الثلاثاء، 30 نوفمبر 2010

انتخبـوا كعبورة رمـز الشفاط




سيارة عتيقة متهالكة من طراز توقف تصنيعه من عقود ، عليها مجموعة متباينة  من البشر تدل هيئتهم على أنهم من الأشقياء ذوى السوابق و السيارة تحمل سماعات ضخمة تنبعث منها ضوضاء و هتافات غير واضحة المعانى ، بالاضافة الى صورة كبيرة لرجل مبتسم تبدو عليه أمارات التسلط و الغرور ، بعض الأطفال و الصبية يحاولون الوثوب على السيارة لينالوا حصتهم من اللحوم التى يوزعها الرجال راكبوا السيارة على الناس ، و البعض الآخر من المارة ينظرون الى هذا المشهد بعيون مليئة باللامبالاة ، بعد وهلة ستكتشف أن هذا المشهد المقزز يسمى دعاية انتخابية و أن صاحب الصورة التى تحملها السيارة هو مرشح الحزب الحاكم ...


هذا المشهد المتكرر كل خمس سنوات يلخص ما يسمى بانتخابات مجلس الشعب المصرى   

الأحد، 7 نوفمبر 2010

احتضار التغيير البرادعاوى



عندما قلنا أن البرادعى هو أمل مصر فى التغيير ، كنا كالعادة نرتكب نفس الخطأ الذى يقع فيه المصريين دائما حين يلقون بمسئولية تحسين أوضاعهم على شخص ما يعتبرونه القائد المخلص الذى يستطيع أن يحدث وحده التغيير الذى يتمنوه !!!!
لماذا لم نتعلم أننا ان أردنا التغيير فلابد أن نسعى اليه بأنفسنا ؟؟؟ فمن المتوقع أن الدكتور البرادعى لو ظل على نفس الوتيرة الحالية فلن يحدث أى تغيير ، و سيمر علينا العام القادم مرور الكرام و يبقى الوضع كما هو عليه لحين خروج الشعب من غرفة الانعاش ...
لقد كنت من أشد المتفائلين بظهور البرادعى على الساحة السياسية المصرية ، و كنت أتمنى أن يتحول هذا الظهور الى حركة أو ظاهرة تحرك المياه الراقدة من سنين ، لكن مع الوقت تبين لى أن الأمر ليس بهذه البساطة ....
و كانت جدلية من أين يبدأ التغيير تسيطر دائما على حيز كبير من تفكيرى ، فهل يبدأ التغيير من القاعدة أم من رأس هرم السلطة ؟؟ أم من الاثنين معا على التوازى ؟؟؟ وكنت أعتقد أن الأنسب هو العمل فى اتجاهين متوازيين للتغير ، فمن ناحية يحدث التغيير فى القمة و من ناحية أخرى و فى نفس الوقت يحدث التغيير فى القاعدة ،، و لكنى اكتشفت أن ذلك الرأى غير واقعى ، فلن يحدث التغيير فى القمة من تلقاء نفسه حيث لا مفر من الضغط الشعبى فى اتجاه التغيير و هذا يستلزم بالضرورة تغيير فى الفكر و الثقافة السياسية للشعب ، بمعنى آخر لن يتغير النظام الا اذا وصل التغيير فى القاعدة الشعبية الى ذروته ، مع العلم أن عجلة التغيير فى القاعدة الشعبية حين تبدأ فى التقدم لا يستطيع أحد أن يوقفها ، و ليس المقصود بالتغيير فى النظام  أن تحل و جوه محل وجوه أخرى و انما المقصود هو تغيير سياسى شامل فى بنية النظام و منهجه فى الحكم ، و لذلك أعتقد الآن أن التغيير يجب أن يبدأ من القاعدة ...
و التغيير فى القاعدة يتطلب أن تقوده النخب الشعبية المثقفة فهم الأقدر على الأخذ بيد العامة فى الاتجاه الصحيح ، و لكى يحدث ذلك فمن البديهى أن يكون هناك اتصال قوى و مباشر بين النخبة و العامة ، و هذا ما نفتقده حاليا ...
ان الدكتور البرادعى لم يتمكن من التواصل الفعال مع القاعدة الشعبية و حصر حركته فى نطاق النخبة المثقفة و التى تعانى أصلا  من الانعزال عن العامة ،،، و أنا أعتقد أن التواصل مع العامة كان أهم فى الوقت الراهن لأنه يمكن أن يثمر عن تحرك فعلى فى الشارع ، خاصة أن معظم المصريين حانقين على سياسات النظام  التى يعانون من تبعاتها على جميع الأصعدة ، لكن بدلا من ذلك أضاع البرادعى وقته و مجهوده فى محاولة جمع النخب من التيارات السياسية المعارضة - على اختلاف رؤيتها -  فى اطار شامل ، وهذا من أصعب ما يكون ، بالاضافة الى أن المعارضة الحزبية أضعف من أن تحقق شئ ملموس فهى لا تملك أى تواجد فى الشارع فضلا عن التأييد الشعبى ...
ان طريقة تواصل البرادعى من خلال الانترنت تعد شئ جيد و لكن لا يكفى و لا يغنى عن التواصل المباشر خاصة اذا أخذنا فى الاعتبار أن غالبية المصريين لا يستخدمون الانترنت ، بل هناك نسبة كبيرة منهم تعانى من الأمية !!!
و بالنسبة لجمع التوقيعات أتساءل ؛ ماذا يمكن أن تضيف ؟؟ و ما هى الخطوة التى قد يتخذها البرادعى بعد أن يجمع العدد المطلوب من التوقيعات ؟؟؟ تلك الأسئلة قد طرحت كثيرا لكن البرادعى لم يعطى اجابات شافية مما أضفى نوعا من الغموض على نواياه ، و نتج عن ذلك بداية ظهور الانشقاقات فى داخل الجمعية الوطنية للتغيير ، و اذا استمر الحال كما هو عليه سينفض الناس من حول البرادعى و ستخمد جذوة الأمل فى التغيير ...
و أخشى كثيرا أن يصيب اليأس غالبية الشعب مع استمرار تردى الأوضاع فمن المؤكد أن ذلك سيقود الى ما لا تحمد عقباه ، فعندما سيخرج مارد الغضب من الصدور ستكون حينها مصر فى خطر داهم فثورة الجوع لا تبقى و لا تذر  ، و حين يخرج الجوعى الى الشارع فثق تماما أنه لن يستطيع أحد الوقوف فى وجههم ، و من المؤكد أن ثورتهم ستكون عشوائية تسودها الفوضى المدمرة ، فالجوع يدخل العقول فى حالة تشبه اللا وعى ،،، و على ذلك يجب أن يعلم النظام أن الفوضى قادمة لا محالة اذا لم يحدث التغيير ...