الثلاثاء، 14 ديسمبر 2010

هــــلاوس انتخابيـــــــة

اليوم سأذهب الى اللجنة الانتخابية المجاورة لمنزلى كى أشارك فى هذه التجربة الديمقراطية النزيهة ، فصوتى سيقرر مصيرى و مصير البلد ،  لذلك أشعر بأهميته ،  و الكل فى بلادنا السعيدة المجيدة يشعر مثلى بأهمية المشاركة و اختيار ممثلى الشعب الأجدر و الأصلح لحمل الأمانة ، و حين خرجت الى الشارع لاحظت أن أعدادا غفيرة من المواطنين تتجه الى اللجان الانتخابية بهدوء و تنظيم ، الشوارع المؤدية الى اللجان تكاد تخلو من رجال الأمن و حتى اللجان نفسها خالية من التواجد الكثيف لرجال الأمن ، صناديق الاقتراع شفافة و يشرف عليها و على العملية بأسرها قضاة وقورون بالاضافة للمراقبين المحليين و الدوليين ممن ينتموا لمنظمات المجتمع المدنى و هناك أيضا مندوب عن كل مرشح يراقب سير الاقتراع داخل اللجان ، الناخبون داخل اللجان يتحركون بسلاسة و روية ، لا أحد يوجههم أو يجبرهم على شئ فهم يعرفون ما عليهم فعله ، و الكل حر فى اختياره ، و الكل حريص على انجاح العملية الانتخابية الديمقراطية ، لذلك فنزاهة الانتخابات شئ مفروغ منه و لا أحد يجرؤ على التشكيك فى نزاهة العملية برمتها ، فهناك رقابة قضائية و مراقبة من منظمات المجتمع المدنى المصرية و الدولية و هناك العديد من الضمانات الأخرى التى تجعل التزوير مستحيل ...
ان الانتخابات النزيهة هى خير ضامن للأمن و الاستقرار و التقدم ، و لقد تعلمنا من أخطاء الماضى أن محاسبة الشعب للحاكم هى خير و سيلة للقضاء على الاستبداد السياسى الذى أعاق مسيرة التقدم و التنمية لعهود طويلة ، و الشعب يحاسب الحاكم و الحكومة بواسطة نواب الشعب المنتخبون ديمقراطيا ، و ..........................

طــــــاااااااااخ .........

و فجأة شعرت بارتطام جسدى بالأرض بعد أن سقطت من على سريرى و صحوت من غفوتى ... و حين تذكرت هذا الحلم الغريب لم أستطع أن أمنع نفسى من الضحك بصوت عالى ، فالواقع لا يمت بأى صلة لما رأيته فيما يرى النائم .......
و قد كان يوم الانتخابات الأخيرة يوما مقيتا من الأيام التى يتمنى الانسان ألا يراها فى حياته ،،، حينها كانت الشوارع المؤدية الى اللجان الانتخابية مليئة بجنود و ضباط الأمن من كل طيف و لون " أمن مركزى على أمن عام على مباحث عامة و أمن دولة بالاضافة الى فرق الكراتيه بالزى المدنى " و أمام كل لجنة تجمع كبير من البشر منهم الناخبين و الأنصار و أيضا البلطجية محترفى الاجرام ، فمعظم المرشحين يستعينون بجيش من البلطجية المدججين بالسلاح - الأبيض و الشوم و فى بعض الأحيان السلاح النارى - يوجهوهم حسب الحاجة ، فأحيانا يعتدون على الناخبين من أنصار الخصوم ، و أحيانا يغلقون الشوارع و الطرقات ، و أحيانا يحاولون اقتحام اللجان و الاعتداء على من فيها ... هناك فى المشهد من يوزع اللحوم و الأموال كنوع من الرشوة الانتخابية الصريحة ،،، ثم يظهر فى الأفق حافلات ضخمة لها طابع حكومى تتوقف أمام اللجنة الانتخابية و يخرج منها مجموعة من الرجال و النساء تبدو عليهم سمات الموظفين الحكوميين (الغلابة) هؤلاء جاءت بهم الحكومة - بواسطة حافلات النقل العام - لكى يصوتوا لصالح مرشحوا الحزب الحاكم .....
أما فى داخل اللجان - و التى تكون فى الغالب  مدارس حكومية - نجد أن رجال الأمن هم أصحاب الكلمة العليا ، بالطبع هناك بعض القضاة أو وكلاء النيابة و لكن هؤلاء تم انتقائهم بعناية حتى لا يواجه رجال الأمن أى عقبة فى الخروج بالنتيجة المقررة سلفا .....

كل شئ يسير حسب الخطة المرسومة فى أروقة النظام الحاكم و ان جدت فى الأمور أمور فهناك العديد من الوسائل التى يمكن بواسطتها مواجهة أى مستجدات قد تطرأ على سير الخطة الموضوعة ...

" كله تمام و الأمور تحت السيطرة "
و ستظل النتيجة دائما 99.99%

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق