ثورة الجياع


اليك سأحكى ، قصتى ومأساتى …
يا منبع هم فاض بين جنباتى …

أنا واحد ، من ملايين أبنائك …

خرجت من رحمك الى لهيب أجوائك …

لم أذق يوما مذاق الفرح ،

ولا عرفت البسمة طريق خيالاتى …

غرست غرسا ، بين الصفيح والركام والنفايات …

القهر والجوع والمرض ، عثرات على مسار حياتى…

وأمنيتى الوحيدة ، أن أرقد بين أمواتى …

أمازلت لا تتذكرينى ؟! أم انك تتجاهلينى !!

أجيبينى …. أجيبينى

فخلفى الملايين والملايين ، من المهمشين والمنسيين ،

الحاقدين والغاضبين …

فتك الجوع بعقولهم ، وجعلهم سوط جلادك مدمرين … 

سيسرقون وينهبون ، ويحرقون ويقتلون …

وأنت تتفرجين وتصمتين !!!

أجيبينى ….. أجيبينى

فلقد طال صمتك ، حتى ظننتك لا تنطقين …

يذبحنى الظلم و يقطعنى القهر،

وأنت لا تتحركين !! ولاعنى تدافعين !!

يصرخ فى قلبى الحرمان

ويبكى حولى الغلمان ، جائعين …
للخبز طالبين ، للدفء فاقدين ، للعدل متطلعين …

يعيشون فى القبور ، ومن حولهم القصور …

يسكنها أناس فى النعيم غارقين ، وباللهو متلذذين …

فهل جئت سفاحا وهم أبناؤك الشرعيين ؟؟

أجيبينى ….. أجيبينى

ولاتخرسين …

واذكرى من دافع عن ترابك على مر السنين …
من حمى حماك ، وعبر فى تشرين …

ألم تكن دمائى ضريبة النصر المبين ؟؟
ومنحتك من أبنائى خيرة المقاتلين …
كنت وقود الحرب ووجه النصر من يوم حطين …
فلما أنا مهان ؟؟ أجرع الأحزان وأقتات النسيان …
بعد أن زرعتى الخوف فى قلبى وما كنت يوما جبان …
آثرت الصمت سعيا وراء الأمان …
فاذا بى أنحدر الى بئر الهوان …
فخرست وعميت وصبرت الى الآن …
لكن صبرى وهن وعطب بعد أن أعياه الغضب …
وغدا سيحين يوم الانفجار ، يوم الثورة الجارفة والدمار …
فلا تصمتى ، وانفضى مصاصوا الدماء …
من فتكوا بأبنائك كالوباء ، واتخذوا من دمائهم حساء ،
ووثقوا حبال الود مع الأعداء …
فلا تصمتى وانصبى ميزان العدل ، يحميكى من الفناء …
وأحقى الحق فان فيه الدواء …
وابسطى يديك الى بالغذاء …
والا فاحذرى من جوعى ومن غضبى ………………
______________________
(محمد الملاح)
أغسطس 2009 - 6أكتوبر - مصر







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق