الأربعاء، 28 ديسمبر 2011

سامح وصالح وأنظر للأمام


بقالنا شهور - منذ اندلاع الثورة - عمالين نتجادل ونتخانق ونخون فبعض ؛ ناس تقول انتوا عملاء وناس ترد عليهم وتقول انتوا فلول ؛ وناس تقول انتوا علمانيين ملحدين وناس ترد عليهم وتقول انتوا متطرفين ارهابيين ؛ وفالنهاية الوقت بيمر والبلد بتضيع مننا واحنا عمالين نضرب فبعض !!! 

وهنا أسأل الجميع ؛؛؛
وماذا بعد ؟؟؟ وإلى أين نحن ذاهبون ؟؟؟

فالحقيقة الوضع شديد التعقيد و التداخل و أستطيع أن أجزم بعدم وجود من يلم بالصورة كاملة ومن ثم يضع الحلول ؛ وستظل الصورة مبهمة لمدة طويلة حتى تتسرب الأسرار وتتضح الحقائق ؛ مثلما يحدث دائما مع كل الأحداث الكبرى فالتاريخ والتى يعجز المحللون عن تفسيرها وتقييمها فى حين حدوثها ؛ لذلك الأفضل لكل الأطراف وللبلد أن ننحى الآن خلافاتنا جانبا وألا نسعى باستماتة خلف ما يفرقنا - كما يحدث حاليا – بل نبحث عما يوحدنا ونلتف حوله ويعذر بعضنا البعض فيما نختلف


 مصر تحتاج لهدنة 

كل من يريد أن تنهض مصر من كبوتها عليه أن يسعى لتلك الهدنة ؛ وسواء كنت من مؤيدى الثورة أو من معارضيها عليك أن تتذكر أن موقفك هذا لن يغير ماحدث والأجدى أن ننظر للمستقبل وكفانا جدال حول الماضى 

أعتقد أننا جميعا يمكن أن نتفق حول ضرورة وحتمية التغيير ؛ يمكن أن نتفق على حاجتنا جميعا للنهوض بالبلد ؛ يمكن أن نعمل سويا لبناء نظام جديد ؛ يمكن أن يعمل كل منا فى مجاله بإيجابية لتوصيل فكرة التغيير للأفضل لكل من حوله ولبث روح التفاؤل التى من دونها لن نتحرك للأمام أبدا ؛ يمكن أن نفعل الكثير والكثير المهم أن نضع مصلحة البلد فوق أى اعتبار وأن نتخلى عن السلبية و الروح الانهزامية والأهم أن نتخلص من الرغبة فالانتقام وتصفية الحسابات فليس هذا هو الوقت المناسب لذلك بل الأنسب والأجدى والأصلح هو أن نسعى جميعا للمصالحة

نحن فى أمس الحاجة لمصالحة بين الشعب والدولة بمؤسساتها وعلى رأسها الشرطة ؛ نحتاج لمصالحة بين الفرقاء السياسيين ؛ نحتاج لمصالحة بين عنصرى الأمة ؛ نحتاج لمصالحة بين التيارات الفكرية والدينية ؛ وأخيرا نحتاج لمصالحة مع أنفسنا

 الحل هو الهدنة التى تأتى بمصالحة شاملة

الأحد، 11 ديسمبر 2011

رابطة مرضى متلازمة ستوكهولم فى مصر


فى حد عنده فكرة عن "متلازمة ستوكهولم" ؟؟؟

طبعا هايطلعلى واحد يقولى " إيه يا عم الكلام المجعلص دا ؟؟؟ " هارد عليه وأقوله يا عمنا دا كلام بسيط جدا ؛ بس اللى يفهم ؟؟؟ وكما هو متوقع هايطلعلى واحد تانى ويقولى " إنت جاى تتفلسف علينا ياعم انت ؟؟؟ " هارد عليه وأقوله ياعمنا دى مش فلسفة دا علم نفس ... وبالتأكيد هايطلعلى واحد تالت ويقولى " انت جاى تعمل علينا دكتور نفسانى ؛ انت مالك ومال علم النفس ؟؟؟ " هارد عليه وأقوله أنا عمرى ما عملت دكتور نفسانى على حد ولا حللت أى شخصية شوفتها معتبرا كلامى تحليل علمى ؛ بس دا مش معناه انى ماعرفش يعنى ايه برانويا أو شيزوفرينيا أو "متلازمة ستوكهولم" مثلا ؛ وبعدين اللى عاوز أتكلم فيه قد يعتبر جزء من علم النفس السياسى ؛ يعنى هاتكلم فالسياسة كالمعتاد ... وزى ما انتوا عارفين هايطلعلى واحد رابع ويقولى " يعنى عاوز تقول ايه ؟؟؟ خلص يا عم !!! " هارد عليه وأقوله صبرك بالله يا مؤمن ؛؛؛ شوف ياسيدى (متلازمة ستوكهولم) هيا ببساطة حالة عجيبة تصيب البعض من الناس ؛ يعنى لما تلاقى واحد (أو مجموعة) عاش طول عمره فى ظل حكم قهرى وقمعى وظالم لدرجة انه اعتبر ان دا الطبيعى وان دى سنة الحياة ثم بدأ يتعايش مع هذا الوضع وتمادى فالتعايش لدرجة انه أصبح متعاطف مع هذا الحاكم الذى يظلمه ويقهره ويقمعه !!! ويفسر علماء النفس تلك الحالة بأن المقهور قد يصور له عقله الباطن أن تعاطفه مع الظالم يقيه من شره ويجعله قريبا منه و فى ظله !!! وغالبا هايطلعلى واحد خامس ويقولى " طيب ولو كان الحاكم الظالم دا اتخلع مثلا أو ربنا افتكره ومع ذلك يصر أخينا - بتاع متلازمة ستوكهولم – على التعاطف معه والدفاع المستميت عنه ؛ يبقى ايه السبب ؟؟؟ " هارد عليه وأقوله الحالة اللى بتتكلم عنها تعتبر درجة متقدمة من متلازمة ستوكهولم وغالبا بيكون السبب انه اتعود على القهر لدرجة ان عقله الباطن صورله ان الحياة من غير المستبد الظالم مستحيلة كما أنه من المؤكد أن يعود الظالم ولو فى صورة أخرى !!! لذلك تجد عقله الباطن يدفعه للبحث عن مستبد جديد فى حالة يأسه من عودة القديم !!! هايطلعلى واحد سادس ويقولى " هوا فيه كدا !!! معقولة حد يدور- بإرادته – على مستبد جديد عشان يدعمه ويتعاطف معاه !!! " هارد عليه وأقوله أيوه فى كدا أبو كدا كمان ؛ انت ماتعرفش ان أبناء مبارك أصبحوا بقدرة قادر أبناء المشير ؟؟؟ يا عزيزى فى ناس متخصصة فى صناعة الدكتاتور ؛ وخد بالك ان الحاكم لما بيلاقى ناس بتطبله وتزمرله وكمان ترقصله على واحدة ونص بيتحول لفرعون ... وكالمعتاد هايطلعلى واحد سابع ويقولى " يعنى انت عايز تقول ان الناس المصابة بمتلازمة ستوكهولم هما السبب فإن الحاكم يتحول لدكتاتور ؟؟؟ " هارد عليه وأقوله الله ينور عليك انت كدا وصلت للخلاصة ؛ وكمان عاوز أفكرك بالمثل الشعبى اللى بيقول ( يا فرعون إيه فرعنك ؛ قال مالقيتش حد يلمنى ) ... وطبيعى ان يطلعلى واحد ثامن ويقولى " بس انت ما قلتلناش ليه الحالة دى سموها "متلازمة ستوكهولم" ؟؟؟ " هارد عليه وأقوله ماهوا أنا حبيت أخلى الحكاية دى فالآخر عشان ماتتصدمش من أولها ؛ شوف يامولانا ؛ أطلق على هذه الحالة اسم "متلازمة ستوكهولم" نسبة إلى حادثة حدثت في ستوكهولم في السويد حيث سطا مجموعة من اللصوص على بنك في عام 1973، واتخذوا بعضا من موظفى البنك رهائن لمدة ستة أيام خلال تلك الفترة بدأ الرهائن يرتبطون عاطفيا مع الجناة وفالنهاية قاموا بالدفاع عنهم بعد إطلاق سراحهم !!! وفسر العلماء تلك الواقعة بأنه عندما تكون الضحية تحت ضغط نفسى كبير فأن العقل الباطن يبدأ لا إراديا بصنع آلية نفسية للدفاع عن النفس وذلك من خلال الاطمئنان للجانى خاصة إذا أبدى الجانى أى حركة تنم عن الحنان أو الاهتمام حتى لو كانت صغيرة جدا فتجد الضحية يقوم بتضخيمها وتبدو له كالشيء الكبير جدا و فى بعض الأحيان يفكر الضحية في خطورة إنقاذه وأنه من الممكن أن يتأذى إذا حاول أحد مساعدته أو إنقاذه لذا يتعلق بالجانى !!! ومن يومها أصبحت تلك الحالة معروفة فى أوساط علم النفس وبدأ البعض فى دراسة تلك الحالة على المستوى السياسى فوجدوا أن هناك بعض الناس يتعاطفون مع من يقهرهم ويدافعون عنه كما تعاطف موظفوا البنك - بتاع ستوكهولم – مع خاطفيهم ودافعوا عنهم .....

فالنهاية إذا طلعلى واحد تاسع يسألنى أى سؤال تانى هاقوله " جرى ايه يا أخ ؟؟؟ انت لسا ما فهمتش أنا بتكلم عن إيه وعن مين !!! 

أدعوا الله أن يقينا من شر "متلازمة ستوكهولم" ويشفى كل من أصيبوا بها ؛ انه على كل شئ قدير