرز النواب القادرين على تمثيل الثورة و تحقيق مطالبها ،،،

و لذلك سأقول لا للتعديلات الدستورية المقترحة ...
   

الأربعاء، 9 مارس 2011

بعبع اسمه الاخوان !!!



وجهت فى الآونة الأخيرة انتقادات واسعة للاخوان و شبابهم  وصلت فى بعد الأحيان الى حد السب و توزيع الاتهامات بالعمالة و الخيانة و الانتهازية السياسية ، و أنا شخصيا لا أستطيع أن أتقبل ذلك ؛ فاختلافى الفكرى مع الاخوان لن يقودنى الى سلوك نفس نهج النظام السابق ، الاخوان ليسوا البعبع الذى صوروه لنا فى الماضى ؛ نعم أرى بعض التناقدات فى تكوين الاخوان لكننى لن أنسى أنهم أكثر اعتدالا من كثيرين ، ان الاخوان جزء من النسيج السياسى الاجتماعى المصرى رغم كل ما تعرضوا له من تنكيل خلال العهود السابقة ، و قد لاحظت أنه مازال هناك من يخلط بين الاخوان و التنظيمات الارهابية و هذا افتراء مقصود كان يروج له النظام السابق ...


و منذ اليوم الأول للثورة صدعونا بالمؤامرة الاخوانية و هيمنة الاخوان على الثوار و سيطرتهم على المشهد فى ميدان التحرير، و هذا ادعاء عارى من الصحة ، فمنذ اليوم الاول والاخوان مشاركون فى الأحداث لكنهم لم يكونوا يوما أصحاب اليد الطولى أو المحركين للأحداث ، لقد شاركوا بصفتهم مصريين و لم يرفعوا شعاراتهم أو ينادوا بأفكارهم ، و يجب ألا ننسى أنهم كانوا فى الصفوف الأمامية يوم أن كانت الثورة فى حاجة ماسة لمن يحميها و يدافع عنها بالدم ؛ لقد شاركوا فى حماية الثورة مع سائر الشباب المصرى ، و لم يحاول شباب الاخوان يوما فرض أو الترويج لرؤيتهم على شباب التحرير بل على العكس لقد تأثر شباب الاخوان باحتكاكهم مع بقية الشباب فصاروا أكثر اعتدالا و قبولا للآخر ، و ما يؤكد ذلك هو ما يحدث الآن داخل الجماعة من ثورة شباب الاخوان على القيادات القديمة و المتشددين ، و ذلك كرد فعل لانفتاحهم على سائر الشباب و التيارات الفكرية و السياسية ...


ان كنا بصدد بناء نظام سياسى على أسس جديدة فيجب ألا نغلق الباب فى وجه أى فئة أو تيار يسعى للعمل السياسى ، و على الاخوان أن يلتزموا بقواعد العمل السياسى الديمقراطى القائم على الدولة المدنية و المواطنة و أن يفصلوا بين العمل السياسى و العمل الدعوى و يقروا فى حالة انشائهم حزب سياسى أن يكون حزبا لكل المصريين تسرى عليه متطلبات الدولة المدنية ...


" باختصار علينا احتواء الاخوان و ليس اقصائهم و التنكيل بهم "   

عاوزين نفتح صفحة جديدة



نحن نعلم جيدا أن هناك بين رجال الشرطة أناس شرفاء يخدمون الوطن لكن هذا لا ينفى أن هناك عدد غير قليل من الظلمة و المستكبرين و الفاسدين ، هؤلاء تحولوا الى أداة فى يد النظام يقمع بها الشعب ...و لا شغل لهم غير السهر على حماية النظام المستبد ، و السبب فى أن الشرفاء من رجال الشرطة المحترمين غير ظاهرين هو سيطرة الفاسدين على المناصب الحساسة و القيادية و التى تستلزم الولاء التام للنظام و ليس للشعب و الوطن ... وأنا قد ألتمس العذر لبعضهم ممن أرغموا على فعل مالا يقبلون و زرعت قياداتهم فيهم روح الاستعلاء على خلق ربنا ، لكننى لا أستطيع أن أتسامح مع من تلوثت أيديهم بدماء المصريين ...
 لقد تسببت السياسات القمعية للنظام السابق فى خلق نوع من العداء و عدم الثقة بين الشعب و الشرطة تجلى فى أسوأ صوره بالأحداث المؤسفة التى وقعت يوم جمعة الغضب و التى انتهت بالانسحاب من كل المواقع ...
عموما نحن الآن نبدأ صفحة جديدة علينا أن نعيد فيها بناء الثقة بين الشعب و الشرطة ، و على وزارة الداخلية أن تغير من سياساتها و تحاسب المذنبين و تتطهر من الفاسدين ، كما أنه من المهم جدا أن يتم بناء و هيكلة جهاز أمن قومى - بدلا من جهاز أمن الدولة - وفق معايير و قواعد جديدة تحفظ حقوق و كرامة المواطن المصرى ...

الأحد، 6 مارس 2011

حكاية سقوط آخر حصون أمن الدولة






 هذه هى ملاحظاتى الشخصية عما حدث يوم السبت الموافق 5 مارس عندما سيطر الشعب و الجيش على مبنى مباحث أمن الدولة الرئيسى بالسادس من أكتوبر ...

تبدأ القصة الساعة التاسعة صباحا عندما لاحظ المارة من أمام مبنى أمن الدولة المتواجد على طريق المحور بجوار كوبرى الطريق الصحراوى أن هناك تصاعد لبعض الأدخنة الكثيفة من داخل أسوار المبنى فاقترب البعض من الأسوار الخلفية و استطاع أحد الشباب تسلق السور و تصوير ما كان يحدث فى الداخل و قد ساعده فى ذلك غياب الحراسة الخارجية حيث كان العساكر منشغلين بالكامل فى تفريغ الكراتين و احراق محتوياتها ، و اتضح أن عناصر أمن الدولة تقوم بحرق الأرشيف السرى الذى يحتوى على ملفات و وثائق سرية تسجل كل نشاطات أمن الدولة و التى قد يكون بينها ما يدين بعض العاملين بالجهاز فى حالة سقوطها فى يد القضاء أو الجيش أو الثوار ، و بسرعة قام الأهالى و النشطاء بالتجمع أمام المبنى و اتصلوا بكل معارفهم و وسائل الاعلام و قاموا بابلاغ الشرطة العسكرية ، و ظلت الأعداد فى ازدياد حتى أصبحوا بالآلاف ، و بعد قليل حضرت الشرطة العسكرية و بعض ضباط الجيش و بدأ المتظاهرون بشرح الموقف لهم ، وفى تلك الأثناء قام بعض العساكر المتواجدين فى داخل المبنى بمحاولة الهرب بعد أن خلعوا زيهم العسكرى و قاموا بتسلق الأسوار و القفز الى الخارج و تسليم أنفسهم للجيش و قد قدموا اعترافات كاملة عما يحدث فى الداخل فى رواية تطابق رواية المتظاهرين و الأهالى ، و فى هذا الوقت حضر أحد قيادات الشرطة العسكرية حيث قرر الدخول الى المبنى و قد سبقه فى ذلك بعض النشطاء فى محاولة منهم لاخماد الحريق و انقاذ الأرشيف و ذلك بعد أن منع عناصر أمن الدولة سيارات الاطفاء التى استدعاها الجيش و الأهالى ، و بالفعل دخلت قوات الشرطة العسكرية يصاحبها بعض المتظاهرين إلى الداخل و قام الجيش بإخلاء عناصر أمن الدولة واستلم المبنى بالكامل ، كان ذلك فى تمام الساعة الرابعة إلى الساعة السادسة مساءا ، و كنت أنا فى هذا الوقت فى طريقى إلى منزلى بأكتوبر حيث مررت على مبنى أمن الدولة و شاهدت التجمع حوله ؛ و بمجرد وصولى بدأت أجمع خيوط الحكاية من الأهالى و النشطاء المتجمهرين حول المبنى ، و فى هذا الوقت وصل أحد قيادات الجيش مبعوث من القيادة العامة للقوات المسلحة و قام بالتحفظ على بعض الوثائق الهامة و تحدث للشباب و طالب الجميع بترك المبنى فى عهدة الجيش حتى يتم تسليمه للنائب العام فى صباح اليوم التالى لكن الشباب أصروا على البقاء بجوار المبنى حتى الصباح ، و فى تمام الساعة الحادية عشر تقريبا قرر البعض دخول المبنى لتصوير بعض محتوياته فمن حق الشعب أن يعرف الحقيقة كاملة ؛ كما قالوا ، و كان موقف الجيش واضحا من البداية فهو لا يمنع و لا يؤيد ، و لكننى أكاد أجزم أن عناصر الجيش كانت تؤيد ذلك فى داخلهم فقد كانت عيونهم تفضح سعادتهم و رضاهم التام عما يحدث ، و للعلم فإن المبنى ضخم للغاية و هو على الطراز الفرعونى ، و أثناء ذلك ارتفعت أصوات بعض الشباب ؛ فقد عثروا على دولاب ملئ ببدل الرقص و الملابس الداخلية الحريمى و قد خرجوا بها ليراها الجميع ، و تساءل الناس عن سبب وجود تلك الأشياء فى مكاتب أمن الدولة !!!
و استمر الحال على ذلك حتى الساعة الثالثة بعد منتصف الليل عندها قرر أحد قيادات الشرطة العسكرية إخلاء المبنى بالكامل ، و بالفعل استجاب الشباب لطلب الجيش فلم يعد هناك ضرورة لتواجدهم بالداخل ، و عند مغادرتى للمكان قابلت رجلا عجوزا ملتحى وجدته يبكى بحرقة و يضحك فى نفس الوقت بشكل هستيرى !!! و بعد حديثى معه تبين لى أنه أحد ضحايا التعذيب على يد أمن الدولة  و قد هاله أن يرى بعينيه تلك النهاية الدراماتيكية لهذا الجهاز اللعين ...
بعد عودتى ظللت أعانى من الصدمة و الذهول من كل ما رأيت !!! فما يحدث فى مصر هو أقرب لرواية خيالية لم يكن يتخيلها انسان !!!

هذه هى حكاية آخر حصون جهاز أمن الدولة "البائد" والذى يعد وصمة عار على جبين النظام السابق ...     

الثلاثاء، 1 مارس 2011

شخبطات وقائية



حاسس ان فى كلام كتير فى الهوا من ناس منفسنة و شامم ريحة مؤامرة ضد التغيير لذلك قررت أن أكتب شوية شخبطات وقائية أقرب للصراخ فى وجوه المسيرين نياما ، على أمل أن تخرجهم صرخاتى من حالة التنويم المغناطيسى "السياسى" التى يحركها المنفسنين من الثورة ...
أولا: عاد الى السطح مؤخرا كلام من قبيل "المؤامرة الخارجية" و "الناس اللى عاوزة تخرب البلد" و "القلة المندسة صاحبة الأجندات" و "أنصار الفوضى و غياب الأمن " و كل هذا الكلام عطن الرائحة !!! بالطبع لن أضيع الوقت فى الدفاع عن شباب الثورة فالحقيقة واضحة لمن يريد أن يعرفها ، لكننى سأقول "بالفم المليان" لمن يتفوه بتلك الاشتغالات السياسية (( أجندتـــــك حمـــــرااااا يا منفسن )) .... و الى من يستمع لهذا الكلام أقول (( عزيزى المغفل ارحم دماغى و دماغك يرحمك الله )) و الله أعلم بالنوايا ...
ثانيا: يطل علينا فى هذه الأيام مجموعة من أصحاب الفكر الحجرى الذى عفى عليه الزمن و تخطاه التاريخ و أصبح أقرب لــ "ما وراء التاريخ" ؛ هؤلاء يعيدون و يزيدون فى مقولات من قبيل "العيال بتاعة التحرير دى عاوزة ايه ؟ ما حسنى مشى و خلاص" و "ماله شفيق ؟ دا راجل مية مية و برنس و ما ينفعش الحكومة دى تمشى عشان احنا عاوزين البلد تهدا " و " احنا حالنا واقف بسبب العيال بتوع التحرير اللى مش فاهمين حاجة " ... و الى هؤلاء أقول : هل حقا تفهمون معنى التغيير ؟ هل تعتبرون تغيير رأس النظام تغيرا شاملا ؟ ما هى الضمانات التى تضمن استكمال التغيير المنشود ؟  يا سادة يا كرام نحن حين نشدنا التغير و سعينا اليه  كان هدفنا اسقاط النظام بالكامل و اعادة بنائه وفق رؤية جديدة تضمن لنا الحرية و الكرامة و العدالة الاجتماعية ، و ما حدث حتى الآن لا يتعدى معادلة " شالوا ألضو جابوا شاهين أو شالوا مبارك جابوا شفيق" ، ان كل الوجوه القديمة التى عملت تحت سلطة مبارك متورطة "ان لم يكن فى الفساد فعلى الأقل فى السكوت عليه و مسايرته و العمل فى اطار منظومته " كما أنهم لا يمتلكون الرؤية الثورية القادرة على انجاز التغيير الحقيقى ، بالاضافة الى أنهم لم يقدموا لنا شيئا غير التصريحات و الوعود !!! ، أما الضامن الوحيد لتحقيق تطلعات الشعب هو الشعب نفسه فحين يتأكد من هم فى السلطة أن الشعب صاحى و مستعد للحركة و الثورة من جديد سيصبح ذلك وسيلة ضغط فى اتجاه تحقيق الوعود بالتغيير ...

كفاية كدا دلوقت أصل أنا صدعت .... و للحديث بقية