الاثنين، 20 ديسمبر 2010

الدماء الثائرة



فى كل عام تهل علينا ذكرى عاشوراء أعاود تذكر تلك الأحداث الأليمة التى انتهت باستشهاد الامام الحسين - عليه و على آله السلام - ،،، ان تلك الأحداث هى ملخص لتاريخ الظلم و الاستبداد و الخيانة و الخسة ، وهى أيضا ملخص لتاريخ البطولة و الكرامة و الباء و التضحية فى سبيل تحقيق العدالة، ان لنا فى تلك الملحمة الكثير من العبر و الدروس التى نستنير بها فى كل زمان و مكان .
سنجد فى ثورة الامام الحسين أسمى معانى الحق فى مواجهة الباطل ، سنجد أن الدم يمكن أن يهزم القوة .
لقد أعطانا الامام الحسين درسا لا ينسى على مر العصور ، هذا الدرس هو الثورة على الظالم المستكبر مهما كانت قوته و مكانته ، لقد علمنا الامام ألا نتخذ من الخنوع سبيلا للنجاة بأنفسنا .
ان ثورة الامام الحسين تكشف بطلان ما يقوله فقهاء السلاطين فى أن " الحاكم الظالم خير من الفتنة التى قد يسببها الخروج على الحاكم " ،،، فسيرة الامام تؤكد لنا أن الاسلام يأمرنا أن نواجه الظلم و الظالمين مهما كانت العواقب .
لقد كان باستطاعة الامام الحسين أن يعيش حياة هانئة بعيدا الثورة و القتال  لكنه لم يفعل ذالك و اختار الثورة كمنهج للمواجهة .
و أعتقد أن الامام كان يعلم نهايته المحتومة لكنه لم يتراجع أو يستسلم أو حتى يبايع ، لقد كان يستطيع أن ينجو بنفسه و بأهله بكلمة واحدة تخرج من فمه ، مجرد كلمة كانت ستحقن الدماء الطاهرة ، لكن تلك الكلمة كانت أثقل على الامام من الاستشهاد ، لقد فضل الموت على قول الباطل و هذا هو الدرس الأعظم فى تلك السيرة العطرة الأليمة ،،، و علينا ألا ننسى ذلك أبدا ...




 اللهم صلى على محمد و على آل محمد ... و انصر الاسلام و المسلمين و كل المستضعفين فى شتى بقاع الأرض ... و اجعل من ذكرى استشهاد الامام الحسين (( امام الشهداء و رافع راية الثورة المقدسة على الظلم و الاستعباد )) يوما للعزة و الكرامة يستعيد فيه أصحاب الحقوق حقوقهم من براثن الظلمة و المستكبرين ... اللهم وحد كلمتنا و اجمعنا حول... قرآنك و سنة نبيك و أهل بيته المطهرين ... يا رب "فى يوم انتصار الدم على السيف" قوى عزائمنا و طهر دماءنا حتى تكون جديرة بهزيمة سيف الظالم المتكبر المستبد .... اللهم آمين

الثلاثاء، 14 ديسمبر 2010

هــــلاوس انتخابيـــــــة

اليوم سأذهب الى اللجنة الانتخابية المجاورة لمنزلى كى أشارك فى هذه التجربة الديمقراطية النزيهة ، فصوتى سيقرر مصيرى و مصير البلد ،  لذلك أشعر بأهميته ،  و الكل فى بلادنا السعيدة المجيدة يشعر مثلى بأهمية المشاركة و اختيار ممثلى الشعب الأجدر و الأصلح لحمل الأمانة ، و حين خرجت الى الشارع لاحظت أن أعدادا غفيرة من المواطنين تتجه الى اللجان الانتخابية بهدوء و تنظيم ، الشوارع المؤدية الى اللجان تكاد تخلو من رجال الأمن و حتى اللجان نفسها خالية من التواجد الكثيف لرجال الأمن ، صناديق الاقتراع شفافة و يشرف عليها و على العملية بأسرها قضاة وقورون بالاضافة للمراقبين المحليين و الدوليين ممن ينتموا لمنظمات المجتمع المدنى و هناك أيضا مندوب عن كل مرشح يراقب سير الاقتراع داخل اللجان ، الناخبون داخل اللجان يتحركون بسلاسة و روية ، لا أحد يوجههم أو يجبرهم على شئ فهم يعرفون ما عليهم فعله ، و الكل حر فى اختياره ، و الكل حريص على انجاح العملية الانتخابية الديمقراطية ، لذلك فنزاهة الانتخابات شئ مفروغ منه و لا أحد يجرؤ على التشكيك فى نزاهة العملية برمتها ، فهناك رقابة قضائية و مراقبة من منظمات المجتمع المدنى المصرية و الدولية و هناك العديد من الضمانات الأخرى التى تجعل التزوير مستحيل ...
ان الانتخابات النزيهة هى خير ضامن للأمن و الاستقرار و التقدم ، و لقد تعلمنا من أخطاء الماضى أن محاسبة الشعب للحاكم هى خير و سيلة للقضاء على الاستبداد السياسى الذى أعاق مسيرة التقدم و التنمية لعهود طويلة ، و الشعب يحاسب الحاكم و الحكومة بواسطة نواب الشعب المنتخبون ديمقراطيا ، و ..........................

طــــــاااااااااخ .........

و فجأة شعرت بارتطام جسدى بالأرض بعد أن سقطت من على سريرى و صحوت من غفوتى ... و حين تذكرت هذا الحلم الغريب لم أستطع أن أمنع نفسى من الضحك بصوت عالى ، فالواقع لا يمت بأى صلة لما رأيته فيما يرى النائم .......
و قد كان يوم الانتخابات الأخيرة يوما مقيتا من الأيام التى يتمنى الانسان ألا يراها فى حياته ،،، حينها كانت الشوارع المؤدية الى اللجان الانتخابية مليئة بجنود و ضباط الأمن من كل طيف و لون " أمن مركزى على أمن عام على مباحث عامة و أمن دولة بالاضافة الى فرق الكراتيه بالزى المدنى " و أمام كل لجنة تجمع كبير من البشر منهم الناخبين و الأنصار و أيضا البلطجية محترفى الاجرام ، فمعظم المرشحين يستعينون بجيش من البلطجية المدججين بالسلاح - الأبيض و الشوم و فى بعض الأحيان السلاح النارى - يوجهوهم حسب الحاجة ، فأحيانا يعتدون على الناخبين من أنصار الخصوم ، و أحيانا يغلقون الشوارع و الطرقات ، و أحيانا يحاولون اقتحام اللجان و الاعتداء على من فيها ... هناك فى المشهد من يوزع اللحوم و الأموال كنوع من الرشوة الانتخابية الصريحة ،،، ثم يظهر فى الأفق حافلات ضخمة لها طابع حكومى تتوقف أمام اللجنة الانتخابية و يخرج منها مجموعة من الرجال و النساء تبدو عليهم سمات الموظفين الحكوميين (الغلابة) هؤلاء جاءت بهم الحكومة - بواسطة حافلات النقل العام - لكى يصوتوا لصالح مرشحوا الحزب الحاكم .....
أما فى داخل اللجان - و التى تكون فى الغالب  مدارس حكومية - نجد أن رجال الأمن هم أصحاب الكلمة العليا ، بالطبع هناك بعض القضاة أو وكلاء النيابة و لكن هؤلاء تم انتقائهم بعناية حتى لا يواجه رجال الأمن أى عقبة فى الخروج بالنتيجة المقررة سلفا .....

كل شئ يسير حسب الخطة المرسومة فى أروقة النظام الحاكم و ان جدت فى الأمور أمور فهناك العديد من الوسائل التى يمكن بواسطتها مواجهة أى مستجدات قد تطرأ على سير الخطة الموضوعة ...

" كله تمام و الأمور تحت السيطرة "
و ستظل النتيجة دائما 99.99%

الثلاثاء، 30 نوفمبر 2010

انتخبـوا كعبورة رمـز الشفاط




سيارة عتيقة متهالكة من طراز توقف تصنيعه من عقود ، عليها مجموعة متباينة  من البشر تدل هيئتهم على أنهم من الأشقياء ذوى السوابق و السيارة تحمل سماعات ضخمة تنبعث منها ضوضاء و هتافات غير واضحة المعانى ، بالاضافة الى صورة كبيرة لرجل مبتسم تبدو عليه أمارات التسلط و الغرور ، بعض الأطفال و الصبية يحاولون الوثوب على السيارة لينالوا حصتهم من اللحوم التى يوزعها الرجال راكبوا السيارة على الناس ، و البعض الآخر من المارة ينظرون الى هذا المشهد بعيون مليئة باللامبالاة ، بعد وهلة ستكتشف أن هذا المشهد المقزز يسمى دعاية انتخابية و أن صاحب الصورة التى تحملها السيارة هو مرشح الحزب الحاكم ...


هذا المشهد المتكرر كل خمس سنوات يلخص ما يسمى بانتخابات مجلس الشعب المصرى   

الأحد، 7 نوفمبر 2010

احتضار التغيير البرادعاوى



عندما قلنا أن البرادعى هو أمل مصر فى التغيير ، كنا كالعادة نرتكب نفس الخطأ الذى يقع فيه المصريين دائما حين يلقون بمسئولية تحسين أوضاعهم على شخص ما يعتبرونه القائد المخلص الذى يستطيع أن يحدث وحده التغيير الذى يتمنوه !!!!
لماذا لم نتعلم أننا ان أردنا التغيير فلابد أن نسعى اليه بأنفسنا ؟؟؟ فمن المتوقع أن الدكتور البرادعى لو ظل على نفس الوتيرة الحالية فلن يحدث أى تغيير ، و سيمر علينا العام القادم مرور الكرام و يبقى الوضع كما هو عليه لحين خروج الشعب من غرفة الانعاش ...
لقد كنت من أشد المتفائلين بظهور البرادعى على الساحة السياسية المصرية ، و كنت أتمنى أن يتحول هذا الظهور الى حركة أو ظاهرة تحرك المياه الراقدة من سنين ، لكن مع الوقت تبين لى أن الأمر ليس بهذه البساطة ....
و كانت جدلية من أين يبدأ التغيير تسيطر دائما على حيز كبير من تفكيرى ، فهل يبدأ التغيير من القاعدة أم من رأس هرم السلطة ؟؟ أم من الاثنين معا على التوازى ؟؟؟ وكنت أعتقد أن الأنسب هو العمل فى اتجاهين متوازيين للتغير ، فمن ناحية يحدث التغيير فى القمة و من ناحية أخرى و فى نفس الوقت يحدث التغيير فى القاعدة ،، و لكنى اكتشفت أن ذلك الرأى غير واقعى ، فلن يحدث التغيير فى القمة من تلقاء نفسه حيث لا مفر من الضغط الشعبى فى اتجاه التغيير و هذا يستلزم بالضرورة تغيير فى الفكر و الثقافة السياسية للشعب ، بمعنى آخر لن يتغير النظام الا اذا وصل التغيير فى القاعدة الشعبية الى ذروته ، مع العلم أن عجلة التغيير فى القاعدة الشعبية حين تبدأ فى التقدم لا يستطيع أحد أن يوقفها ، و ليس المقصود بالتغيير فى النظام  أن تحل و جوه محل وجوه أخرى و انما المقصود هو تغيير سياسى شامل فى بنية النظام و منهجه فى الحكم ، و لذلك أعتقد الآن أن التغيير يجب أن يبدأ من القاعدة ...
و التغيير فى القاعدة يتطلب أن تقوده النخب الشعبية المثقفة فهم الأقدر على الأخذ بيد العامة فى الاتجاه الصحيح ، و لكى يحدث ذلك فمن البديهى أن يكون هناك اتصال قوى و مباشر بين النخبة و العامة ، و هذا ما نفتقده حاليا ...
ان الدكتور البرادعى لم يتمكن من التواصل الفعال مع القاعدة الشعبية و حصر حركته فى نطاق النخبة المثقفة و التى تعانى أصلا  من الانعزال عن العامة ،،، و أنا أعتقد أن التواصل مع العامة كان أهم فى الوقت الراهن لأنه يمكن أن يثمر عن تحرك فعلى فى الشارع ، خاصة أن معظم المصريين حانقين على سياسات النظام  التى يعانون من تبعاتها على جميع الأصعدة ، لكن بدلا من ذلك أضاع البرادعى وقته و مجهوده فى محاولة جمع النخب من التيارات السياسية المعارضة - على اختلاف رؤيتها -  فى اطار شامل ، وهذا من أصعب ما يكون ، بالاضافة الى أن المعارضة الحزبية أضعف من أن تحقق شئ ملموس فهى لا تملك أى تواجد فى الشارع فضلا عن التأييد الشعبى ...
ان طريقة تواصل البرادعى من خلال الانترنت تعد شئ جيد و لكن لا يكفى و لا يغنى عن التواصل المباشر خاصة اذا أخذنا فى الاعتبار أن غالبية المصريين لا يستخدمون الانترنت ، بل هناك نسبة كبيرة منهم تعانى من الأمية !!!
و بالنسبة لجمع التوقيعات أتساءل ؛ ماذا يمكن أن تضيف ؟؟ و ما هى الخطوة التى قد يتخذها البرادعى بعد أن يجمع العدد المطلوب من التوقيعات ؟؟؟ تلك الأسئلة قد طرحت كثيرا لكن البرادعى لم يعطى اجابات شافية مما أضفى نوعا من الغموض على نواياه ، و نتج عن ذلك بداية ظهور الانشقاقات فى داخل الجمعية الوطنية للتغيير ، و اذا استمر الحال كما هو عليه سينفض الناس من حول البرادعى و ستخمد جذوة الأمل فى التغيير ...
و أخشى كثيرا أن يصيب اليأس غالبية الشعب مع استمرار تردى الأوضاع فمن المؤكد أن ذلك سيقود الى ما لا تحمد عقباه ، فعندما سيخرج مارد الغضب من الصدور ستكون حينها مصر فى خطر داهم فثورة الجوع لا تبقى و لا تذر  ، و حين يخرج الجوعى الى الشارع فثق تماما أنه لن يستطيع أحد الوقوف فى وجههم ، و من المؤكد أن ثورتهم ستكون عشوائية تسودها الفوضى المدمرة ، فالجوع يدخل العقول فى حالة تشبه اللا وعى ،،، و على ذلك يجب أن يعلم النظام أن الفوضى قادمة لا محالة اذا لم يحدث التغيير ...

الاثنين، 25 أكتوبر 2010

نـحن و هـم والعروبة تحت الأنقاض



هل هم  يكرهونا فعلا ؟؟ و ان كانت الاجابة بنعم ، فلماذا يكرهونا ؟؟؟


تلك الأسئلة تحاصرنى منذ فترة و تزداد علامات الاستفهام كلما تجسد هذا الكره فى حدث ما أو تعليق أو تصريح يعكس ما يكنه لنا بعض العرب من كره و أحقاد .
طبعا ليس كل العرب كذلك و من المؤكد أن بعضهم لا ينظر الى مصر و المصريين بتلك النظرة السلبية لكن هذا لا ينفى أن هناك الكثير من الكره الموجه الى المصريين و هذا أمر يجب الانتباه اليه و محاولة فهم أسبابه ،،، و هذا ما أحاول فعله ...


لقد كانت نظرة العرب الينا فى فترة الستينات و السبعينات مختلفة عن نظرتهم الحالية وذلك بسبب اهتزاز صورة مصر فى أعينهم ، ان هناك العديد من الأسباب التى أدت الى ذلك ، منها السياسى و منها الاجتماعى و منها الاقتصادى ...
لم يعد يرى العرب مصر على أنها الشقيقة الكبرى و قلب العروبة النابض منذ فترة طويلة ، و علينا أن نعترف بتقلص الدور المصرى فى المنطقة نتيجة لحزمة من السياسات التى اتخذها النظام الحاكم فى مصر ...
ان التاريخ يخبرنا بأن مصر كانت الدولة صاحبة النفوذ فى محيطها و هذا ضرورى للحفاظ على الامن القومى المصرى ، و كانت دائما نظرية الأمن القومى منذ عهد الفراعنة تنص على أن أمن مصر يبدأ من بلاد الشام و ينتهى عند منابع النيل و هذا يستلزم أن تكون مصر دولة قوية و قادرة على الحفاظ على مصالحها فى المحيط العربى  .
ان الموقع الجغرافى الاستراتيجى لمصر كان سببا فى أن تكون مطمعا لكل غازى يطمع فى السيطرة على المنطقة ، و كان الخطر يأتى دائما اما من البحر المتوسط فى الشمال أو من الشرق فى أغلب الأحيان لذا كان دائما على الحكومة المصرية أن تؤمن ما بعد حدودها الشرقية بحيث تضمن استقرار الأوضاع الأمنية فى منطقة بلاد الشام ؛ حتى تتحقق نظرية أمنها القومى ، و بالنسبة للجنوب - حيث منابع النيل - كان لزاما على مصر أن تكون لاعبا رئيسيا فى منطقة حوض النيل ؛ كى تضمن تدفق مياه النيل - المصدر الرئيسى للمياه فى مصر - بلا معوقات ، و كل ذلك كان يتطلب أن تكون مصر قوية و قادرة على بناء علاقات استراتيجية مستقرة مع جيرانها .
و فى الغالب كانت توازنات القوى فى المنطقة تسمح لمصر بأن تكون الدولة القائدة  و المؤثرة فى محيطها ، و قد استلزم ذلك فى بعض الأحيان أن تقدم مصر الكثير من التضحيات حتى تتحمل أعباء القيادة .
و على سبيل المثال -لا الحصر- كانت الفترة من أواخر الخمسينات حتى أوائل السبعينات حافلة بالتضحيات التى قدمتها مصر من أجل استقلال و تحرر الدول العربية و الافريقية أيضا ؛ لذا كانت الشعوب العربية ترى مصر على أنها الشقيقة الكبرى و الدرع المنيع للعروبة و الاسلام .
ان روابطنا مع دول المنطقة متجذرة فى التاريخ و الجغرافيا ؛ فهناك روابط الدين و اللغة و الثقافة و الجوار الجغرافى و غيرها ، و كان ذلك يضمن التقارب بين الشعب المصرى و الشعوب العربية .
و مؤخرا تخلت مصر عن دورها الاقليمى بالتدريج حتى صارت أقرب الى الانعزال عما يحدث فى محيطها الاقليمى ، و انسحبت مصر من الصراع العربى الاسرائيلى الذى يمثل القضية الرئيسية فى المنطقة بأكملها ، بل  و زادت على ذلك بأن أقامت العلاقات السياسية و الاقتصادية مع الكيان الصهيونى و أقدمت على لعب دور الوسيط بين الاسرائيلين و العرب و هذا يتعارض مع كوننا متضامنين مع العرب ، فالوسيط يكون على الحياد بين الطرفين المتنازعين .
و كما تخلت الدولة عن أدوارها فى الخارج ، تخلت أيضا عن أدوارها فى الداخل فتحولت لدولة رخوة لا يهتم النظام فيها الا بالبقاء فى السلطة الى الأبد ، و وجد المصرى نفسه وحيدا ؛ لا دولة تقف خلفه لتصون كرامته بل كانت هى مصدر الذل و الهوان ، فبدأ المصرى - لأول مرة فى التاريخ - يهجر وطنه باحثا عن قوته و قوت أبنائه فى بلاد أخرى ، لقد مرت مصر بفترات عصيبة كثيرة و لكن لم يهجر المصريين وطنهم كما حدث و مازال يحدث ، و تسببت الهجرة فى تغيير الكثير من سمات الشخصية المصرية ، بحيث كانت تلك التغيرات سلبية فى معظم الحلات ، و الهجرة كانت فى الغالب لدول عربية و تحديدا الدول النفطية ، و انعكس الحال فبدلا من أن يتأثر بنا العرب أصبحنا نتأثر نحن بهم .
عندما ترك المصرى وطنه كان هدفه جمع المال فى الأساس ؛ لذا كان على استعداد لأن يتنازل عن أى شئ فى سبيل الدرهم و الدينار ، و كانت كرامته من الأشياء التى تساهل فيها و أصبح تحت رحمة نظام الكفيل الأشبه بالاستعباد ، و لم يكتفى بذلك بل انه رأى فى أخاه المصرى "ابن بلده" منافسا و عدوا له فى غربته و كانت النتيجة ما نسمعه من كره و بغض بل و غدر بين المصريين فى الخارج .
و كما أن الدولة لم تحفظ كرامة المصريين فى الداخل فهى لم تحفظها فى الخارج ، فأصبح المصرى أرخص الجنسيات حتى أن العامل الفلبينى أو العاملة الفلبينية  وجدا من يدافع عنهما عندما تعرضا للاهانة على عكس العامل المصرى ، و أصبح المواطن  فى بلاد النفط يرى المصرى أدنى منه فى المكانة و أنه بأمواله يستطيع شراء أى شئ حتى البشر ، و اذا جاء أحد الأثرياء العرب الى مصر تجده يفعل ما يحلو له ، فبأمواله يستطيع فعل كل ما يعجز عن فعله فى وطنه ، فالعرب لايأتون الى مصر كى يزوروا الأهرامات و انما لزيارة شارع الأهرامات و ما فيه من ملاهى ليلية .
و فى هذا الجو الملوث طرأت على المجتمع المصرى ظواهر لم تكن موجودة (على الأقل لم تكن منتشرة) فى السابق ، فقد ازداد العنف و تغلغل الفساد فى كل أركان البلاد ، و ضاع الهدف القومى الذى يلتف حوله الجميع فنحن الآن أمة تحيا بلا هدف عام ، لقد استطاع النظام المصرى على مر العقود الثلاثة الماضية أن يحصر المواطن المصرى فى رحلة البحث عن لقمة العيش و فقط ، حتى أن المصرى لم يعد يجد متسعا من الوقت للتفكير فى أى شئ غير لقمة العيش التى أصبحت شغله الشاغل .
و كان منطقيا و الحال هكذا أن تنتشر الأنانية و الانتهازية و تختفى الشهامة و يضعف الانتماء للوطن و تصبح الوطنية أن تشجع المنتخب الوطنى لكرة القدم !!!! ثم كانت الطامة الكبرى عندما فقدنا الهوية و أصبحت الأجيال الحالية لا تعرف الى أى أمة تنتمى ، فهل نحن عرب ننتمى للأمة العربية ؟؟ أم نحن ننتمى للأمة الاسلامية ؟؟ أم نحن مصريون من أحفاد الفراعنة و فقط ؟؟ أم كل ذلك؟؟ و يجدر الاشارة الى أن أزمة الهوية لا تنحصر فى مصر فكل شعوب منطقتنا تعانى من نفس الأزمة .
ان معظم الأجيال الشابة فى منطقتنا العربية تعانى من اهتزاز الهوية ، فهناك دول تعانى من تنامى الهوية الطائفية و العرقية كلبنان و العراق و السودان ، و فى دول المغرب سنجد من يتمسك بالهوية الأمازيغية و البربرية ، و حتى فى دول الجزيرة العربية سنجد أن الانتماء للقبيلة أقوى من الانتماء للأمة لدى البعض و سنجد التغريب الثقافى ينتشر بين الشباب .
الكثير من الأجيال الشابة فى الدول العربية نشأت فى ظل تلك التغيرات التى طرأت على المصريين و العرب ، و لم يعاصروا فترة تصاعد حركة القومية العربية ، و العروبة بالنسبة لهم أقرب للشعارات البالية ، فهم أبناء عصر العولمة و القرن الأمريكى ، لذلك عندما يجدوا من يتحدث عن مصر كالشقيقة الكبرى و الدولة صاحبة الريادة سيكون من العسير عليهم هضم تلك العبارات ، و هم معذورون فى ذلك ، فريادة مصر فى كل المجالات لم تعد من المسلمات ، و هناك بالفعل من تفوق علينا فى بعض المجالات ، كما أن الأوضاع السياسية و العلاقات بين الأنظمة العربية لا تدل نهائيا على أننا أمة عربية واحدة .
ان ما طرأ علينا و على العرب من تغيرات كان السبب وراء نظرة بعض العرب السلبية لمصر ، و بالمثل أدى الى تغير نظرتنا للعرب ، فلقد تشوهت صورة العرب لدى الكثير من المصريين ، فمثلا هناك من يتصور أن الشعب الفلسطينى هو المتسبب فى ضياع القدس فهم من باع الأرض ، و هناك من يؤمن أن العرب لا يستحقوا أى تضحيات تقدمها مصر من أجلهم .
أعتقد أن الأنظمة العربية (بما فيها النظام المصرى) تتحمل الكثير من المسئولية عما نحن فيه الآن من وهن و ضعف و اهتزاز للهوية و غياب للهدف القومى الأسمى ، هذا بالاضافة الى حالة أشبه بالعداوة و البغضاء بين الشعوب العربية .
علينا نحن "الشعوب العربية" أن نعيد ترتيب انتماءاتنا القومية و أن نتخلص من تلك الأنظمة العميلة التى جلبت علينا الخذى و العار ، فليس من الممكن لأى دولة عربية أن تنهض بمفردها ، لذا فلن تقوم لنا قائمة الا اذا تضامنا سوية و أنشأنا اطارا عربيا نتعاون داخله لرفعة أوطاننا و أمتنا الواحدة ...


العروبــــة تحـــت الأنقـــــاض

الأحد، 10 أكتوبر 2010

لا دستور بلا ابراهيم عيسى




حتى الآن لا أتخيل جريدة الدستوربدون ابراهيم عيسى !!!


ان ماحدث يعد استيلاء على جريدة مستقلة تعدت كل الخطوط الحمراء و كانت  رائدة فى مجال الصحافة المستقلة ، و المشكلة ليست فى اقصاء ابراهيم عيسى من منصب رئيس التحرير و انما فى تغيير السياسة التحريرية بالكامل ....
لقد أسس ابراهيم عيسى الدستور و وضع السياسة التحريرية لها فكانت صوت حى للشعب المصرى المطحون ، و بكل بساطة يأتى رجل أعمال و يشترى الجريدة و ينحى رئيس تحريرها و صانع السياسة التحريرية لها و يضع قواعد جديدة للعمل !!!
من الواضح أن الفترة القادمة حساسة جدا و قد صدرت الأوامر لاخراس الأصوات المعارضة حتى يمر عام الانتخابات الرئاسية المرتقبة ...


و قد صرح ابراهيم عيسى أن السبب فى الخلاف مع مالك الدستور الجديد هو عزمه نشر مقال للدكتور البرادعى و ذلك فى يوم 6 أكتوبر و من الواضح أن المقال لم يعجب الملاك الجدد .....




أعتقد أن سيطرة رأس المال على السياسة التحريرية لأى وسيلة اعلام يحولها الى وسيلة اعلان   

الاثنين، 4 أكتوبر 2010

ما بعد مبارك




في صحيفة "الاندبندنت" نطالع تحقيقا موسعا كتبه روبرت فيسك بعنوان "المصريون يعدون أنفسهم للحياة ما بعد مبارك".
يستهل فيسك تحقيقه الذي أفردت له الصحيفة صفحتين كاملتين بالصور بنكتة مصرية تعكس الأجواء السائدة في المجتمع المصري والتي توحي بترقب المصريين لموت الرئيس حسني مبارك الذي تجاوز الثمانين.
تقول النكتة إن مبارك الذي يحب رياضة الاسكواش سأل شيخ الأزهر ان كانت هناك ملاعب اسكواش في الجنة فقال له إنه سيحاول أن يأتيه بالجواب من خلال الاتصال بالله.
بعد أيام جاء شيخ الأزهر بجواب مفاده أن لديه خبرين، واحد جيد والآخر سيء، الخبر الجيد مفاده أنه يوجد في الجنة ملاعب اسكواش، أما الخبر السيئ فهو أن الرئيس لديه مباراة هناك بعد أسبوعين.
ويرى فيسك أن المصريين ينتظرون ساعة رحيل مبارك لا كرها به ولكن حبا في التغيير.
ولماذا يريد المصريون التغيير؟ يسوق فيسك عدة أسباب منها القمع البوليسي وغياب الديمقراطية والفساد.
كذلك يشير فيسك في مقاله الى العزل التام بين الفقراء الذين يقيمون في أحياء الفقر من جهة والأثرياء الذين يقيمون في منازل مرفهة ومسيجة ومعزولة تمما عن محيطها من جهة أخرى.
وشبه الكاتب الوضع في مصر حاليا بالوضع في العراق قبل الغزو عام 2003 حيث كانت القوى الكبرى تأمل في أن تجعل عقوبات الأمم المتحدة الشعب العراقي يثور على الرئيس العراقي صدام حسين وهو ما لم يحدث.
ويوضح فيسك أن الفقراء في أحياء مثل بولاق الدكرور مشغولون أولا بحماية عائلاتهم من الفقر بدلا من الإقدام بأي عمل ضد الرجل الذي يتركهم يعيشون في هذا البؤس.
ويقول فيسك إنه رغم ذلك و مثلما كانت حكومات العصر الفيكتوري في انجلترا تخشى ثورة الأحياء الفقيرة في لندن ومانشستر وليفربول فإن أجهزة الأمن المصرية تخشى أن تتحول أحياء الفقراء إلى بؤر لمعارضة النظام والثورة، لذلك فأن الأجهزة الأمنية تخصها بتواجد مكثف وعناية خاصة.
ويستعرض فيسك في مقاله الشخصيات المرشحة لخلافة مبارك ويناقش حظوظ كل منها.
يري فيسك إن جمال مبارك(47 عاما) نجل الرئيس، وإن لم يكن قد أفصح عن اهتمامه بخلافة والده، إلا أن محاولات دفعه إلى الواجهة ملفتة للانتباه حيث بدأت صوره تظهر على الجدران في بعض الأحياء.
أما مدير المخابرات عمر سليمان فبالرغم من نفوذه إلا أن صحته المعتلة ربما كانت عائقا.
وبالنسبة للمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية فيرى الكاتب أنه محبوب في أوساط النخبة والطبقة الوسطى وهو يقود حملة من أجل تغيير الدستور وقد جمع 750 ألف توقيع لهذا الهدف، فقد قال انه يمكن أن يترشح للرئاسة في حال كانت الانتخابات نزيهة .
و ان كانت هذه هى رؤية روبرت فيسك فان التاريخ المصرى يؤكد أن المصريين لا يثوروا على الحاكم بسهولة بل انهم فى الغالب يصبرون على الحاكم اتقاءا للفتنة و لكن هذا لا يعنى أنهم لا يثوروا نهائيا بل على العكس يسجل التاريخ المصرى العديد من الثورات التى قام بها الشعب ، و كان الانفجار يأتى دائما فى الوقت الذى يعتقد فيه الجميع أن الأمور مستقرة تماما ، ولذ فالهدوء السطحى لا ينفى وجود الغليان و الاحتقان فى العمق ...
و على الجميع أن يعلموا أن الشعب المصرى لا يموت ....

الجمعة، 24 سبتمبر 2010

مظاهرة 21 سبتمبر - عرابى 2010






على قرع الطبول، علت هتافات المتظاهرون في الوقفة الاحتجاجية التي دعت إليها الحركة الديمقراطية للتغيير "حشد" تحت شعار "لن نورث بعد اليوم" من أمام قصر عابدين بشعارات مناهضة للنظام تقول "باطل باطل" و "لا للتوريث" و"لن نورث بعد اليوم".

وقد حمل المتظاهرون النائب حمدين صباحي المرشح المحتمل للرئاسة وأحد مؤسسي حزب الكرامة على أعناقهم وهو مشهد ألهب مشاعر الحضور، فيما غطت أعلام مصر وصور الزعيم الراحل جمال عبد الناصر المظاهرة بشكل لافت.

وقد ألقى حمدين صباحي بيان عرابي كاملا على الحاضرين.







وقامت قوات الأمن بتضييق الخناق على المتظاهرين الذين علت هتافاتهم الرافضة للتوريث والمطالبة بالديمقراطية مرددين "يا حرية فينك فينك"، و"زي ما قالها عرابي زمان.. لا توريث بعد الآن".

وقد نشبت مصادمات عنيفة بين كل من القوات الأمنية والمواطنين دفعت الطرف الأول إلى استخدام العنف وضرب المتظاهرين بـ "توكة الحزام" ما اضطرهم إلى رشقهم بالحجارة.

ومع تزايد أعداد المتظاهرين الذين يتوافدون نحو القصر من الشوارع الجانبية المؤدية له، تم تكثيف تواجد قوات الأمن المركزي في هذه المناطق، وإغلاق تلك الشوارع تماما وإخلائها من المارة والسيارات.

وفي الجهة المقابلة للمظاهرة، تجمعت مجموعة من المواطنين العاديين والمارة وهتفوا عبارات "لا لمبارك، لا لجمال".







وتواردت أنباء عن اعتقال الناشط أيمن نور رئيس حزب الغد المعارض من أمام منزله، واحتجاز الإعلامية والناشطة جميلة إسماعيل منع دخول الدكتور عبد الحليم قنديل المنسق العام لحركة كفاية للمظاهرة ومنعته و70 آخرين أثناء مشاركتهم في المظاهرة.

ومن جانبه، أكد الصحفي محمد عبد القدوس عضو لجنة الحريات بنقابة الصحفيين أنه تعرض لاعتداء أمني بسبب إعلانه بدء الوقفة فقامت الأجهزة الأمنية بالاعتداء عليه بالضرب لدرجة نزف الدماء على مرأى ومسمع من الجميع.

وفي الوقت الذي تواجدت فيه الشرطة النسائية بشكل مكثف بين قوات الأمن، تزايدت شكاوى الإعلاميين والصحفيين من الانتهاكات التي تعرضوا لها أثناء تغطية المظاهرة كان آخرها إتلاف كاميرا مصور تليفزيوني.

وإيقاف مراسل الجزيرة، كما تعرضت الصحفية شيرين المنيري من الأهرام للاعتداء من قبل أحد الضباط وأفراد الشرطة النسائية.

كما تم اعتقال كل من محمد عبد الكريم من حزب الجبهة وأحمد حسن وعلاء درويش ومحمد نبيل من حزب الغد.







وكان من بين المشاركين في المظاهرة الناشطة السياسية كريمة الحفناوي التي ارتدت تي شيرت أبيض يحمل صورة أحمد عرابي وكتبت عليه "كفاية لن نورث بعد اليوم"، كما كانت الإعلامية بثينة كامل وكلا من جورج إسحاق وأمين إسكندر – الأعضاء في حركة كفاية – وعبد الرحمن يوسف من الحملة الشعبية لدعم البرادعي وأيمن قزاز ومسعد عبود من ضمن الحضور.
ومن بين القوى السياسية المشاركة في الوقفة كل من حركة "وفديون ضد التوريث" والحملة الشعبية لدعم البرادعي وحزبي الكرامة والغد.







فيما صدر بيان عن مجموعة الثوريين الاشتراكيين بعنوان "لا للتوريث ولا لسياسات النهب والفساد والتبعية".

أفاد آخر بيان صادر عن جبهة الدفاع عن متظاهري مصر بأن عدد المعتقلين في مظاهرة عابدين تجاوز الـ 40 ومن بينهم محمد علي وأيمن خاطر وحسام الجوهري وعمرو علي ومحمود السامي وحسن الدهان ومعتز بالله.

يذكر أن النائب البرلماني حمدين صباحي أحد مؤسسي حزب الكرامة كان من بين من دعوا إلى الوقفة الاحتجاجية عبر فيديو مسجل تم بثه على موقع يو تيوب.



الاثنين، 20 سبتمبر 2010

جبهة الدفاع عن متظاهرى مصر





تستعد جبهة الدفاع عن متظاهرى مصر لتقديم الدعم القانوني العاجل للمشتركين في المظاهرة السلمية التي دعت لها عدد من القوى السياسية يوم الثلاثاء 21 سبتمبر ضد التوريث، والتي تنعقد في القاهرة أمام قصر عابدين وفي الإسكندرية أمام قصر راس التين في تمام الساعة الخامسة عصراً.


كما ستقوم جبهة الدفاع بتقديم الدعم المعلوماتي والتوثيق لأي انتهاكات من جانب أجهزة الدولة تقع بحق المواطنين للممارسة حقهم في التجمع السلمي والتبعير عن الرأي، وتوجه جبهة الدفاع عن متظاهرى مصر النداء للمحاميين للإستعداد للتدخل العاجل يوم الثلاثاء 21 سبتمبر.


للإبلاغ عن أي انتهاكات أو إحتجاز أو طلب محامين، برجاء الاتصال علي الخط الساخن للجبهة 40-60-444-018 أو 4003-062-012 أو 10-55-929-012

الأحد، 19 سبتمبر 2010

عاوزها خام أشكلها على إيدى !!!




الحياة مليئة بالمتناقضات ، و تلك المتناقضات نجدها فى حياتنا السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و أيضا حياتنا الشخصية ، ومن أشدها وضوحا ما يؤمن به بعض الرجال ، من مواصفات لابد من توافرها فى شريكة العمر ....

و فى موضوعى السابق تعرضت لفكرة سعى الرجل لأن يكون الأذكى و الأنجح الأغنى و الأقوى ، فيقبل على الارتباط بمن هى دونه فى تلك الصفات .. و أتعرض اليوم لوهم كبير اسمه "البنت الخام" !!!

فبعض الرجال يعيشون الحياة بالطول و العرض و عند الزواج يطمحون في الارتباط بوهم البنت الخام ، ويضعون صور وتصورات خيالية لعروس المستقبل ، ولأنهم يحللون لأنفسهم ما يحرمونه على المرأة ، يفوقون من نومهم بعد الزواج على أكبر زمبة فى حياتهم ، ولسان حالهم يقول ياريت " اللي جرى ما كان " ....

يعتقد كثير من الرجال أن الزوجة يجب أن تكون كقطعة الصلصال لتشكيلها كما يشائون ، وبذلك يحصلون على روشتة السعادة الزوجية المستقبلية ، وتبدأ القصة عندما يشعر الشاب بالملل من حياة اللهو و التسكع ، ويبدأ البحث عن الزوجة المعمرة بطريقة الأجداد ، ولا يجد سوي الأم ذات الاختيار المناسب ليقول : ماما عايز اتجوز وعليكِ الاختيار يا ست الحبايب !! بعدها "ترأع" الأم زغروطة مدوية فى المنزل وبعدها يضع الابن قائمة مواصفات عروس العمر كالآتى : بنت خام ليس لديها تجارب فى الحياة ، لتكون كالعجين يشكلها بسهولة !!!!!!!!

التجارب العاطفية السابقة للفتاة مازالت شبح يرعب الرجال ، لذا أغلبهم يفضلون البنت الخام ليكون الرجل الأول والأخير فى حياتها ، بالرغم من أنها لم تكن الأولي و لن تصبح الأخيرة على الإطلاق ، و لا يؤمن الرجل أنه ليس من حقه أن يحاسب المرأة على حياتها قبل الزواج ، كما أن هذا الأمر لا يمكن التأكد منه ، ومن السهل على أي فتاة أن تتقن دور البنت الخام ، كما يتقن الرجال أدوار الرجولة و الإخلاص و التدين ..... إلخ

و يوما قالت لى إحدى الزميلات {بسبب أزمة الزواج المنتشرة بدأت أخاف من فكرة العنوسة بمجرد تخرجى من الجامعة و عندما أعجبت بشاب زميل لى فى العمل قررت أن ألفت نظره بشتى الطرق حتى تمت خطبتي له بالفعل نتيجة عدة خطوات قمت بها لكى أتظاهر بالسذاجه و البراءة و الخجل الشديد}

و عندما عرضت ما قالته لى الزميلة على أحد أصدقائى ممن يؤمنون بعقيدة "البنت الخام" ، ابتسم ثم حكى لى عن تجربة مشابهة قد مر بها ..

{لقد تقدمت لخطبة فتاه بعد أن أقنعتنى أنها ليس لها ماضى ولكنى أردت أن أتأكد من ذلك فذهبت إليها ووجهت لها الحديث متظاهراُ بالغضب الشديد قائلا لها أننى إكتشفت علاقاتها السابقه ، لكى تعترف لى بكل شىء وبالفعل خدعها مظهرى واعترفت لى فقررت الانفصال عنها}

صديقى يحكى لى ذلك و هو مقتنع تماما بأنه لا يمكن لأى امرأة مهما كانت درجة ذكائها أن تخدعه فى مسألة علاقاتها السابقة !!!!!

و بعض الرجال يبحثون عن المرأة التي تشبع رغباتهم البيولوجية قبل الزواج أو الارتباط ، و عندما يفكرون فى الزواج يبحثون عن المرأه الساذجه التى تحافظ على التقاليد - التى لا يحافظون هم عليها - وهو الأمر الذى أصبح نادرا فى يومنا هذا ....

و هنا يطرح السؤال نفسه ،، ما الفرق بين الصراحة الواجبة فى بداية العلاقة ، و الخصوصية ؟؟؟؟ و هل هناك خصوصية بين الزوجين أو بين من ههم فى طريقهم للزواج ؟؟؟؟

و أنا شخصيا أعتقد أن الصراحة لا تتعارض مع الاحتفاظ بالخصوصية وينبغي ألا نخلط بين الخصوصية و السرية أو حجب الحقيقة عن الزوج او الزوجة فهما امران مختلفان ، و عندما يتعلق الأمر بمصلحة الزواج فهو ليس خاصاً وانما مشترك ، فالأشياء الخصوصية هي التي تكون متعلقة بالفرد نفسه وليس بالزواج او العلاقة بالطرف الآخر ....

و فى النهاية أقر أن الجزم بما هو صحيح و ما ليس صحيح فى ما طرحته من أسئلة ، أمر يصعب حسمه فى مقال واحد يعكس رأى فرد واحد ، لذلك فأسئلتى مطروحة للجميع بغض النظر عن آرائى ، و ستسعدنى مشاركاتكم و التى من المؤكد ستثرى الحوار ....

الثلاثاء، 7 سبتمبر 2010

بتحبها ايه ؟؟؟

الرجال لا يختلفون باختلاف العصر
——————————–


ولأن الرجل هو الرجل فى كل زمان ومكان عندما سئل أحد الفلاسفة : كيف تختار امرأتك ؟ فأجاب : لا أريدها جميلة ، فيطمع فيها غيري .. ولا قبيحة ، فتشمئز منها نفسي .. ولا طويلة ، فأرفع لها هامتي .. ولا قصيرة ، فأطأطئ لها رأسي .. ولا سمينة ، فتسد علي منافذ النسيم .. ولا هزيلة ، فأحسبها خيالي .. ولا بيضاء مثل الشمع .. ولا سوداء مثل الشبح .. ولا جاهلة فلا تفهمني .. ولا متعلمة فتجادلني.. ولا غنية فتقول هذا مالي .. ولا فقيرة فيشقى من بعدها ولدي


أحد المواصفات في قائمة الشباب هي شريكة الحياة الغبية ، وهذا ما أكدته دراسة فرنسية لأحد خبراء العلاقات الاجتماعية أن الرجل يرفض الزواج من المرأة الذكية لأنها تعكر عليه حياته ، ويفضل الارتباط بالمرأة محدودة الذكاء.


وتبين من الدراسة التى اجريت على 500 رجل من مختلف المستويات الاجتماعية ومعظمهم في سن الزواج أن السبب وراء رفض الرجل الزواج من المرأة الذكية وتفضيل الأقل ذكاء عليها هو أن الزوجة الذكية لا تكون مجرد زوجة فقط ، بل هي كمبيوتر منظم يرصد أخطاءه وتحركاته ويحاسبه علي كل صغيرة وكبيرة ولا تتغاضي عن اي شيء من تصرفاته.


وأرجع الباحثون السبب في تفضيل المرأة الغبية هو أن الرجل العصري مازال يعتنق نفس آراء ومعتقدات الأجداد الذين كانوا يفضلون المرأة الجميلة فقط ويرفضون تماما الارتباط بالمرأة الذكية.


فقد فضل غالبية الرجال الذين شملتهم الدراسة الارتباط بالمرأة محدودة الذكاء والتي تتمتع بوجه باسم بصفة دائمة وتتغاضي عن الكثير من أخطاء الزوج بينما فضلت الأقلية ومعظمهم من محدودي الدخل الارتباط بالمرأة الذكية الطموحة ، وذلك حتي تساعدهم علي تحقيق أحلامهم وطموحاتهم ، لأنها يمكن ان تكون العقل المفكر لهم فقط .


كما تواجه المرأة الطويلة فرصاً أقل من القصيرة في الحصول على خيارات أوسع من الرجال بسبب فارق الطول بين الجنسين ، ويرتبط بأذهان كثير من الرجال أن المرأة يجب أن تكون أقل حجماً من الرجل لفرض السيطرة عليها.


ويعلل الأطباء النفسيين هذا الشعور بأن الرجل تعود على أن يشعر بأنه أقوى جسدياً من المرأة ، وذلك هو ما يستقر بداخله لا شعورياً ولا يفصح عنه حتى لو أعجبته الفتاة الطويلة ممشوقة القوام وشعر بأنها أكثر جاذبية بالنسبة لـه ، الا أنه يرغب دائماً في الفتاة الأقل منه حجماً، لأنه يشعر بأنه يحتويها تماماً

الثلاثاء، 31 أغسطس 2010

إحالة العمال للمحاكم العسكرية موت وخراب ديار

لا تكتفي الدولة بتشريد وإذلال وقتل العمال بدم بارد نتيجة سياساتها المعادية لهم، بل تسعى أيضا لإسكات أصواتهم باستخدام أكثر الأساليب قهرا بتقديمهم للمحاكمة العسكرية التي لا يتوافر بها أي ضمانات أو حقوق دفاع.



يحاكم الآن ثمانية عمال من مصنع 99 الحربي (شركة حلوان للصناعات الهندسية) أمام المحكمة العسكرية بتهم إفشاء أسرار عسكرية والامتناع عن العمل والاعتداء بالضرب على اللواء محمد أمين رئيس مجلس إدارة الشركة، كان العمال الثمانية قد تم القبض عليهم مع 17 آخرين من زملائهم عقب اعتصام عمال المصنع يوم 3 أغسطس الجارى احتجاجا على انفجار أنبوبة نيتروجين ( غلاية ) داخل المصنع مما أدى إلى وفاة العامل أحمد عبد الهادي(37 عاما) وإصابة ستة عمال آخرين بجروح.


وعلى أثر تلك الاحتجاجات سعت أجهزةالدولة إلى ترهيب العمال وتأديبهم لتجرأهم على الاحتجاج فاتخذت ضد 25 عامل إجراءات تحقيق تلاها إحالة 8 من عمال المصنع إلى النيابة العسكرية تمهيدا لتقديمهم لمحاكمة عسكرية رغم أنهم عمال مدنين ورغم أن الأمر يتعلق بنزاع عمل تحكمه القوانين العادية.

وقامت النيابة العسكرية يوم السبت الموافق 14 أغسطس بحبسهم أربعة أيام على ذمة التحقيقات ثم تجديد حبسهم مرة أخرى يوم الثلاثاء الماضى، ثم تحويلهم للمحكمةالعسكرية التى بدأت أولى جلساتها الأحد 22 أغسطس ليتم تأجيل المحاكمة إلى الأربعاءالمقبل، كما رفضت النيابة العسكرية إعطاء المحامين صورةملف القضية للإطلاع عليه، وتحددت جلسة مفاجئه سريعة للمحاكمة.


وبالرغم من ادعاء وزيرة القوى العاملة عائشة عبد الهادي دائما في جميع المحافل بأنها تقف بجانب حقوق العمال، إلاأنها لم تحرك ساكنا إذاء ما يحدث للعمال، هذا بالإضافة للصمت المعهود من اتحاد عمال مصر و تقاعصه عن الدفاع عن حقوق العمال والتصدي لما يحدث لهم من انتهاكات.


ونعلن نحن المتضامنين مع العمال رفضنا لتقديم عمال مدنيين لمحاكمة عسكرية، وتطالب بإحالة القضية للقضاء العادي، وتطالب أيضا بمحاكمة المسؤلين عن موت العامل ومحاكمة إدارة المصنع التي تسببت في أكثر من انفجار وإصابات ووفيات بين العمال بسبب الإهمال، ونحذر أن تكون المحاكمة صورية وحكمها جاهز سلفا، ونعلن بدأ حملة تشهير واسعة محليا ودوليا ضد المسؤلين عن تلك المذبحة.
______________________________


نرجو من الجميع نشر البيان فى كل المدونات و المواقع

زبالة مصر

مشكلة الزبالة فى مصر مشكلة مستعصية عجزت عن حلها الحكومات المتتالية ، حتى أصبحت علامة على فشل الحكومة ..



و المشكلة لا تقتصر على القرى والنجوع بل تمتد الى المدن الكبيرة و القاهرة حتى تحولت البلاد الى مقلب زبالة ضخم تفوح منه روائح الاهمال و اللامبالاة و فساد الحكم ..


الحكومة التى تفشل فى حل تلك المشكلة لن تنجح فى أى شئ آخر ، فكيف يمكن أن تدير أمور الحكم و الأزمات الطارئة و هى عاجزة عن تنظيف شوارع العاصمة ..


المشكلة ليست جديدة بل لقدمها تعايش معها المواطنون و أصبحت من معالم البلاد ، وللانصاف علينا أن نعترف أن الشعب له دور فى المشكلة ، فالناس فى بلادنا اعتادت القبح و ساهمت فى زيادته ، بل أصبحت ثقافة القبح سائدة فى كل شئ بحياتنا اليومية و انحدر الذوق العام و طمس الوجه الحضارى لمصر …


المشكلة تحتاج لمجهود جبار من الشعب و الحكومة و الجمعيات الأهلية ، علينا أن نعيد غرس ثقافة الجمال و الذوق العام الراقى فى عقول و قلوب الناس من جديد ، الانسان المصرى يحتاج الى اعادة بناء …


اذا لم نتحرك بسرعة وفعالية ستتراكم أكوام الزبالة حتى تصبح جبالا ندفن تحتها ……






الجمعة، 27 أغسطس 2010

الولايات المتحدة دولة تصدر الارهاب





نشر الموقع الالكتروني ويكيليكس مذكرة سرية لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية تحذر من العواقب إذا أصبح يُنظر إلى الولايات المتحدة على أنها دولة "تصدر الإرهاب" بالنظر إلى اهتمام تنظيم القاعدة بتجنيد مواطنين أمريكيين.



كانت الوثيقة التي أعدها ما يسمى "الخلية الحمراء" في وكالة المخابرات المركزية أحدث مذكرة سرية ينشرها موقع ويكيليكس الذي يهدف إلى مكافحة الفساد عن طريق نشر معلومات سرية مسربة والذي أذاع الشهر الماضي أكثر من 70 ألف وثيقة عسكرية أمريكية سرية عن الحرب في أفغانستان.


وكان الموقع قد هدد بنشر نحو 15 ألف وثيقة أخرى على الرغم من انتقادات وزارة الدفاع الأمريكية بأن تسريب هذه الوثائق قد يعرض للخطر مصادر المعلومات ويكشف لمقاتلين أعداء أساليب جمع معلومات المخابرات.


ولا يبدو أن المذكرة التي أذاعتها ويكيليكس تكشف أي أسرار دولة وهون من شأنها مسئول أمريكي قائلا إنها ليست "قنبلة". وفي الواقع فإن تقارير الخلية الحمراء يقصد بها أن تكون حافزا إلى التفكير والدراسة لا أن تقدم تقييما رسميا.


غير أن الوثيقة تناولت السؤال الافتراضي الشديد الحساسية عن الأثر المحتمل على الولايات المتحدة إذا نظر إليها الحلفاء على أنها دولة كثيرا ما يقوم مواطنون لها بعمليات إرهابية في الخارج.


وقالت المذكرة المكونة من 3 صفحات إن الولايات المتحدة قد تخسر نفوذها على حلفائها للتعاون في مجال مكافحة الإرهاب وخاصة في "الأنشطة التي تقع خارج نطاق القضاء". وأضافت أن حكومات أجنبية قد تتخذ خطوة غير عادية بالعمل سرا لانتزاع مواطنين أمريكيين يشتبه بتنفيذهم أعمالا متطرفة في الخارج.


وتقول الوثيقة "كنا في الأساس قلقين خشية أن تقوم القاعدة بتسريب عملاء لها إلى داخل الولايات المتحدة لشن هجمات إرهابية لكن القاعدة قد تبحث على نحو متزايد عن أمريكيين للقيام بعمليات في الخارج"، وأضافت قولها "لا شك أن القاعدة وجماعات إرهابية أخرى تدرك أن الأمريكيين قد يكونون عناصر ذات قيمة عالية في العمليات الإرهابية في الخارج".


وقالت الوثيقة إن المواطنين الأمريكيين يعتبرون عناصر ثمينة في نظر المنظمات الإرهابية لأن رصدهم أصعب. فهم لا تبدو عليهم السحنة المألوفة للعربي المسلم ويمكنهم الاتصال بسهولة بالقادة من خلال إمكانيات استخدامهم "بلا قيود" للانترنت والوسائل الأخرى.


وهونت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية من شأن الوثيقة مشيرة إلى أن فرق المحللين في وحدة "الخلية الحمراء" بالوكالة مكلفة بإثارة احتمالات افتراضية وعرض وجهات النظر البديلة التي تختلف عن التفكير السائد.


ومثل هذه الوثائق يجري توزيعها على نطاق واسع داخل أوساط المخابرات مقارنة بالوثائق السرية للغاية التي يكون توزيعها مقيدا. واستشهدت الوثيقة بحالات أمريكيين تورطوا في مؤامرات مزعومة في باكستان والهند وأماكن أخرى وقالت "خلافا للاعتقاد الشائع فإن تصدير الأمريكيين للإرهاب أو الإرهابيين ليس ظاهرة نشأت حديثا".


وحذر التقرير أيضا من احتمال عرقلة جهود الولايات المتحدة واستشهد بقضية ايطالية مقامة على ضباط لوكالة المخابرات المركزية أدينوا العام الماضي بخطف مشتبه به في الإرهاب في ميلانو ونقله جوا إلى مصر حيث يقول إنه تعرض للتعذيب خلال الاستجواب.
____________________


رابط لموقع ويكيليكس و تحميل الوثيقة

http://www.wikileaks.org/wiki/CIA_Red_Cell_Memorandum_on_United_States_%22exporting_terrorism%22,_2_Feb_2010


الثلاثاء، 3 أغسطس 2010

ماذا جرى لك يا “مصر” !!!

طاف فى ذهنى هذا السؤال "ماذا جرى لك يا مصر؟؟" و أنا أتابع ما ترتكبه اسرائيل يوميا من جرائم وحشية فى حق الفلسطينيين وكل من يحاول مساعدتهم ، و كل ذلك يحدث فى ظل صمت و تجاهل - بل و مساهمة فى حصار غزة - من قبل مصر ، و أرى التضامن الشعبى الغربى مع غزة والفلسطينيين عموما يذداد يوما بعد يوم و فى نفس الوقت أرى مصر الرسمية تقيم العلاقات السياسية و الاقتصادية مع الكيان الصهيونى و تتعامل مع من أيديهم ملطخة بدماء الفلسطينيين بوصفهم زعماء لدولة صديقة ، و تقيم جدارا خرسانيا فوق الأرض و وحديديا تحت الأرض على الحدود مع غزة بينما الحدود مع اسرائيل مفتوحة ، و أرى رجالات الحكم فى مصر يتشدقون بعبارات الأمن القومى المصرى حين يأتى الحديث عن غزة و الفلسطينيين ويتجاهلون الخطر النووى الاسرائيلى علينا وعلى المنطقة بأسرها …



فهل هذه هى مصر التى أعرفها ؟؟ هل هذه مصر التى عشقت تاريخها وحفظته عن ظهر قلب ؟؟ وهل هؤلاء هم المصريين ؟؟ هل هؤلاء هم خير أجناد الأرض و درع الأمة و قلب العروبة النابض ؟؟ لا و اللـــــــــه ……… !!!


لقد استطاع النظام على مر ثلاثة عقود من غسيل الأدمغة أن يقتل النخوة و الانتماء العروبى فى قلوب و عقول غالبية المصريين ، و غرس الأنانية و الانتهازية و الامبالاة فى الأجيال المتعاقبة …


و انساقت الغالبية فى مصر وراء مقولات الجبن من قبيل ( احنا مش أد اسرائيل ، اللى يتحدا اسرائيل و أمريكا ذى اللى يحط راسه فى حنك السبع ، ما لناش دعوة بفلسطين ، و الفلسطينيين هما اللى باعو أرضهم …. الخ ) ، تلك العبارات الجبانة و الوضيعة التى تكرس الاستسلام للصهاينة و التبعية المذلة للولايات المتحدة الأمريكية ، و استغلت عبارات السلام و التنمية الشاملة و الاصلاح الاقتصادى كمبررات للانسحاب من الصراع العربى الاسرائيلى و التخلى عن دور مصر التاريخى فى المنطقة ، فماذا قدم الينا السلام المزعوم ؟؟ و أين هذا الاصلاح الاقتصادى ؟؟ لقد كان الفساد السياسى و المالى أكثر استنزافا لموارد البلاد من كل الحروب التى خاضتها مصر على مر التاريخ ، و يحكى لى من عايشوا فترة الستينات و السبعينات أن مصر وقت الحرب من 1967 الى 1973 لم تكن تعانى من أزمات اقتصادية كالتى تعيشها اليوم و لم يكن المصريين يعرفون طابور العيش و كانت الحياة أسهل مما هى عليه اليوم …


علينا أن نعلم جيدا من هو العدو الحقيقى لمصر ، ان وجود كيان مغتصب قائم على الاستيطان الاحلالى و يمتلك السلاح النووى على حدودنا الشرقية هو أكبر تهديد استراتيجى لمصر ، و بغض النظر عن واجبات العروبة و مبادئ التضامن الاسلامى فان اسرائيل هى العدو ، وعندما حاربنا اسرائيل لم نكن نحاربها من أجل أحد أو بالنيابة عن أحد و انما لتعديها على حقوقنا و انتهاكها لأمننا القومى ، لقد كان دائما ومنذ عهد الفراعنة تعريف الأمن القومى المصرى أنه يبدأ من منابع النيل و القرن الأفريقى و ينتهى عند بلاد الشام ، فاذا لم تكن مصر قادرة على حماية مصالحها الاستراتيجية فى تلك المنطقة فانها ستواجه تهديدا وجوديا …


و فى الختام أكرر ، لا مفر من المواجهة مع الكيان الصهيونى ، و لابد أن تستعيد مصر دورها و مكانتها فى المنطقة والعالم و الا سنظل فى الحضيض …






الأربعاء، 21 يوليو 2010

قمر يافا (*)

لسه ما شبعتش طوافة

ياللي بتطوف من سنين

لسه ما كرهت الليالي؟



لسه ما شبعتش مشاهدة..؟



يا قمر .. حالك .. كحالي..



ضيعونا .. بالمعاهدة



***



يا قمر .. هدوا قبورنا



واستباحوا اللي ف صدورنا



دمروا قلوبنا ودورنا



حقنا أصبح خرافة



وضعت يا بلدي الأمين



يا قمر .. تصعد في “يافا”



تترمي في “ير ياسين”



***



ع الزتون والبرتقالة



ارمي ضياتك أمانة



احنا يكرهنا اللي خاين



واحنا.. تكرهنا الخيانة



يا قمر..



وغيوم بتحجب



دمنا.. لما يسرسب



دنيا.. تحترم اللي يغلب



حتى لو شيطان لعين.



يا قمر



بشَّر في “يافا” واتصلب في “دير ياسين”.



***



يا صبور .. الصبر واعر



للدماغ.. وللمشاعر



قلبي ندل وحزنه داعر



ليتني ما كنت شاعر



كنت أفلت م الكمين



صرختي بتموت في همسي



ليتني ما غادرت أمسي



ليتني ما صاحبت نفسي



ليتني ضميت خوامسي



يوم ما أقسمت اليمين



يا قمر عاشني في “يافا”



واتقتلنا في “دير ياسين”



يا قمر..



خدته ليافا..
 


خدني هو.. لدير ياسين

 

_________________________________
 
(*)القصيدة من تأليف الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودى































































































الأربعاء، 7 يوليو 2010

زعلان منك يا “مصر”

أكتب تلك السطور وأنا أشعر بخيبة أمل و احباط كبيرين ، لذلك من الطبيعى أن تكون كلماتى قاسية تنشد جلد الذات و نكأ الجروح



، فى البداية علينا أن نسأل أنفسنا هل مصر فى أزمة ؟؟ هل فعلا تمر المحروسة بفترة عصيبة مليئة بالمشاكل المعقدة ؟؟ هل وصل بنا الانحدار الى الحد الذى أوشكنا فيه على الخروج من ركب التاريخ والحضارة ؟؟


و اجابة تلك الاسئلة تستطيع الوصول اليها ببساطة اذا نزلت الى الشارع المصرى و شاهدت حالة الفوضى التى تعم البلاد من شرقها لغربها ومن شمالها لجنوبها ، راقب جيدا سلوك الناس فى الشارع و طريقة تعاملهم مع بعضهم البعض و تابع حالة الانفلات واللامبالاة و عدم الاكتراث المستشرى بين الناس ، انظر للتناقضات الصارخة التى تملأ كل مكان ، ولتذهب الى احدى المناطق العشوائية المنتشرة فى بلادنا وشاهد كيف يعيش الناس فيها ، و حاول أن تقصد احدى المصالح الحكومية و راقب كيف تسير الأمور ، و لا مانع من أن تذهب الى أحد أقسام الشرطة ولاحظ كيف يعامل المواطن المصرى ، و قبل أن تعود أدراجك افتح صفحة الحوادث فى أى جريدة يومية واقرأ تفاصيل الحوادث والجرائم التى تطالعنا بها الصحف يوميا ، عندئذ ستتوصل الى الاجابة بنفسك ..


و السؤال المنطقى الذى يفرض نفسه هو من المسئول عن كل ذلك؟؟ هل النظام هو المسئول أم الشعب ؟؟ ثم كيف يتحمل الشعب كل ذلك ؟؟ و ما هو الحل ؟؟


أحب أن أوضح أننى لا أملك الاجابات القاطعة لتلك التساؤلات ولا أدعى امتلاك الحلول النهائية لتلك المشكلات ، وليس عندى سوى بعض الأفكاروالانطباعات والخواطر ، فما أنا الا شاب مصرى من هذا الجيل التعيس الذى نشأ وسط كل تلك التناقضات و تربى على مفردات هذا العصر ، فأنا من الجيل الذى خرج الى الحياة فى زمن لا يوجد فيه هدف قومى ، و لم يجد جيلا أكبر يستطيع التواصل معه ، وعانى من الفساد الذى أصبح متجذرا بشتى أنواعه ،،،


و أنا مثل (معظم المصريين) ، أنتقد سوء الأحوال وفى نفس الوقت لا أفعل شيئا لتغيير ذلك ، بل اننى أتحمل جزء من المسئولية عن ذلك السوء ، واذا كنا بصدد البحث عمن يتحمل المسئولية فأعتقد أن الكل مسئول ، فالنظام يتحمل جزء من المسئولية والشعب يتحمل الباقى ….


لقد تعودنا على الفردية وعدم احترام القوانين والسعى للكسب السريع و الخنوع ، فنحن فى مجتمع "الشطارة" و "الفهلوة" و "يلا نفسى"


فى بلادنا الواسطة والمحسوبية أفضل من الاجتهاد و الكد ، وصاحب النفوذ هو الناجح أما صاحب الكفاءة فله الله !!


لقد تعايشنا مع الفساد وشاركنا فيه ، و ألفنا الاستبداد و الظلم وخضعنا لهما …


و من حين لآخر تجدنا نتفاخر بحضارتنا الضاربة فى التاريخ و ننسى حاضرنا المؤسف والذى لا يمت بصلة للحضارة ، ونتظاهر بالتفاؤل وكأن الحاضر مشرق و "كله تمام"


و من ناحية الدين والتدين ، تجدنا نتمسك بالشكليات ونهمل الجوهر و المراد ، وننغمس فى العبادات و نهمل الأخلاق و المعاملات ، و نأول الأحكام الشرعية على هوانا لنحلل الحرام و نحرم الحلال ..


باختصار نحن نستحق ما نحن فيه الآن فى سياق ما اقترفناه ، وعلينا أن نعترف بالأمراض حتى نجد العلاج