الاثنين، 7 يناير 2013

أتمنى أن أكون مخطئ



منذ مدة طويلة وأنا منقطع عن الكتابة لدرجة اننى أوشكت أن أنسى ترتيب الحروف على الكيبورد ... لكن بصراحة الوضع السياسى الحالى يستحق التأمل ... وحين قررت أن أكتب وجدت نفسى واقع فى متاهة مثل كل المصريين ؛ فمن أين أبدأ يا تر...ى ؟؟ ولأننى احترت فى نقطة البداية قررت أن أبدأ بالنهاية ؛ أقصد النهاية المتوقعة لتجربة جماعة الاخوان فالسلطة ؛ طبعا أنا لا أدعى علم الغيب لكن قديما قالوا التاريخ يعيد نفسه وأنا أؤمن بأن مسار الأحداث أشبه بالمعادلات الرياضية ؛ فإذا جمعنا موجب واحد مع سالب واحد سيكون الناتج صفر وتوقع ذلك ليس ضربا بالغيب ... لهذا أستطيع أن أعلن بكل أريحية أن المسار الذى يسلكه الاخوان سيؤدى حتما إلى إعصار جديد سيطيح بالجماعة وقد ينهى ذكرها إلى أبد الآبدين ... لقد أصبح جليا أن مشروع النهضة الاخوانى ليس إلا خطة لاستحواذ جماعة الاخوان على كل السلطات ومؤسسات الدولة ؛ وللأسف يظن البعض فى جماعة الاخوان أنهم قادرون على ادارة البلاد مثلما كان خيرت الشاطر يدير شركاته !!! والعجيب أن نفس الأخطاء التى وقع فيها الحزب الوطنى فالسابق تكررها الجماعة الآن بحذافيرها !!! والأعجب أن المتعارف عليه فى علم النفس السياسى أن أعراض الأمراض الناتجة عن السلطة تحتاج إلى عامان أو ثلاثة فى السلطة حتى تبدأ تلك الأعراض فالظهور وذلك على أقل تقدير ؛ لكن قيادات الاخوان لم يمر عليهم أكثر من شهور حتى بدأنا نلاحظ التغير الجذرى الذى طرأ على أسلوبهم وطريقة تعاملهم مع معارضيهم !!! حتى أننى حين أستمع لتعليقات السيد محمود غزلان أو السيد عصام العريان يهيأ لى أننى أستمع لصفوت الشريف أو لأحمد عز ؛ وما أشبه الليلة بالبارحة !!!
 
 الوضع الآن كالتالى ؛ الاخوان نجحوا فى السيطرة على معظم مؤسسات الدولة و وضعوا رجالهم على رأسها بعد أن أطاحوا برجال النظام السابق - على فكرة أنا شخصيا أؤيد الاطاحة برجال النظام السابق ولكنى أعارض بشدة أن يحل الاخوان محلهم حتى لو كان الثمن بقاء رجال النظام السابق ممن لم يدانوا قضائيا - وحاليا الصراع محتدم حول القضاء والجماعة تسعى بكل قوتها لتدجين القضاء فى حظيرة مكتب الارشاد ، وإذا نجحوا - لا قدر الله - ستكون كارثة بمعنى الكلمة ؛ حيث سيكون ذلك بمثابة اغلاق للباب الأخير الذى يتيح للشعب ازاحة الاخوان عبر صناديق الانتخابات و على ذلك يصبح الطريق الوحيد المتاح هو النزول للشارع مرة أخرى فى ثورة شعبية ثانية ؛ لكن المخيف أن الثورة الثانية لن تكون "سلمية سلمية" وانما ستكون "دموية دموية" وهذا ما لا نتمناه ... الطريق الذى يسير فيه الاخوان نهايته حتمية مثلما كانت الثورة على النظام السابق حتمية ، وأنا شخصيا أكاد أرى الاعصار القادم مثلما رأيت فالسابق تباشير العاصفة الأولى فى يناير 2011 حين كان قصار النظر يظنون أننا سنورث كالنعاج ، لكننى هذه المرة أتمنى أن أكون مخطئ ...