الأربعاء، 15 فبراير 2012

الأسئلة لاتزال بلا أجوبة


عام كامل مر على ثورة يناير ؛ عام كامل مر علينا بأحداثه وحوادثه ؛ بأفراحه وأحزانه ؛ بانتصاراته وهزائمه ؛ عام كامل مر على المصريين دون أن يجدوا إجابة لتساؤلاتهم ؛ عام كامل مر علينا دون أن نتبين موطئ أقدامنا ؛ عام كامل مر على مصر ومازال شعبها يقف أمام لحظة فارقة تجمعت فيها مشاكل وقضايا وعقد كثيرة داخلية وخارجية ؛ متشابكة مع بعضها ؛ بعضها سابق وبعضها لاحق وبعضها مستحق ؛ وقد صنع المتراكم من المشاكل كتلة حرجة لا يمكننا التغاضى عنها أو تأجيل لحظتها الفارقة ، اليوم فقط تنطبق علينا مقولة "إما أن نكون أو لا نكون" ... مازالت كل الاحتمالات مفتوحة ؛ وكل الملفات لم تحسم مساراتها بعد ؛ والحيرة وعدم اليقين هما سيدا الموقف ؛ والحلول ليست سهلة أو قريبة المنال أو متهاودة فى التكاليف ، فنحن اليوم نجنى عواقب أخطاء وخطايا الماضى ؛ فلقد رضينا حين كان ينبغى ألا نرضى ؛ وقبلنا حين لم يكن يجوز القبول ؛ وسكتنا حين لم يكن يصح السكوت ؛ حتى وصلنا للحظة الانفجار التى نعايشها اليوم بكل تفاصيلها ؛ بكل زلازلها وأعاصيرها ؛ بكل براكينها وفيضاناتها ...

أتأمل اليوم ملامح المصريين فى الميادين والشوارع فأشعر بنوع من الوجع وأنا أرى التحركات حائرة والجموع قلقة والنداءات جريحة وكلها ملأى بالأسئلة وليس هناك أجوبة ؛ ليست هناك فكرة ملهمة ؛ وليست هناك قيادة موثوقة يلتف حولها الناس ؛ بل ليس هناك أفق ولا بوصلة للتحرك ؛ وتلك كلها علامات اللحظات الفارقة فالتاريخ ؛ اللحظات التى يغير فيها النهر مساره ومجراه ؛ اللحظات التى تتبدل فيها أحوال الشعوب من حال إلى حال ، والتاريخ فى مصر والعالم ملئ بلحظات التغيير سواء كان هذا التغيير للأفضل أو للأسواء ؛ فالتغيير هو سنة الله فى أرضه ...

الروح التى حركت جموع المتظاهرين والثوار ؛ والتى دفعتهم لأن يهتفوا ضد النظام مدركين أنهم بخيالهم الذى بلا حدود ؛ وبإيمانهم بما يعملون ؛ قادرين على الإطاحة بنظام مثل نظام مبارك بشكل نهائى ؛ تلك الروح الوثابة تآكلت - للأسف - على مدار العام الماضى بسبب الإدارة السيئة للمرحلة الانتقالية ؛ تلك المرحلة التى تفصل بين ذروة الحدث الثورى (الاعتصام فى ميدان التحرير) وبين استكمال بناء أركان النظام الجديد الذى طالبت به الثورة والذى من المفترض أن يحقق – مع الشعب طبعا - أهداف الثورة التى يمكن تلخيصها فى ثلاثية "التقدم والحرية والعدل" تلك الثلاثية التى نادت بها كل ثورات الشعوب على مر التاريخ فى إطار سعيها الدائم للإرتقاء ، وتلك الادارة السيئة للمرحلة الانتقالية كان سببها عدم إيمان المجلس العسكرى - صاحب السلطة خلال المرحلة الانتقالية – بالثورة ، فلقد تلاقت الثورة مع المجلس العسكرى عندما كان الهدف هو إنهاء التمديد لمبارك والقضاء على مشروع التوريث ؛ لكن حين طالبت الثورة بتغيير النظام بأكمله إتضح أن المجلس العسكرى يسعى لإعادة إنتاج نظام مبارك بوجوه جديدة وببعض التغييرات الشكلية ... 

لكن التغيير حتمى ولا مفر منه وسيحدث رغم أنف الكارهين ؛ شاء من شاء وأبى من أبى

                 عيش ... حرية ... عدالة إجتماعية