ان تغيير الدستور يستلزم انشاء جمعية تأسيسية يتم انتخابها من الشعب مباشرة مع مراعاة توافر شروط التخصص و تمثيل كل شرائح المجتمع بنسب محددة مسبقا و يستحسن أن يكون الانتخاب بالقائمة و ليس على الأفراد ، تقوم تلك الجمعية بتغيير الدستور فى فترة محددة بعدها يتم الاستفتاء عليه و فى حالة الموافقة تكون تلك الجمعية قد انتهت من عملها و يلتزم كل أعضائها بعدم الترشح أو التعيين فى منصب سياسى أو تنفيذى فى المستقبل ، و هذا ما لم تراعيه التعديلات الحالية ، ولنسأل أنفسنا هل سيكون مجلس النواب بأغلبية رجال الأعمال و الاخوان مؤهل لوضع دستور جديد ؟؟؟ هل حقا سيقدم الرئيس القادم - فى ظل هذا البرلمان المعيب - على الحد من سلطاته ؟؟؟ فلو ألقينا نظرة سريعة على بعض تلك المواد سنتأكد أنها ستصنع دكتاتور جديد !!!
فمثلا ؛
المادة 112 : لرئيس الجمهورية حق اصدار قرارات لها قوة القانون ؛
المادة 180 : رئيس الجمهورية هو رئيس مجلس الدفاع الوطني ؛
المادة 173: يقوم على شئون الهيئات القضائية مجلس أعلى يرأسه رئيس الجمهورية ؛
المادتان 101 & 102 : رئيس الجمهورية هو الرئيس الاعلي لكافة الاجهزة الرقابية مثل (الرقابة الادارية . الجهاز المركزي للمحاسبات . الجهاز المركزي للتنظيم) وهو الذي يدعو مجلس الشعب للاجتماع ويفضه ؛
رئيس الجمهورية هو القائد الاعلي للشرطة و القوات المسلحة ؛ و هو الذي يعين رئيس الوزراء و الوزراء و يقيلهم ...
هذه هى بعض المواد التى تعطى صلاحيات واسعة ومبالغ فيها للرئيس ، فهل حقا تتوقعون أن الرئيس القادم مهما كان سيخاطر بضياعها ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ثم ماذا عن نسبة الخمسين فى المائة عمال و فلاحين بمجلسى الشعب و الشورى ؟؟؟ هل حقا سينتخب أعضاء البرلمان بتلك الآلية ؟؟؟ أعتقد أنه فى حالة حدوث ذلك سنرى برلمانا لا يختلف عن البرلمانات السابقة ؛ برلمانا سيكون هو و الدستور المرقع نواة لمشروع صنع فرعون جديد !!!
و هناك أيضا تلك النسبة الكبيرة من نواب الشورى المعينة فى المجلس من قبل الرئيس ؛ و تحديدا ثلث الأعضاء ؛ هل حقا تتماشى تلك النسبة مع طموحاتنا السياسية ؟؟؟ هل حقا تتماشى تلك النسبة مع مبادئ الديمقراطية ؟؟؟
فكيف اذن سننتخب برلمانا - بمجلسيه - وفق تلك المواد و القوانين التى عفى عليها الزمن و دهستها الثورة بأرجل الثوار !!!
اننا فى حاجة لفترة انتقالية يتم فيها بناء الأحزاب و رفع الوعى و نضوج القيادات و فتح المجال أمام الشرفاء للعمل السياسى ، و فى تلك الأثناء ينتخب الشعب القائمة الأنسب للجمعية التأسيسية التى ستضع الدستور الجديد و لتكن تلك الفترة الانتقالية عام أو اثنان على أن تتولى حكومة تسيير أعمال - كالحكومة الحالية - ادارة البلد مع انشاء مجلس رئاسة مكون من ثلاثة أو خمسة أعضاء من العسكريين و القضاة يلتزموا بمقتضيات الفترة الانتقالية ، و ألا يرشحوا أنفسهم فى أى انتخابات قادمة بمجرد نهاية الفترة الانتقالية المتفق عليها ...
اننى أرى أن التعديلات الحالية هى التفاف على مطالب الثورة و تكريس لسلطات الحاكم الغيرمحدودة و حين أشاهد الاخوان يشنون حملة قوية لدعم تلك التعديلات أزداد يقينا أن أى انتخابات سريعة - تجرى على عجل حتى يسلم المجلس العسكرى السلطة فى أسرع وقت ممكن - ستكون فى صالح الاخوان بشكل كبير و لن تفرز النواب القادرين على تمثيل الثورة و تحقيق مطالبها ،،،
و لذلك سأقول لا للتعديلات الدستورية المقترحة ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق