الاثنين، 7 يناير 2013

أتمنى أن أكون مخطئ



منذ مدة طويلة وأنا منقطع عن الكتابة لدرجة اننى أوشكت أن أنسى ترتيب الحروف على الكيبورد ... لكن بصراحة الوضع السياسى الحالى يستحق التأمل ... وحين قررت أن أكتب وجدت نفسى واقع فى متاهة مثل كل المصريين ؛ فمن أين أبدأ يا تر...ى ؟؟ ولأننى احترت فى نقطة البداية قررت أن أبدأ بالنهاية ؛ أقصد النهاية المتوقعة لتجربة جماعة الاخوان فالسلطة ؛ طبعا أنا لا أدعى علم الغيب لكن قديما قالوا التاريخ يعيد نفسه وأنا أؤمن بأن مسار الأحداث أشبه بالمعادلات الرياضية ؛ فإذا جمعنا موجب واحد مع سالب واحد سيكون الناتج صفر وتوقع ذلك ليس ضربا بالغيب ... لهذا أستطيع أن أعلن بكل أريحية أن المسار الذى يسلكه الاخوان سيؤدى حتما إلى إعصار جديد سيطيح بالجماعة وقد ينهى ذكرها إلى أبد الآبدين ... لقد أصبح جليا أن مشروع النهضة الاخوانى ليس إلا خطة لاستحواذ جماعة الاخوان على كل السلطات ومؤسسات الدولة ؛ وللأسف يظن البعض فى جماعة الاخوان أنهم قادرون على ادارة البلاد مثلما كان خيرت الشاطر يدير شركاته !!! والعجيب أن نفس الأخطاء التى وقع فيها الحزب الوطنى فالسابق تكررها الجماعة الآن بحذافيرها !!! والأعجب أن المتعارف عليه فى علم النفس السياسى أن أعراض الأمراض الناتجة عن السلطة تحتاج إلى عامان أو ثلاثة فى السلطة حتى تبدأ تلك الأعراض فالظهور وذلك على أقل تقدير ؛ لكن قيادات الاخوان لم يمر عليهم أكثر من شهور حتى بدأنا نلاحظ التغير الجذرى الذى طرأ على أسلوبهم وطريقة تعاملهم مع معارضيهم !!! حتى أننى حين أستمع لتعليقات السيد محمود غزلان أو السيد عصام العريان يهيأ لى أننى أستمع لصفوت الشريف أو لأحمد عز ؛ وما أشبه الليلة بالبارحة !!!
 
 الوضع الآن كالتالى ؛ الاخوان نجحوا فى السيطرة على معظم مؤسسات الدولة و وضعوا رجالهم على رأسها بعد أن أطاحوا برجال النظام السابق - على فكرة أنا شخصيا أؤيد الاطاحة برجال النظام السابق ولكنى أعارض بشدة أن يحل الاخوان محلهم حتى لو كان الثمن بقاء رجال النظام السابق ممن لم يدانوا قضائيا - وحاليا الصراع محتدم حول القضاء والجماعة تسعى بكل قوتها لتدجين القضاء فى حظيرة مكتب الارشاد ، وإذا نجحوا - لا قدر الله - ستكون كارثة بمعنى الكلمة ؛ حيث سيكون ذلك بمثابة اغلاق للباب الأخير الذى يتيح للشعب ازاحة الاخوان عبر صناديق الانتخابات و على ذلك يصبح الطريق الوحيد المتاح هو النزول للشارع مرة أخرى فى ثورة شعبية ثانية ؛ لكن المخيف أن الثورة الثانية لن تكون "سلمية سلمية" وانما ستكون "دموية دموية" وهذا ما لا نتمناه ... الطريق الذى يسير فيه الاخوان نهايته حتمية مثلما كانت الثورة على النظام السابق حتمية ، وأنا شخصيا أكاد أرى الاعصار القادم مثلما رأيت فالسابق تباشير العاصفة الأولى فى يناير 2011 حين كان قصار النظر يظنون أننا سنورث كالنعاج ، لكننى هذه المرة أتمنى أن أكون مخطئ ...

الثلاثاء، 17 يوليو 2012

مأســــاة الفلولـــــــى



أنا الفلـولــــــــــى
راجل وصـولــــى
و سيدى هوا الجنيـــــــــــــــه ...

زمان قالولـــــــــى
أرمى حمولـــــــــى
على اللى "هما" قالوا عليــــه ...

"سليمان" جابولـــى
"شفيق" جابولـــــــى
اللى هايقعد هابوس إيديــــــــه ...

هاحضر طبولــــــــى
و أجهز خيولــــــــــى
واللى هايكسب هازفه يا بيــــه ...

كتير قالولـــــــــــــــى
و كتير عادولـــــــــــى
"شفيق" هايركب ويدلدل رجليـه ...

"شفيق" دا غالــــــــى
و دايماً فى بالـــــــــــى
وحظى اللى جالى وهاراهن عليه ...

لكنه دبحنــــــــــــــــــى
و سابنى محنـــــــــــــى
و"مرسى" اللى آل الأمر ليــــــــه ...

عشت عمــــــــــــــــرى
مِسَلِم أمـــــــــــــــــــرى
للكبير اللى السلطة بإيديــــــــــــه ...

لكن كُبَرَاتـــــــــــــــــــى
قلبوا حياتــــــــــــــــــــى
وتعريصى ليهم بقى أشهر إفييــه ...

آهين يا بلــــــــــــــــــــــد
الفار صار أســــــــــــــــد
واللى راهنت عليه أصبح سفيــه ...

دليلى إحتــــــــــــــــــــــار
ومش عارف أختــــــــــار
أربى دقنى وللا أعمل إيـــــــــــه ؟؟؟

_________________________________

(محمد الملاح)
30/6/2012
زفتى – الغربية - مصر

الخميس، 14 يونيو 2012

عرض لكتاب قطر وإسرائيل .. ملف العلاقات السرية


تنبع أهمية كتاب قطر وإسرائيل.. ملف العلاقات السرية من كونه محاولة لتقييم حسابات المكسب والخسارة للدولتين، بعد أن خاضتا تجربة التطبيع من القمة أكثر منه رصدا للخفايا والأسرار بين الدوحة وتل أبيب، ناهيك عن أن كاتبه سامي ريفيل يعد ممن كان لهم باع طويل في دفع التطبيع بين إسرائيل والعديد من الدول العربية، بالإضافة لكونه أول دبلوماسي إسرائيلي يعمل في قطر، وكان رئيس أول مكتب لتمثيل المصالح الإسرائيلية في الدوحة خلال الفترة من عام 1996 إلى عام 1999.

كما عمل في مكتب مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية، ضمن فريق كانت مهمته دفع علاقات التطبيع الرسمية الأولى بين إسرائيل ودول الخليج العربي، وتنمية التعاون الاقتصادي بين إسرائيل والعالم العربي بأسره. وأخيرا، ترأس ريفيل قسم العلاقات الإسرائيلية مع الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو بوزارة الخارجية الإسرائيلية، ويعمل اليوم وزيرا مفوضا بسفارة إسرائيل في العاصمة الفرنسية باريس.

غلب على الكتاب اللهجة الأدبية المنمقة في مواضع غير قليلة، في نهج ينزع لوصف مؤلفه وكأنه أقرب إلى سندباد إسرائيلي في أرض الدوحة، ذلك العالم المجهول لدولة متناهية الصغر، وقائمة على نظام السني والوهابي.

ويتقمص ريفيل دور المؤرخ، حيث يعرج للحديث عن تاريخ شبه الجزيرة العربية، ونشأة المملكة العربية، والتحالف الغربي مع آل سعود في السعودية، ومنه لنشأة قطر، فيؤكد أنها جاءت مختلفة عن ولادة المملكة العربية السعودية. حيث تم إنشاء قطر عام 1820 بانضمام أسرة آل ثاني لسلسلة تحالفات عقدها البريطانيون مع جيران قطر، وكان هدفها مكافأة قراصنة البحر، وتحرير التجارة البحرية، بينما كان هدف أسرة آل ثاني هو مواجهة قبيلة آل خليفة التي تحكم جارتها دولة البحرين، والتي اعتادت مهاجمة المدن الساحلية لقطر.

إرهاصات العلاقات القطرية - الإسرائيلية

كشف ريفيل في كتابه عن مجموعة من الحقائق المتعلقة بالعلاقات بين إسرائيل وقطر، يمكن من خلالها تفسير الأطر الحاكمة للسياسية الخارجية التي تبنتها قطر، بعد انقلاب الشيخ حمد على والده عام 1995 وانفراده بالحكم.

أولى هذه الحقائق، وأهمها على الإطلاق، أن قطر كانت البادئة والأحرص والأكثر تمسكا بالعلاقات مع إسرائيل أكثر من تل أبيب نفسها، ويتضح ذلك من خلال المراحل التي مرت بها العلاقات بين الدوحة وتل أبيب.يطلق المؤلف على أول إرهاصات العلاقات القطرية - الإسرائيلية مرحلة جس النبض، والتي قد يختلف حول تسميتها الكثيرون، إذا ما تبين لاحقا أنه تمت خلالها لقاءات بين دبلوماسيين رفعي المستوى من الجانبين، وبوادر اتفاق على مشاريع تجارية. ومثلت هذه الاتفاقات واللقاءات بوادر علاقات على قدر كبير من التعاون بينهما، وليست لجس النبض، سعيا لبدء اتصالات تمهد لاحقا للقاءات.

ففي هذه المرحلة، يظهر رسميا الإعلان عن هذه العلاقة في شهر سبتمبر 1993 ، أي بعد أيام قليلة من توقيع اتفاقات أوسلو في حديقة البيت الأبيض بواشنطن، والمصافحة الشهيرة بين رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين، وياسر عرفات. وفي هذا الإعلان، جرى الحديث عن لقاء بين وزير الخارجية الإسرائيلي، شيمون بيريز، ونظيره القطري، الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني. وتحدثت تقارير عن اتصالات تجري حول مشروع توريد الغاز الطبيعي من قطر إلى إسرائيل.

لقاء المصالح الإسرائيلية والخليجية

ويرى المؤلف أن المصالح التقت بين إسرائيل والخليج في هذه الفترة، حيث أبدى رجال الأعمال من الخليج الاهتمام الكبير بالتكنولوجيا والأفكار والمشروعات الإسرائيلية، إيمانا منهم بضرورة خفض ارتباط بلادهم الشديد بتصدير النفط، وتنمية مجالات اقتصادية وصناعية بديلة لوضع أسس قوية للتصدير، ومن جانب إسرائيل التي فتحت بالعلاقات مع دول الخليج أبوابا على اقتصادات قريبة ومهمة، وحملت هذه العلاقات في طياتها إمكانية تقصير الطريق أمام السلع الإسرائيلية إلى الأسواق الكبيرة الموجودة في آسيا عن طريق النقل إلى المواني التجارية الكبيرة والمتقدمة في الخليج.

وإضافة إلى كل تلك المميزات، فإن الأنباء عن العلاقات بين إسرائيل والخليج زادت من اهتمام الولايات المتحدة وأوروبا وآسيا بالفرص الاستثمارية الممكنة في المنطقة التي اكتسبت صورة مكان آمن للاستثمار.

المكاسب الاقتصادية القطرية

ولكن في خلفيات الصورة، كانت الدوحة، كما يرصدها ريفيل، تحاول تحقيق مكاسب اقتصادية أكثر منها سياسية في علاقاتها بتل أبيب، حيث تأتي الاتصالات المتلاحقة مع إسرائيل كجزء من جهود قطر لجذب الانتباه العالمي إلى مشروعها الضخم لتحويل الغاز إلى سائل، والمشروع الذي كانت تخطط له لتنمية حقول الغاز بإنشاء المدينة الصناعية في رأس لافن لتطوير أكبر حقل غاز طبيعي في العالم تحت البحر، ويقدر حجمه احتياطيه بـ25 تريليون متر مكعب.
وشكك الكثيرون في قدرة دولة صغيرة، مثل قطر، على تنفيذ مثل هذه المشروعات الضخمة بسبب الاستثمارات الهائلة المطلوبة لتنفيذه، والاتفاقات طويلة المدى المطلوب إبرامها مع الجهات المستهلكة. إضافة إلى ذلك، كانت أسعار النفط في ذلك الوقت منخفضة للغاية، وتلقي بظلالها على الجدوى الاقتصادية للمشروع.

وبالتالي، فإن العلاقة مع تل أبيب - خاصة إذا عرفنا أن شركة إنرون الأمريكية التي كانت من كبرى شركات الطاقة في الولايات المتحدة هي التي خططت لتنفيذ المشروع القطري – ستكون بابا مهما للدعاية للدوحة، وبالتالي تجاوز المشروع أبعاده الاقتصادية، ودفع العلاقات بين قطر وإسرائيل، وكمحفز لتعميق التعاون في مجالات حيوية وضرورية، ومنها اتفاق قطري- إسرائيلي لإقامة مزرعة حديثة تضم مصنعا لإنتاج الألبان والأجبان، اعتمادا على أبحاث علمية تم تطويرها في مزارع إسرائيلية بوادي عربة، التي تسودها ظروف مناخية مشابهة لتلك الموجودة في قطر.

والمشروع الأخير تحديدا له بعد مهم لقطر، حيث يقول ريفيل إنه يأتي بسبب الرغبة في زيادة إنتاج وأرباح المزارع القطرية، ولأسباب تتعلق بالكرامة الوطنية المرتبطة بالسعي لزيادة الإنتاج الوطني، من أجل منافسة منتجات المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، التي تغرق أرفف المتاجر القطرية.

ورغم أنه في 31 أكتوبر 1995 تم توقيع -في أجواء احتفالية- مذكرة تفاهم لنقل الغاز الطبيعي من قطر إلى إسرائيل، إلا أنه تدهورت العلاقات الخليجية- الإسرائيلية بعد عملية عناقيد الغضب الإسرائيلية على لبنان، وما تلاها من اندلاع انتفاضة الأقصى، لتعلن تل أبيب رفضها استيراد الغاز من الدوحة، ولم تبرر ذلك سوى أنها ستبحث عن استيراده من مصادر أخرى.

ولم يكشف المؤلف عن الخلفيات وراء هذا القرار، رغم أن قطر تمسكت بالاتفاق، رغم الضغوط من قبل دول الخليج، خاصة من قبل السعودية لإغلاق مكاتب التمثيل الإسرائيلية الدوحة، وقطع العلاقات والاتصالات مع إسرائيل، وإعلان الدوحة في أكثر من مناسبة أنها أغلقت المكاتب، وقطعت العلاقات، ولكنها في الحقيقة لم تكن قد أوصدت الباب، أو قطعت العلاقات تماما.

صعود الشيخ حمد وتوطيد العلاقات

يربط الدبلوماسي الإسرائيلي بين صعود الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، أمير قطر، إلى سدة الحكم، بعد انقلابه على والده، وتسريع نمو العلاقات بين قطر وإسرائيل، فيقول إن الأمير سارع إلى توطيد علاقات بلاده مع الولايات المتحدة الأمريكية عبر توقيع اتفاقية دفاع مشترك معها، والسماح لها بإقامة قواعد عسكرية أمريكية في قطر، الأمر الذي وفر حماية أمريكية للإمارة في مواجهة أي ضغوط قد تتعرض لها من جانب الكبار المحيطين بها، لاسيما إيران والسعودية.

وأشار إلى تصريح أدلى به الأمير القطري الجديد لقناة إم بي سي، بعد 3 أشهر فقط من توليه الحكم عام 1995، قال فيه “هناك خطة لمشروع غاز بين قطر وإسرائيل والأردن ويجري تنفيذها”، وطالب الأمير بإلغاء الحصار الاقتصادي المفروض من جانب العرب على إسرائيل.

ويؤكد ريفيل صعوبة نسج العلاقات القطرية- الإسرائيلية التي شارك فيها هو بنفسه، لولا المساعدة التي حظي بها من مسئولين كبار في قصر الأمير، ووزارة الخارجية القطرية، وشركات قطرية رئيسية. ويقول عملت خزائن قطر الممتلئة وعزيمة قادتها على تحويلها إلى لاعب مهم في منطقة الشرق الأوسط، بما يتعدى أبعادها الجغرافية وحجم سكانها.

ويدعي ريفيل أن التوترات التي شهدتها العلاقات المصرية- القطرية ترجع إلى الضغوط التي مارستها مصر على قطر لكبح جماح علاقاتها المتسارعة باتجاه إسرائيل، بسبب قلق القاهرة على مكانتها الإقليمية من الناحية السياسية، وخوفا من أن تفوز الدوحة بصفقة توريد الغاز لإسرائيل بدلا من مصر، وهي الصفقة التي كانت- ولا تزال- تثير الكثير من الجدل في الأوساط السياسية والاقتصادية والشعبية أيضا.

ولكن الملحوظة الجديرة بالذكر أن العلاقات كانت تطبيعا كاملا عن مستوى رأس السلطة، بينما كانت الجماهير رافضة لذلك. وأشار الكاتب إلى صعوبة الأمر، بعد أن اختلف شركاء العقار الذي تم تأجيره ليكون بمثابة مكتب التمثيل الدبلوماسي الإسرائيلي في الدوحة، ورفع أحدهما قضية وكسبها، وتم تصويره على أنه بطل قومي، واضطرت الحكومة القطرية للبحث عن مكان آخر، وكذلك الصعوبة التي واجها المؤلف نفسه، عندما قرر فتح حساب في بنك قطري.
وتطرق لخطب الشيخ يوسف القرضاوي، وتصريحات المفكر الإسلامي عبد الله النفيسي، التي طالب فيها الحكومة القطرية بقطع العلاقات مع إسرائيل،ليخلص الكاتب في النهاية إلى أن الحكومة القطرية تواجه ضغوطا سياسية لاستمرار علاقات التطبيع بين البلدين.

الأحد، 10 يونيو 2012

آه يا زمـــن .. آه يا شعـــب


 
ممكن لو سمحت تقرأ اللوحة الموجودة بهذه الصورة  ...

قرأتها ؟؟؟ إذا لم تتمكن من قراءة هذا الخط فإليك مضمون تلك اللوحة (ملك البرين والبحرين خادم الحرمين الشريفين والمقام الشريف) طبعا قد يظن البعض أن تلك اللوحة تتحدث عن "العاهل السعودى" وأنها موجودة فى مكان ما بالمملكة العربية السعودية الشقيقة نظراً لوجود لقب "خادم الحرمين الشريفين" ...

هنا أرجو منك يا عزيزى أن تقرأ اللوحة الأخرى الموجودة بالصورة الثانية وأود أن ألفت نظرك أن اللوحتين متجاورتين بمكان واحد ...



 قرأتها ؟؟؟ إذا لم تتمكن من قراءة هذا الخط فإليك مضمون تلك اللوحة الثانية ( السلطان الملك الأشرف أبو النصر قانصوه الغورى ) هل سمعت عن هذا الـ " قانصوه الغورى" ؟؟؟ المؤكد أنه ليس ملك السعودية ... هل سمعت عن منطقة بالقاهرة إسمها "الغورية" ؟؟؟ عموما حتى لا أطيل عليك سأخبرك بالتفاصيل ؛ اللوحتان موجودتان بأحد المساجد الأثرية بالقاهرة القديمة وتحديداً بشارع "المعز لدين الله الفاطمى" ؛ واسمه مسجد "الغورى" على إسم السلطان الذى شيده ، طبعاً ستسألنى لماذا يوصف هذا السلطان بــ "ملك البرين والبحرين خادم الحرمين الشريفين والمقام الشريف" ؟؟؟ والإجابة ببساطة أن مصر فى زمن هذا السلطان كانت إمبراطورية عظمى تسيطر على أرض مصر والشام والحجاز والسودان ؛ والمقصود بـ"ملك البرين" بر مصر وبر الشام ؛ والمقصود بـ"البحرين" البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر ؛ والمقصود بـ"الحرمين الشريفين" منطقة الحجاز أو بالتحديد "مكة" و "المدينة المنورة" وبهما الحرم المكى – بمكة - والمسجد النبوى – بالمدينة المنورة – وبناءاً على ذلك يصبح حاكم مصر هو " ملك البرين والبحرين خادم الحرمين الشريفين" ... طبعاً أنا لا أدعوا لإحتلال الدول المجاورة وتأسيس الامبراطوريات ولكنى أشير إلى العظمة فى قوة الدولة المصرية و وزنها السياسى بين القوى الدولية العظمى ، كما أننى لا أدعوا لإعادة نظام المماليك ولكنى أقصد قوة ومهارة النظام فى زمن معين ... أعلم جيداً أنك تفخر بتاريخ وطنك مصر ؛ لكن أليس من العجب العجاب أن ينتهى بنا الحال لما نحن فيه الآن بعد أن كنا بتلك العظمة والشموخ فى الماضى !!! قد تسألنى عن السبب الذى أوصلنا لتلك الحالة التى نحياها الآن ؛ وسأقول لك ببساطة أن آفة مصر على مر التاريخ هى نظام الحكم غير الرشيد ؛ وأعتقد أن تعاقب الأنظمة الفاشلة والفاسدة هو السبب الرئيسى الذى أوصلنا لما نحن فيه الآن ، ولكن لكى نكون منصفين وموضوعيين علينا ألا نهمل سبب آخر لا يقل أهمية عن السبب الأول ؛ وهو المشكلات التى نعانى منها كشعب ؛ مثل السلبية والخنوع والرضوخ للظلم والنسيان و إلخ ؛ أعتقد أن آفة شعبنا هى النسيان ، وأعتقد أنه من كثرة "المشى جنب الحيط" قالوا (يا فرعون إيه فرعنك ؟؟ قال مالقيتش حد يلمنى) وبالفعل قد "تَفَرْعَن" حكام مصر المتعاقبين لأنهم لم يجدوا من يحاسبهم أو من يكون رقيباً عليهم ...


اليوم وبعد أن إندلعت ثورة عاتية عاش المصريون قبلها قروناً طويلة من الظلم والاستبداد أرى من المصريين من يقول بكل بجاحة "ولا يوم من أيامك يا مبارك" و "كان ماله مبارك ؛ وكان ماله جمال مبارك والحزب الوطنى" !!! و لا يكتفوا بذلك بل يؤيدون استنساخ نظام مبارك ويباركون عودة رموز نظام مبارك بحجة أنهم سيحققوا الأمن والاستقرار !!! ألا لعنة الله على الأمن والاستقرار – بهذا الفهم ... وأندهش أكثر ممن كانوا يهللون للثورة وشبابها منذ عدة شهور و الآن يلعنون سلسفيل أبوهم بعد زُرِعت فى عقولهم قناعة بأن الثورة مؤامرة وأنها هى السبب فى معاناتهم اليومية ؛ وأندهش أكثر وأكثر ممن قالوا "نعم" فى الإستفتاء وانتخبوا الاخوان والسلفيين منذ عدة شهور والآن يلهثون خلف رجال النظام السابق لإنقاذهم من الاخوان والسلفيين !!!


 أيها السادة التيوس إقرأوا التاريخ حتى تعرفوا أين كنا وأين أوصلنا نظام مبارك وأشباه نظام مبارك ؛ وإن كنت أعلم أن أمثالكم لن يقرأوا شيئاً فلو كنتم ممن يقرأوا ما سمعنا منكم هذا الكلام ...



لا أجد ما أختم به كلامى سوى أن أقول حسبى الله ونعم الوكيل فى كل من يسعى لإضاعة آخر فرصة للتغيير الحقيقى ...

الخميس، 17 مايو 2012

كـلمــــــة أخيــــــــرة للتاريـــــخ


                     من هو الرئيس الأمثل لمصر ؟؟؟

 أعتقد أن هذا السؤال هو سؤال الساعة فى مصر والاجابة عليه محل نقاش واسع ؛ فى الشوارع والطرقات ؛ على المقاهى والمنتديات وغرف الشات ومواقع التواصل الاجتماعى ، وكل منا له تصوره و رؤيته الخاصة فى مواصفات المرشح الأمثل ؛ فهل حسمت اختيارك ياعزيزى ؟؟؟ ان كنت لم تحسم رأيك بعد فلا تقلق لأن كثير من المصريين مثلك لم يحسموا آراءهم أيضا ، لذلك قررت أن أشترك معك فى "مراجعة نهائية" ولكن دعنا أولا نتفق معا على بعض البديهيات ...

 أولا :- الرئيس القادم أياً كان لن يستطيع أن يحكم مصر بنفس الآليات والمعادلات التى كانت سائدة فى عهد مبارك ؛ ومن يتخيل أن هناك أحد يستطيع إعادة انتاج نظام مبارك فهو واهم حتى لو كان الرئيس القادم ممن يطلق عليهم "الفلول" ... لأن الأوضاع والحقائق على الأرض كلها تؤكد أن ذلك أصبح مستحيلا ، وعندما أرى بعض مؤيدى الفريق شفيق يتوسمون فيه أن يعيد الأوضاع لما كانت عليه قبل الثورة أصاب بدهشة كبيرة لأنهم باعتقادهم هذا يظلمون الرجل فهو لا يستطيع تحقيق ذلك فضلا عن كونه يريد ذلك أم لا يريده أصلا ...    

 ثانيا :- الرئيس القادم ستكون أمامه تحديات لا حصر لها وسيكون أقصى ما يستطيع تحقيقه فى فترة رئاسته الأولى هو أن يحقق الأمن والاستقرار السياسى ويعيد ترتيب البيت من الداخل وأن يضع البلد على أول طريق النهضة ؛ هذا هو أقصى ما يمكن انجازه فى أربع سنوات ، لذلك لا يجب أن نحمل أى مرشح فوق طاقته ؛ وإذا إدعى أحد المرشحين أنه قادر على تحقيق "النهضة" خلال رئاسته الأولى ففالغالب هذا المرشح لا يعى ما يقول ، أو من الآخر "بـيـهـجــص" ...

 ثالثا :- مصلحة مصر حاليا – كما أراها – هى ألا يكون الرئيس القادم إخونى ؛ وألا يكون لديه مشاكل مباشرة مع المجلس العسكرى أو مع التيارات السياسية بما فيها الاخوان ... طبعا أعلم أن كلامى هذا قد لا يعجب البعض ؛ فإخواننا "الثوار" سيعترضوا على جملة ( ألا يكون لديه مشاكل مباشرة مع المجلس العسكرى) وإخواننا "الفلول" سيعترضوا على جملة ( ألا يكون لديه مشاكل مباشرة مع التيارات السياسية بما فيها الاخوان) وإخواننا فى جماعة الاخوان المسلمين سيعترضوا على جملة (ألا يكون الرئيس القادم إخونى) ... عموما تلك هى رؤيتى الخاصة التى أعتقد أنها الطريق الوحيد لتحقيق الاستقرار السياسى و وضع البلد على مسار النهضة والتطور ...

 رابعا :- سيكون من الصعب جدا – إن لم يكن من المستحيل – التلاعب فى الانتخابات أو تزييفها "بشكل ممنهج" ولو حدث ذلك - لا قدر الله – ستكون كارثة وسيفتضح أمر المتلاعبين أو المزيفين أسرع مما يتخيلوا ...

 خامسا :- الانتخابات لا تأتى دائما بالأفضل ؛ خاصة لو كانت الديمقراطية حديثة العهد ، فلا تتخيل أنه إذا أتيحت الفرصة – لأول مرة - لشعب معين كى يختار حاكمه سيكون إختياره سليما وحكيما فى تجربته الأولى ؛ بل الحقيقة التى أراها بديهية هى أن الديمقراطية تحتاج للممارسة ؛ ولن تنضبط إختيارات الشعب إلا بعد أن يجرب مرة أو مرتان على الأقل ، لذلك من الضرورى أن تستمر التجربة الديمقراطية حتى تنضج وتترسخ وتطور من نفسها ، مع ملاحظة أننا نستطيع التقليل من سلبيات التجربة الأولى إذا لجأت مصر لصيغة "دولة المؤسسات" حيث لا تطلَق يد الرئيس بشكل كامل فيفعل ما يشاء ويقود البلد فى الاتجاه الذى يحلو له ...

 سادسا :- يوجد تشتيت كبير فى الأصوات بحيث أصبح واضحا أن نتيجة الانتخابات لن تحسم من الجولة الأولى و هذا يفرض علينا أن نراعى ترتيبات مرحلة الاعادة ، فعلى سبيل المثال هناك مرشح قد يتمكن من حصد عدد من الأصوات فى المرحلة الأولى يكفى لتصعيده لمرحلة الاعادة - أو حتى الحصول على المركز الأول - لكنه لا يستطيع التفوق على خصمه فى مرحلة الاعادة لأنه قد لا يتمكن من إجتذاب معظم الأصوات التى ذهبت للمرشحين الآخرين الذين سيخرجوا من المرحلة الأولى ، وهناك مرشح آخر تكون العقبة أمامه هى المرحلة الأولى فإذا تمكن من الوصول لمرحلة الاعادة يستطيع بسهولة تجميع الكتل التصويتية التى أعطت للمرشحين الذين سيخرجوا من السباق فى المرحلة الأولى ؛ وبذلك يتفوق على خصمه فى النهاية حتى لو كان هذا الخصم قد تفوق عليه فى نتيجة المرحلة الأولى ، وبناءاً على ذلك يجب أن نراعى تلك الفرضيات ونحن نختار مرشحنا ...

 سابعا :- لا يصح لأى منا أن يختار مرشحه على خلفية "اللى عاوزينه هايجبوه" أو "فلان هو مرشح الجيش والمجلس العسكرى" أو "هـمـــا هايجيبوا فلان" أو "النتيجة محسومة لفلان" ... أتمنى أن نعى جميعا قيمة وقدر اللحظة التاريخية التى نمر بها وأن كل الشواهد تؤكد صعوبة - أو حتى استحالة - توقع نتائج الانتخابات قبل اجرائها ؛ وأننا لا نستطيع القول بكل ثقة بأن "فلان" سيحظى بدعم حقيقى من المجلس العسكرى سواء كان هذا الدعم فى العلن أو فى الخفاء ؛ حتى لو كان هذا "الفلان" هو الفريق "شفيق" نفسه ؛ فنحن لا نستطيع التأكيد على أن المجلس العسكرى سيدعمه بكل امكاناته و سيعمل على إيصاله لقصر الرئاسة ، لهذا علينا أن نصوت وفى أذهاننا قناعات تختلف عن قناعات عصر "الظلام المباركى" الذى تلوثت فيه عقول المصريين بداء الخنوع والتفريط فى مواجهة الاستبداد السياسى ، ولتكن قناعتنا بأن تلك هى أول انتخابات فى تاريخنا لا نعلم نتيجتها مسبقاً ، وأن الخيار "لنـا" وليس "لهـم" أياً كان هؤلاء الـ"هـم" وحتى لو كان اختيارنا مطابق لاختيار هؤلاء الـ"هـم" ؛ فى النهاية صوتك هو الفيصل ...

 ثامنا :- من الضرورى أن نستوعب المرحلة السياسية التى نمر بها ؛ وتحديدا فيما يخص التطور الحتمى لمنظومة الحكم و بنيان الدولة بشكل عام ، فمصر قد مرت بمراحل سياسية عديدة حيث تحولت من النظام الملكى إلى النظام الجمهورى الذى يطغى عليه الطابع "الشمولى" فكان الرئيس يفرض رؤيته على شكل النظام السياسى فى إطار من إحتكار السلطة وحكم الفرد وهيمنة المؤسسة العسكرية صاحبة شرعية ثورة يوليو ، وأعتقد أن التجربة أكدت لنا أن تلك الصيغة غير قابلة للاستمرار وأن التغيير فى الشكل والمضمون قادم لا محالة ؛ المهم أن ندقق فى فلسفة وهوية هذا التغيير ؛ وأن نكون على إلمام بمزايا وعيوب كل نظام من أنظمة الحكم مع فهم عميق لأوضاعنا ... إن مصر أمام فرصة تاريخية ومفترق طرق ، والتاريخ يخبرنا بأن التقدم يمكن أن يتحقق فى ظل نظام ديمقراطى أو غير ديمقراطى ، فلدينا أمثلة لتقدم مع ديمقراطية ؛ وأمثلة ثانية لتقدم بدون ديمقراطية ؛ وأمثلة ثالثة بدون تقدم و بدون ديمقراطية مثلما كان نظام مبارك الذى لو كان قد أعطانا تقدم بدون ديمقراطية لما أصبح مبارك أول رئيس ينجح المصريون فى خلعه ... الخلاصة أنه قد حان الوقت لأن نطالب بالتقدم والديمقراطية جنباً إلى جنب ؛ والفرصة مازالت سانحة رغم كل تعثراتنا منذ أن خرج علينا اللواء عمر سليمان ليعلن تنحى مبارك ونهاية حقبة سوداء من تاريخ مصر سيقف المؤرخون أمامها طويلا عاجزين عن استيعاب السر وراء بقاء رئيس بعقلية وامكانيات مبارك فى سدة الحكم لثلاثة عقود ؛ وهى مدة أطول من فترة حكم الثلاث رؤساء الذين سبقوه منذ أن أصبح حاكم مصر يسمى "رئيسا" ...

 تاسعا :- كل المصريين يتطلعون لمستقبل أفضل ؛ وعندما طالبنا بالتغيير و بشرنا به لم نكن نتحدث عن شئ خيالى يمكن أن يحدث بضغطة ذر ؛ لقد كنا نعى تماما أن التغيير الذى نبتغيه ليس بالشئ الهين الذى يمكن أن يحدث بين ليلة وضحاها ولم نقل أبداً أن تغيير الرئيس أو النظام بأكمله سيحل كل مشاكلنا ؛ بل كنا نؤمن أن الاطاحة بنظام مبارك وبناء نظام جديد ليس إلا مجرد خطوة على طريق التغيير ، لكننا للأسف قوبلنا بحملة قاسية من السخرية والتشويه شنها علينا مجموعة من شياطين الإنس حيث اتهمونا بالجهل والفوضوية إلخ ؛ وبعد قليل من التدقيق وجدنا أن تلك الحملة يقودها أنصار نظام مبارك "الفاسد" ويشارك فيها بعض المغرر بهم ممن تلوثت عقولهم بشوائب عصر مبارك الظلامى ؛ وبمجرد الاطاحة بمبارك سعينا لتغيير فكر هؤلاء وكان تركيزنا على من غرر بهم وليس على "أبناء مبارك" لأن تلك الفئة ميئوس منها فمصالحهم الشخصية هى المحرك الأساسى لهم ؛ وسعينا لمصالحة مجتمعية واسعة لكن شياطين الإنس سعت بكل قوة لافشال ذلك بكل الطرق والوسائل الدنيئة وللأسف الشديد استطاعوا بث الفرقة بيننا ؛ والآن هم يستعدون للاجهاز على الثورة ، لكن هذا لن يحدث ان شاء الله ؛ وأقوى سلاح نستطيع أن نقهرهم به هو التصالح والتضامن والاتحاد ، ولذلك يجب علينا جميعا أن نختار مرشحا تصالحيا يستطيع أن يجمع كل الفرقاء وأن يكون الحكم العادل ؛ لأننا ببساطة لا نريد رئيسا تشتعل البلد بمجرد إستلامه للسلطة ...

 عاشرا :- المصداقية هى أهم الوسائل الضرورية لإعادة الثقة المفقودة بين الشعب والسلطة ؛ لذلك يجب علينا أن نختار رئيسا يتمتع بالمصداقية وقادر على بناء الثقة لأننا فى الحقيقة نحتاج تلك الثقة بشدة حتى يحظى النظام الجديد بالدعم الشعبى اللازم لتحقيق الانجازات واستئصال الأورام الخبيثة المنتشرة فى جسد الوطن ...

 أخيرا .. بالنسبة لبعض الصفات الواجب توافرها فى مرشحنا للرئاسة مثل قوة الشخصية والحنكة السياسية والإلمام بأوضاع البلد والرؤية العميقة والبرنامج الإنتخابى المناسب و إلخ ؛ هى من الأمور المفروغ منها لذلك لم أتطرق إليها ...

 الآن جاء دورك يا عزيزى والخيار أصبح لك ؛ ولك وحدك ... ولا تحاول أن تسألنى عن خيارى ؛ ولا تظن أننى سأطلب منك أن تصوت لأحد المرشحين فأنا لا أروج لأشخاص وإنما أروج لأفكار وقد طرحت عليك أفكارى فإن إقتنعت بها ما عليك إلا أن تراجع كل المعلومات المتاحة عن المرشحين وتختار من تنطبق عليه تلك المواصفات والأقرب لتلك الأفكار ؛ والقرار أولاً وأخيراً لـــك ...

 أتمنى أن تنجح التجربة فهذا هو الأهم أياً كانت النتائج ؛ و أود أن أوجه كلمة لكل من يهاجموا الثورة بشراسة ولأصحاب نظريات المؤامرة ، لولا الثورة لما شهدنا هذا الحدث التاريخى ولما أتيحت لكم الفرصة لتأييد أحد المرشحين ؛ وأياً كان من ستختارونه فأعتقد أنه أفضل بكثير من "جمال مبارك" الذى لولا الثورة لكان الآن رئيسا لمصر ، وإذا كانت الثورة مؤامرة – كما تدعون – وقد أتاحت لنا تلك المؤامرة أن نختار رئيسنا فمرحبا بالمؤامرات ... فإتقوا الله إن كنتم مؤمنين ...

 إلى مصر منبع الحضارة أهدى كلماتى وآمالى ، وعلى رؤوس من أشقاها وأشقانا أصب اللعنات ؛ من أشقاها ومنعها من التقدم خطوة واحدة للأمام وسعى فى خرابها ثم أراد أن يورث الخرابة لإبن أمه خايب الرجا ؛ وعلى أوثان المعبد وسدنته وكهانه وعلى بقاياهم فى الجحور العفنة المظلمة الذين يسعون من وراء حجاب لترميم المعبد واهدار دماء الشهداء .. إلى مزبلة التاريخ جميعا أيها الأشقياء .. ولتتبعكم اللعنات ...

 اللهم ارحم شهداءنا الذين قدموا دماءهم قرباناً للحرية ؛ واخسف الأرض بالظلمة والطغاة وأنصارهم .....





الجمعة، 20 أبريل 2012

مصيـــــــــــدة إنتقاميــــــــــة



من ينظر للوضع الراهن فى مصر سيرى صراعا بين أنصار النظام القديم وبين المتطلعين لنظام جديد ، تسير بالتوازى معه مناوشات بين التيار المدنى وبين التيار الدينى الذَيْن يشنان من آن لآخر غارات سياسية مركزة على المجلس العسكرى ؛ كل ذلك فى ظل تخبط السلطات الانتقالية وتزايد المصاعب السياسية والاقتصادية والأمنية التى تضغط على الجميع وتزلزل هيكل الدولة بشكل يجعلنا نخاف على كيان الدولة المصرية ذاته .

وفى الخلفية توجد ثورة فى التطلعات تدفع لمطالب فئوية وعامة لا نهاية لها ؛ فى الوقت الذى تعانى فيه الدولة من تقلص الموارد مما يؤدى لتحول ثورة التطلعات إلى ثورة للإحباطات نتيجة لعجز الموارد عن الوفاء بتلك التطلعات .

ويكلل المشهد حالة تعثر فى الانتقال من الشرعية الثورية إلى الشرعية الديمقراطية ؛ ويتجلى ذلك فى استمرار لجوء بعض التيارات السياسية لوسائل لا تتماشى مع آليات الديمقراطية القائمة على التوافق والتنافس الذى يحتكم لرأى أغلبية الشعب ؛ حيث تلجأ التيارات للدفع باستمرار الحشد الثورى فى الشارع ؛ بل وقد تلجأ أحيانا للعنف ؛ والأدهى أن بعض تلك التيارات تعتبر الثورة غاية فى حد ذاتها ؛ ومن ثم تعتقد أن الثورة دائمة بمعنى ألا يكون للثورة حدود ؛ وهذا للأسف يدفع لتكريس حالة من الرفض لفكرة الخضوع لأى سلطة ؛ وذلك بدوره يتعارض مع ضرورة أن يرتضى الجميع بكون الدولة هى المحتكر الوحيد للقدرة على استخدام القوة "المشروعة" ؛ وتكون النتيجة هى أن تطول الفترة الانتقالية إلى أن تتحلى كل التيارات السياسية بالرشد والنضج اللازمان للتحول الديمقراطى ، وكلما طالت الفترة الانتقالية كلما تململت فئات كثيرة من الشعب كانت تطمح فى أن ترى تحسنا ملموسا فى حياتها وذلك بعد ان انتهى الفعل الثورى نفسه ...

الخلاصة أنه فى بعض الأحيان تتحول الفترة الانتقالية إلى مصيدة انتقالية و فترة انتقامية .....

الأربعاء، 18 أبريل 2012

الجنرال والشاطر والشيخ ؛ وماذا بعد ؟؟؟


             هو اللى حصل فى مصر دا ممكن يكون صدفة ؟؟؟

بمعنى ؛ هل كان ترشح اللواء سليمان ثم استبعاده عفويا ولم يخطط له ؛ أم أن ذلك كان فى إطار خطة مقررة سلفا وليس بسبب عجزه عن الحصول على 31 توكيل آخر من محافظة أسيوط ليتمم عدد التوكيلات المطلوبة منه لقبول أوراق ترشحه ؟؟؟؟
  هل فعلا كانت الـ31 توكيل هى السبب وراء استبعاد اللواء سليمان من سباق الرئاسة ؟؟؟؟؟
 

 بصراحة أنا لا أمتلك معلومات مؤكدة أو موثقة ؛ وكيف ذلك وأنا العبد الفقير إلى الله ولا أستطيع بأى حال من الأحوال الدخول فى عقول ونوايا من بيدهم السلطة – جنرالات المجلس العسكرى - ولكنى أمتلك تحليلا بالطبع ؛ وتحليلى قائم قراءة الأحداث ومحاولة استكشاف ما وراء الكواليس بناءا على تسلسل الوقائع على الساحة السياسية .

فى البداية يجب أن نقر جميعا بأن قانون الصدفة لا يسرى على أمر جلل مثل ما نحن بصدد الحديث عنه ؛ فلا يجوز لأى عاقل أن يظن بأن المجلس العسكرى يجلس منتظرا ما سيصدر عن اللجنة العليا من قرارات أو ما ستسفر عنه نتائج الانتخابات لكى يسلم من سيختاره الشعب الجمل بما حمل – السلطة – ومن يؤمن بذلك فهو واهم وعليه أن يراجع مسار الأحداث ، الحقيقة التى لا مراء فيها هى أن شخص الرئيس القادم هى مسألة حياة أو موت بالنسبة لجنرالات المجلس العسكرى ؛ فالرئيس القادم لا يستطيع فقط ازاحتهم من مناصبهم بل انه يستطيع تقديمهم للمحاكمة ؛ بالاضافة إلى أنه يستطيع أيضا تغيير وضعية القوات المسلحة بالنسبة للبناء الدستورى للدولة ؛ بعدما أصبح واضحا أن كتابة الدستور ستستغرق وقتا أطول من المدة المتبقية على تسليم المجلس العسكرى للسلطة – شهرين تقريبا – كما تعهد المجلس بذلك فى أحد أشهر بياناته ، لذا فكل ما سبق يؤكد لنا أنهم لن يقفوا متفرجين بل اننا نستطيع أن نؤكد بكل ثقة أنهم ضالعين فى كل ما يحدث على الساحة السياسية .

ووفقا للحقيقة السابقة يمكننا أن نحصر احتمالات تفسير ما حدث فى عدة فرضيات :-

1- الاحتمال الأول هو أن المجلس العسكرى لم يكن قد حسم موقفه من اللواء سليمان عندما تقدم بأوراقه للترشح بانتخابات الرئاسة ، صحيح أنهم يطمحون فى رئيس بمواصفات اللواء سليمان إلا أنهم يعلمون جيدا بأن مجيئ سليمان سيكون بمثابة دافع قوى لانفجار جديد سيطيح بهم قبل أن يطيح بسليمان نفسه ؛ وبناءا على ذلك فقد يكون ترشح سليمان بالونة اختبار أخرى يراد بها اختبار ردود الأفعال ؛ فإن سارت الأمور على النحو الذى يبتغوه استكملوا مخطط إيصال سليمان إلى قصر الرئاسة ؛ أما ان حدثت حالة غليان تمهد لانفجار مرتقب ؛ فسريعا يطيحوا بسليمان قبل أن يُطاح بهم .

2- الاحتمال الثانى هو أن يكون المجلس العسكرى قد ضحى باللواء سليمان فى مقابل ازاحة الشاطر وأبو اسماعيل وذلك حتى لا يتهم المجلس بمحاباة طرف على طرف آخر ؛ ولكى يظهر للعيان بأن هناك قانون ولجنة عليا للانتخابات تطبق هذا القانون بحيادية على الجميع .

3- الاحتمال الثالث هو أن يكون اللواء سليمان قد ترشح دون علم ومباركة المجلس العسكرى ؛ بمعنى أن سليمان قد أعلن لجنرالات المجلس العسكرى وللجميع بأنه لا ينتوى الترشح للرئاسة ؛ إلا أنه بدل موقفه فى اللحظة الأخيرة وتقدم بأوراق ترشحه دون أن يعود للمجلس العسكرى ؛ وعندما طلب اللواء بعد ذلك مقابلة المشير ؛ رفض المشير مقابلته رغم أنه قد سبق له أن قابل الفريق شفيق – بشكل علنى - عندما قرر خوضه لسباق الرئاسة ، ونلاحظ أن هذا الاحتمال لا يتعارض مع فرضية أن المجلس العسكرى يطمح فى رئيس بمواصفات اللواء سليمان لكنه يشك فى فى إمكانية تحقيق هذا الطموح على يد اللواء سليمان .

4- الاحتمال الرابع ؛ وأنا شخصيا لا أميل له ؛ هو أن يكون المجلس العسكرى قد تعرض لضغوط قوية من جهات خارجية و داخلية جعلته يتراجع عن مشروعه "السليمانى" – إيصال سليمان للقصر الرئاسى .

تلك هى الاحتمالات أو الفرضيات التى قد نستطيع أن نتبناها فى تفسير تطورات الأحداث على الساحة السياسية ...

والآن يحين وقت طرح الأسئلة البديهية – والتى أراها فى عينيك عزيزى القارئ – وهى ؛ مـــــاذا بـــــــعــد ؟؟؟ فى أى اتجاه ستسير الأحداث ؟؟؟؟ من الذى سيفوز بكرسى رئاسة مصر ؟؟؟

أعتقد أن أسئلة من هذا النوع لا يوجد لها إجابة موحدة و مؤكدة ؛ لذا علينا أن نسير على نهج الاعتماد على الفرضيات واستشراق الاحتمالات و رسم السيناريوهات ؛ والوضع الآن يحتمل ثلاثة سيناريوهات :-

1- السيناريو الأول هو ألا يُوَفق المجلس العسكرى فى التدخل بسير العملية الانتخابية ؛ وفى تلك الحالة ستكون فرص كلاً من السيد عمرو موسى والدكتور أبو الفتوح هى الأكثر حضوراً ؛ ويليهم الفريق شفيق والدكتور محمد مرسى .

2- السيناريو الثانى هو أن يتمكن المجلس العسكرى من توجيه العملية الانتخابية فى الاتجاه الذى يطمح له ويطمئن إليه ؛ وفى تلك الحالة ستكون فرص الفريق شفيق يليه السيد عمرو موسى هى الأكثر حضوراً ؛ وسيُستبعَد تماما كلاً من الدكتور أبو الفتوح والدكتور محمد مرسى .

3- السيناريو الثالث هو أن يُقْدِم المجلس العسكرى على تأجيل الانتخابات وتسليم السلطة لرئيس مؤقت أو لمجلس رئاسى يكون المشير على رأسه ؛ وذلك إلى أن يتم اقرار الدستور الجديد .


فى النهاية أتمنى أن تسير الأحداث على الدرب الذى يقود للتغيير الحقيقى الذى دفعنا ثمنه لكننا لم نحصل عليه بعد .....

الأحد، 8 أبريل 2012

عمر سليمان على مسرح السيرك الرئاسى



مؤخرا نُصِبَ سيرك انتخابات الرئاسة ؛ فهل اخترت يا عزيزى المواطن مرشحك لهذا المنصب الجليل ؟؟؟ هل أصلا تنوى المشاركة ؟؟؟ ان كنت فعلا قد عقدت العزم على الادلاء بصوتك فالسؤال البديهى هو ؛ كيف ستختار المرشح الأمثل ؟؟؟ ما هى المبادئ والقواعد والمعايير التى بمقتضاها ستختار مرشحك للرئاسة ؟؟؟ 

 دعنى أولا قبل أن نتناقش سويا حول تلك المعايير أن أطرح عليك بعض الأسئلة المنهجية التى ستحدد الطريق الذى سنسلكه فى تحديد المعايير ، عزيزى المواطن هل حقا ترى أن تلك الانتخابات جدية فعلا أم هى تمثيلية أخرى كما يزعم البعض ؟؟؟ و أياً كانت اجابتك سأطرح عليك سؤالى الثانى والأهم ؛ هل أصلا ترى أن الشعب المصرى مؤهل لاختيار رئيسه ؟؟؟ هل هذا الشعب قادر على اختيار الشخص المناسب لهذا المنصب الجليل ؟؟؟ وهنا أتمنى يا عزيزى ألا تتسرع فى الاجابة ؛ فلا أريدك أن تُسْمِعنى اجابات ما هى إلا شعارات جوفاء أو أكلاشيهات حمقاء ، فأرجوك ألا تقول لى "الشعب المصرى هو المُعلم ولديه حس وثقافة سياسية لا مثيل لها" ... وأرجوك أكثر ألا تقول لى "الشعب المصرى شعب متخلف وجاهل وغير مؤهل للديمقراطية" ... أريدك أن تفكر و تدرس وتحلل حتى تصل لإجابة شافية ؛ هل نحن شعب يستحق الديمقراطية ؟؟؟ هل يفهم حقا هذا الشعب معنى الديمقراطية ؟؟؟ كيف لشعب ثلثه – على الأقل – يعانى من أمية القراءة والكتابة أن يحسن اختيار حكامه ؟؟؟ كيف لشعب تشيع فيه أمية الثقافة السياسية أن يَسُوس نفسه ؟؟؟ ولننظر إلى تجربة هذا الشعب فى اختيار نواب البرلمان الحالى ؛ فإذا كنت من المتابعين لهذا البرلمان ستكتشف سريعا أن بين أعضائه من لا يصلح لعضوية مجلس مراجيح السبتية فما بالك بالبرلمان ؟؟؟ ألم نرى بين هؤلاء النواب من يطالب بإلغاء تدريس اللغة الانجليزية فى المدارس تجنبا للغزو الثقافى !!! وآخر يجرى عملية تجميل فى أنفه ثم يخرج على الناس ليقول أنه قد تعرض للاعتداء والسطو المسلح !!! وثالث يعتدى على مصور صحفى بـ"الروسية" لمنعه من التصوير !!! هؤلاء هم من اختارهم الشعب فهل يمكن أن تختلف اختياراته فى انتخابات الرئاسة ؟؟؟

إذا أخذنا بتلك الوقائع سنصل لخلاصة مفادها أن هذا الشعب غير مؤهل بكل المقاييس لاختيار حكامه ، وهنا أوجه سؤالى لك ياعزيزى المواطن ؛ هل أنت مقتنع بهذا الرأى ؟؟؟ هل ترى أن شعبنا لا يستحق الديمقراطية - هذا ان كان أصلا يفهم معناها ؟؟؟ ان كنت من مؤيدى ذلك الرأى فأعتقد أن خياراتك فى انتخابات الرئاسة شبه محسومة ؛ فما عليك ياعزيزى سوى البحث عن مرشح رئاسى يؤمن بأن الشعب المصرى غير مستعد للديمقراطية ؛ عليك البحث عن مرشح قد سبق له العمل فى منظومة غير ديمقراطية وآمن بها ودافع عنها وعمل على ترميمها حين بدأت فى التداعى والانهيار بفعل الثورة ؛ عليك البحث عن مرشح لا يؤمن بثورة الشعب ولا بشعاراتها وأهدافها ؛ عليك البحث عن مرشح تتوقع أنه سيستلم السلطة بمباركة المؤسسة العسكرية و سيسلمها أيضا بمباركتها بعيدا الديمقراطية التى تجعل الشعب هو من يختار ؛ وهذا كى يترسخ نظام وعرف سياسى يحكم فيه الرئيس لفترتين رئاسيتين وفى نهايتهما يختار نائب له ترضى عنه المؤسسة العسكرية ويقوم بتسليمه السلطة (ويشربه الشعب أو يلبسه بمعنى أدق) وذلك عن طريق انتخابات شكلية للاستهلاك الاعلامى وبذلك لن يختار الشعب رئيسه وانما سيختاره من هم أجدر على ذلك – هذا إذا افترضنا أن الرئيس القادم لن يغير الدستور بحيث يسمح له بالبقاء فى السلطة حتى آخر نفس فى صدره ... وبناءا على تلك المعايير التى تتناسب مع معتقداتك أظن أن أكثر من تنطبق عليه تلك المعايير هو اللواء عمر سليمان و الفريق أحمد شفيق ، فهما كما تعلم قد كانا من أركان نظام مبارك "اللاديمقراطى" وقد سعا بكل جهديهما لانقاذ ذلك النظام ؛ وهما لا يؤمنان بالثورة ولا بالديمقراطية ؛ فالأول قد قال بلسانه لاحدى وكلات الأنباء العالمية أن "الشعب المصرى غير مستعد للديمقراطية" وكان من المفترض أن يتسلم السلطة من مبارك بطريقة غير ديمقراطية بعد أن ينجح فى تصفية الثورة ، أما الثانى فهو قد قالها علنا بأنه لا يعتبر ما حدث فى مصر ثورة و قال أيضا أنه استأذن من المجلس العسكرى قبل ترشحه للرئاسة وأقر بوضوح أنه فى حالة رفض المشير ما كان له أن يترشح ...

 هل تجد تلك المواصفات ملائمة لك ؟؟؟ ان كنت تجدها رائعة فخد عندك ؛ عمر سليمان كان رقم اثنين – أو ثلاثة على أقصى تقدير – فى ترتيب أركان نظام مبارك ؛ بمعنى أنه كان يمتلك نفوذ قوى فى كل ملفات السياسة المصرية وخاصة ملفات السياسة الخارجية لدرجة مكنته من الاستيلاء على أدوار عديدة كانت منوطة أصلا لوزارة الخارجية ؛ فإن كنت ياصديقى من مؤيدى السياسة الخارجية لنظام مبارك فثق تماما أن سليمان سيسير على نفس النهج لو قدر له الجلوس على كرسى الرئاسة ؛ وإذا أردنا الدقة سنقول أن سليمان سيحافظ على شكل العلاقات المصرية الأمريكية الاسرائلية كما كانت فى عهد مبارك ؛ فكما هو معروف أن عمر سليمان كان مهندس العلاقات مع أمريكا واسرائيل فى العهد السابق ؛ فإذا كنت ياعزيزى من المعجبين بشكل تلك العلاقات فى عهد مبارك فمن المؤكد أنك ستجد ضالتك فى شخص عمر سليمان ، وان كنت لا تثق فى كلامى وغير متأكد من قوة علاقات سليمان مع الأمريكان والاسرائيليين فسوف أرشح لك كتابين هامين صدرا قبل الثورة بفترة طويلة وكتبهما شخصان بعيدان عن المسرح السياسى المصرى الداخلى وذلك حتى لا تعتبر شهادتهم مجروحة ؛ الكتاب الأول هو Ghost plane تأليف Stephen Grey وهو كاتب بريطانى يعد من أهم الكتاب الصحفيين الاستقصائيين حول العالم (ولا أعلم ان كان الكتاب صدرت له طبعة مترجمة للعربية أم لا ولكن على كل حال الكتاب موجود على النت) الكتاب الثانى هو At the center of the storm تأليف George Tenet وهو مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية السابق وقد صدرت ترجمة للكتاب بعنوان (فى قلب العاصفة) ؛ وبإختصار الكتابان يتعرضان بشكل غير مباشر للخدمات الجليلة التى قدمها عمر سليمان للأمريكيين والاسرائيين خاصة فيما يسمونه بـ"مكافحة الارهاب" مع ملاحظة أن الموضوع الرئيسى للكتابين ليس خدمات عمر سليمان وانما تم التعرض لهذا الموضوع فى سياق الحديث ؛ واعذرنى يا عزيزى لأننى لن أخوض فى التفاصيل فأنا أريدك أن تصل لها بنفسك ...

الخلاصة التى نخرج بها من كل ذلك هى أن عمر سليمان هو الخيار الأمثل لك ياصديقى ان كنت توافق على ما سبق أن ذكرته من معايير تنطبق غالبيتها على شخص سيادة اللواء ...

الثلاثاء، 3 أبريل 2012

شهادة ضابط شرطة حول ماجرى فى السجون المصرية إبان ثورة يناير




شهادة المقدم /عمرو الدردير مفتش مباحث سجن أسيوط حول ما جرى فى السجون المصرية إبان ثورة يناير ؛ وذلك من خلال برنامج (بتوقيت القاهرة) الذى أذيع بتاريخ 30 مارس 2012





الخميس، 29 مارس 2012

ألم أقل لكم ؟؟؟



 أكره جدا مقولة " ألم أقل لكم " لكننى أجد أن تلك الجملة تفرض نفسها فى ظل التطورات الحالية على الساحة السياسية ؛ أتتذكرون الجدال الطويل الذى طرأ على مصر إبان الاستفتاء على التعديلات الدستورية ؟؟؟ لقد كنت شخصيا من مؤيدى رفض تلك التعديلات ؛ رغم أننى كنت أؤيد معظم تلك المواد المعدلة باستثناء مادة أو اثنتين ؛ وتحديدا المادة الخاصة بترتيبات الفترة الانتقالية و كتابة الدستور ؛ وفالحقيقة كنت حينها مصدوم تماما من تلك المادة التى صاغتها لجنة يرأسها فقيه دستورى بمكانة المستشار البشرى ؛ لقد تعلمنا من كتابات المستشار طارق البشرى أن الدستور يوضع وفق آليات التوافق والتراضى العام بغض النظر عن شكل الأغلبية البرلمانية ؛ وأن الدستور تكتبه جمعية تأسيسية تُمَثل فيها كل طوائف وفئات الشعب على ألا يكون لأعضاء تلك الجمعية أى دور سياسى بعد الانتهاء من كتابة الدستور و ذلك لدرء كل شبهات الانتفاع الشخصى أو الفئوى ؛ لقد تعلمنا أن الدستور هو بمثابة عقد اجتماعى يجمع كل المواطنين كشركاء فى الوطن بحيث لا يطغى فصيل على آخر حتى لو كان هذا الفصيل يمثل الأغلبية ؛ فكما هو معروف أن أغلبية اليوم هى أقلية الغد ؛ فهل سنغير الدستور كلما تغير شكل الأغلبية ؟؟؟ لقد تعلمنا أنه من الضرورى تجهيز الظرف السياسى لكتابة الدستور بحيث تعم روح الاتحاد الذى يقود للتوافق العام ؛ أما إذا كان الظرف السياسى ملئ بالانقسامات والصراعات والتجاذبات والسعى المحموم للسلطة ؛ فمن المستحيل كتابة دستور توافقى لأن كل طرف لديه مشروعه الخاص الذى يسعى لتحقيقه بغض النظر عن باقى الأطراف ؛ فكيف نتتطلع الآن - والحال كما تعلمون - لكتابة دستور توافقى ؟؟؟ عن أى دستور يتحدثون ؟؟؟ إن رجل الشارع يبحث الآن عن البنزين والسولار ولا يعير هذا الدستور أى اهتمام !!! لو ظلت الأوضاع كما هى حاليا فمن المؤكد أننا لن نرى هذا الدستور ؛ و ستمر أيام و شهور طويلة دون أن نتفق على شئ يذكر ... وهنا تفرض الأسئلة نفسها ؛ ألم يكن من الأفضل أن نبدأ بكتابة الدستور ؟؟؟ ألم يتسبب ذلك الاستفتاء – الكمين – بغرس بذرة الخلاف بيننا ؟؟؟ ألم يكن المناخ أنسب بعد الثورة - وقبل أن تفرقنا الانتخابات – لكتابة الدستور ؛ حيث لا وجود لخلاف بين أغلبية متغطرسة طامحة فى السلطة و بين أقلية مهلهلة ومهووسة بالخوف من الإقصاء ؟؟؟ ألم يكن واضحا فى الفترة السابقة للاستفتاء أن الاخوان هم أكثر التيارات السياسية استعدادا للانتخابات وبالتالى كان من المتوقع أنهم سيكتسحوا الانتخابات ؟؟؟ فكيف بالله عليكم نعطى سلطة اختيار اللجنة التأسيسية للبرلمان صاحب الأغلبية الاخوانية ؟؟؟ ألم نكن نعلم أن الأغلبية ستستأثر بتلك اللجنة و تضع دستورا يتماشى مع مشروعها السياسى بغض النظر عن باقى الأطراف ؟؟؟ 

الحقيقة التى لا مراء فيها أن تلك اللجنة التأسيسية التى يهيمن عليها الاخوان قد ولدت ميتة ؛ وحتى لو استطاعت تمرير دستور يتلاءم مع رؤيتهم لن يعيش هذا الدستور طويلا ؛ وللأسف سيكون الخاسر هو الشعب والحياة السياسية بشكل عام ؛ وسيكون هذا الدستور الاخوانى هو المسمار الأخير فى نعش التجربة السياسية الاخوانية ...

فالنهاية أتمنى ألا يأتى يوم آخر أجد نفسى مجبرا أن أقول تلك الجملة العقيمة " ألم أقل لكم"