و تتوالى الأحداث و معها تتساقط الأوهام الكبرى التى قد ظلت تنتفخ لسنوات و عقود ... و فى كل محطة من محطات قطار الثورة الشعبية العربية يهب لنا الطاغية " اللى عليه الدور" ليكرر علينا بكل سماجة و نطاعة " نظرية المؤامرة الخارجية " و " القلة المندسة " و " الأجندات " !!! ثم يحلف بأغلظ أيمانات الله - وسط عواصف التصفيق و الهتاف "بالروح بالدم" من جوقة الهتيفة - بأن بلده ليس كالبلاد العربية التى مر بها قطار الثورة !!!
يا لكم من طغاة !!!
يا طغاة الأرض إفهموا و تعلموا من التاريخ ؛ أوليس التكرار يعلم الحمار ؟؟؟ أم أنكم أشد ضلالا من أن يؤتى التكرار معكم بنتيجة ؟؟؟
العقيد السفاح فى ليبيا قرر أن يحرق بلده و يبيد شعبه إذا إضطره لأن يترك كرسيه ؛ و الشاويش صالح يصر على إلصاق مؤخرته بكرسى الرئاسة و ليذهب اليمن إلى الجحيم ؛ و الأسد حين شعر أن الثوار شرعوا فى إسقاط عرشه فتك بهم و ظل يحدثنا عن المؤامرة و يعدنا بالإصلاح " الذى هو عقبة فى طريقه " ... و مازال الحبل على الجرار ...
ان بلادنا العربية على إختلافها تعانى من نفس المرض الخبيث المتمثل فى الاستبداد ؛ و لأن طبائع الاستبداد تتشابه فى كل مكان ستجد أنظمتنا العربية تسير على نفس النهج الإستبدادى و تكاد تتطابق ردود أفعالهم عندما تداهمهم الثورة الشعبية ؛ يعنى من الآخر " كلنا فى الهوا سوا " ؛؛؛ و تلك هى الحقيقة البديهية التى تتغافل عنها أنظمتنا العربية ...
و فى لحظة ما و بدون مقدمات واضحة انفجرت شعوبنا العربية فولدت شلالات من الثورات ضربت و مازالت تضرب أركان أنظمتنا الإستبدادية ، و قد كان الشباب رأس الحربة فى تلك الثورات ؛ فنحن - كشباب عربى - ظلمنا ظلما بين بسبب تلك الأنظمة التى تعفنت من طول بقائها فى السلطة ؛ فقد جئنا إلى الدنيا فى الحقبة التى تعانى فيها دولنا من انحدار فى كل المجالات ، و حين حلمنا بواقع أفضل نصوغه فى مشروع وطنى نلتف حوله دافعين بأوطاننا للأمام حتى نلحق بركب الحضارة الذى تخلفنا عنه لزمن ، وقفت لنا تلك الأنظمة بالمرصاد و وأدت أحلامنا فى مهدها فهى غير معنية بتقدمنا او تخلفنا و إنما هى لا تهتم إلا بالحفاظ على كراسيها ؛ حتى أدخلتنا فى حالة من الجمود يدعون - كذبا و إستخفافا بعقولنا - أنها إستقرار !!!
لقد حرم الشباب من الوصول إلى المواقع و المناصب القيادية ، و تعاملت معهم تلك الأنظمة بتعالى مفرط معتبرة أنهم مراهقون بلهاء لا يعون مصلحتهم ؛ فلا أحد يعرف مصلحة الوطن إلا هم ؛ و لا يوجد رأى سديد إلا رأيهم ، و أوهموا الناس أنه لا توجد خيارات أخرى و ليس فى الإمكان أفضل و أبدع مما كان ...
اليوم تهب شعوبنا للخلاص من تلك الأنظمة المصابة بالشيخوخة السياسية ؛ فشعوبنا تستحق مكانة أفضل من ذلك ...
اليوم سنبنى نظاما وطنيا و اقليميا جديدا يلبى تطلعات شعوبنا ؛ و سنؤسس نظاما عربيا بفكر جديد بعد أن نتخلص من حكامنا الطغاة فهم كانوا و مازالوا السبب فى عدم توحدنا نحن العرب و تشرذمنا على صعيد السياسة الدولية ؛ و كم تساءلنا " لماذا لا يتفق حكامنا العرب ؟؟؟ " و الجواب أن الطغاة لا يثقون فى أمثالهم من الطغاة ، و كل طاغية منهم يريد أن يستبد بالأمر و يوسع نفوذه الإقليمى و يفرض رؤيته التى تتعارض مع رؤى الطغاة الآخرين ؛ فهؤلاء الطغاة قد إتفقوا على ألا يتفقوا حتى أوصلونا إلى ما نحن فيه ...
نريد إطارا عربيا إقليميا يبنى على الديمقراطية الحقيقية ؛ نريد علاقات إستراتيجية بين دولنا تديرها الشعوب العربية و لا تتأثر بالعلاقات الشخصية بين حكامنا ...
و قد حان الوقت لأن نحقق أحلامنا و ندفع بقطار الثورة فى اتجاه إنتزاع حريتنا ...
***
***
تحيا الثورة العربية
الحرية هى الحل