الاثنين، 20 ديسمبر 2010

الدماء الثائرة



فى كل عام تهل علينا ذكرى عاشوراء أعاود تذكر تلك الأحداث الأليمة التى انتهت باستشهاد الامام الحسين - عليه و على آله السلام - ،،، ان تلك الأحداث هى ملخص لتاريخ الظلم و الاستبداد و الخيانة و الخسة ، وهى أيضا ملخص لتاريخ البطولة و الكرامة و الباء و التضحية فى سبيل تحقيق العدالة، ان لنا فى تلك الملحمة الكثير من العبر و الدروس التى نستنير بها فى كل زمان و مكان .
سنجد فى ثورة الامام الحسين أسمى معانى الحق فى مواجهة الباطل ، سنجد أن الدم يمكن أن يهزم القوة .
لقد أعطانا الامام الحسين درسا لا ينسى على مر العصور ، هذا الدرس هو الثورة على الظالم المستكبر مهما كانت قوته و مكانته ، لقد علمنا الامام ألا نتخذ من الخنوع سبيلا للنجاة بأنفسنا .
ان ثورة الامام الحسين تكشف بطلان ما يقوله فقهاء السلاطين فى أن " الحاكم الظالم خير من الفتنة التى قد يسببها الخروج على الحاكم " ،،، فسيرة الامام تؤكد لنا أن الاسلام يأمرنا أن نواجه الظلم و الظالمين مهما كانت العواقب .
لقد كان باستطاعة الامام الحسين أن يعيش حياة هانئة بعيدا الثورة و القتال  لكنه لم يفعل ذالك و اختار الثورة كمنهج للمواجهة .
و أعتقد أن الامام كان يعلم نهايته المحتومة لكنه لم يتراجع أو يستسلم أو حتى يبايع ، لقد كان يستطيع أن ينجو بنفسه و بأهله بكلمة واحدة تخرج من فمه ، مجرد كلمة كانت ستحقن الدماء الطاهرة ، لكن تلك الكلمة كانت أثقل على الامام من الاستشهاد ، لقد فضل الموت على قول الباطل و هذا هو الدرس الأعظم فى تلك السيرة العطرة الأليمة ،،، و علينا ألا ننسى ذلك أبدا ...




 اللهم صلى على محمد و على آل محمد ... و انصر الاسلام و المسلمين و كل المستضعفين فى شتى بقاع الأرض ... و اجعل من ذكرى استشهاد الامام الحسين (( امام الشهداء و رافع راية الثورة المقدسة على الظلم و الاستعباد )) يوما للعزة و الكرامة يستعيد فيه أصحاب الحقوق حقوقهم من براثن الظلمة و المستكبرين ... اللهم وحد كلمتنا و اجمعنا حول... قرآنك و سنة نبيك و أهل بيته المطهرين ... يا رب "فى يوم انتصار الدم على السيف" قوى عزائمنا و طهر دماءنا حتى تكون جديرة بهزيمة سيف الظالم المتكبر المستبد .... اللهم آمين

الثلاثاء، 14 ديسمبر 2010

هــــلاوس انتخابيـــــــة

اليوم سأذهب الى اللجنة الانتخابية المجاورة لمنزلى كى أشارك فى هذه التجربة الديمقراطية النزيهة ، فصوتى سيقرر مصيرى و مصير البلد ،  لذلك أشعر بأهميته ،  و الكل فى بلادنا السعيدة المجيدة يشعر مثلى بأهمية المشاركة و اختيار ممثلى الشعب الأجدر و الأصلح لحمل الأمانة ، و حين خرجت الى الشارع لاحظت أن أعدادا غفيرة من المواطنين تتجه الى اللجان الانتخابية بهدوء و تنظيم ، الشوارع المؤدية الى اللجان تكاد تخلو من رجال الأمن و حتى اللجان نفسها خالية من التواجد الكثيف لرجال الأمن ، صناديق الاقتراع شفافة و يشرف عليها و على العملية بأسرها قضاة وقورون بالاضافة للمراقبين المحليين و الدوليين ممن ينتموا لمنظمات المجتمع المدنى و هناك أيضا مندوب عن كل مرشح يراقب سير الاقتراع داخل اللجان ، الناخبون داخل اللجان يتحركون بسلاسة و روية ، لا أحد يوجههم أو يجبرهم على شئ فهم يعرفون ما عليهم فعله ، و الكل حر فى اختياره ، و الكل حريص على انجاح العملية الانتخابية الديمقراطية ، لذلك فنزاهة الانتخابات شئ مفروغ منه و لا أحد يجرؤ على التشكيك فى نزاهة العملية برمتها ، فهناك رقابة قضائية و مراقبة من منظمات المجتمع المدنى المصرية و الدولية و هناك العديد من الضمانات الأخرى التى تجعل التزوير مستحيل ...
ان الانتخابات النزيهة هى خير ضامن للأمن و الاستقرار و التقدم ، و لقد تعلمنا من أخطاء الماضى أن محاسبة الشعب للحاكم هى خير و سيلة للقضاء على الاستبداد السياسى الذى أعاق مسيرة التقدم و التنمية لعهود طويلة ، و الشعب يحاسب الحاكم و الحكومة بواسطة نواب الشعب المنتخبون ديمقراطيا ، و ..........................

طــــــاااااااااخ .........

و فجأة شعرت بارتطام جسدى بالأرض بعد أن سقطت من على سريرى و صحوت من غفوتى ... و حين تذكرت هذا الحلم الغريب لم أستطع أن أمنع نفسى من الضحك بصوت عالى ، فالواقع لا يمت بأى صلة لما رأيته فيما يرى النائم .......
و قد كان يوم الانتخابات الأخيرة يوما مقيتا من الأيام التى يتمنى الانسان ألا يراها فى حياته ،،، حينها كانت الشوارع المؤدية الى اللجان الانتخابية مليئة بجنود و ضباط الأمن من كل طيف و لون " أمن مركزى على أمن عام على مباحث عامة و أمن دولة بالاضافة الى فرق الكراتيه بالزى المدنى " و أمام كل لجنة تجمع كبير من البشر منهم الناخبين و الأنصار و أيضا البلطجية محترفى الاجرام ، فمعظم المرشحين يستعينون بجيش من البلطجية المدججين بالسلاح - الأبيض و الشوم و فى بعض الأحيان السلاح النارى - يوجهوهم حسب الحاجة ، فأحيانا يعتدون على الناخبين من أنصار الخصوم ، و أحيانا يغلقون الشوارع و الطرقات ، و أحيانا يحاولون اقتحام اللجان و الاعتداء على من فيها ... هناك فى المشهد من يوزع اللحوم و الأموال كنوع من الرشوة الانتخابية الصريحة ،،، ثم يظهر فى الأفق حافلات ضخمة لها طابع حكومى تتوقف أمام اللجنة الانتخابية و يخرج منها مجموعة من الرجال و النساء تبدو عليهم سمات الموظفين الحكوميين (الغلابة) هؤلاء جاءت بهم الحكومة - بواسطة حافلات النقل العام - لكى يصوتوا لصالح مرشحوا الحزب الحاكم .....
أما فى داخل اللجان - و التى تكون فى الغالب  مدارس حكومية - نجد أن رجال الأمن هم أصحاب الكلمة العليا ، بالطبع هناك بعض القضاة أو وكلاء النيابة و لكن هؤلاء تم انتقائهم بعناية حتى لا يواجه رجال الأمن أى عقبة فى الخروج بالنتيجة المقررة سلفا .....

كل شئ يسير حسب الخطة المرسومة فى أروقة النظام الحاكم و ان جدت فى الأمور أمور فهناك العديد من الوسائل التى يمكن بواسطتها مواجهة أى مستجدات قد تطرأ على سير الخطة الموضوعة ...

" كله تمام و الأمور تحت السيطرة "
و ستظل النتيجة دائما 99.99%