الأحد، 19 سبتمبر 2010

عاوزها خام أشكلها على إيدى !!!




الحياة مليئة بالمتناقضات ، و تلك المتناقضات نجدها فى حياتنا السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و أيضا حياتنا الشخصية ، ومن أشدها وضوحا ما يؤمن به بعض الرجال ، من مواصفات لابد من توافرها فى شريكة العمر ....

و فى موضوعى السابق تعرضت لفكرة سعى الرجل لأن يكون الأذكى و الأنجح الأغنى و الأقوى ، فيقبل على الارتباط بمن هى دونه فى تلك الصفات .. و أتعرض اليوم لوهم كبير اسمه "البنت الخام" !!!

فبعض الرجال يعيشون الحياة بالطول و العرض و عند الزواج يطمحون في الارتباط بوهم البنت الخام ، ويضعون صور وتصورات خيالية لعروس المستقبل ، ولأنهم يحللون لأنفسهم ما يحرمونه على المرأة ، يفوقون من نومهم بعد الزواج على أكبر زمبة فى حياتهم ، ولسان حالهم يقول ياريت " اللي جرى ما كان " ....

يعتقد كثير من الرجال أن الزوجة يجب أن تكون كقطعة الصلصال لتشكيلها كما يشائون ، وبذلك يحصلون على روشتة السعادة الزوجية المستقبلية ، وتبدأ القصة عندما يشعر الشاب بالملل من حياة اللهو و التسكع ، ويبدأ البحث عن الزوجة المعمرة بطريقة الأجداد ، ولا يجد سوي الأم ذات الاختيار المناسب ليقول : ماما عايز اتجوز وعليكِ الاختيار يا ست الحبايب !! بعدها "ترأع" الأم زغروطة مدوية فى المنزل وبعدها يضع الابن قائمة مواصفات عروس العمر كالآتى : بنت خام ليس لديها تجارب فى الحياة ، لتكون كالعجين يشكلها بسهولة !!!!!!!!

التجارب العاطفية السابقة للفتاة مازالت شبح يرعب الرجال ، لذا أغلبهم يفضلون البنت الخام ليكون الرجل الأول والأخير فى حياتها ، بالرغم من أنها لم تكن الأولي و لن تصبح الأخيرة على الإطلاق ، و لا يؤمن الرجل أنه ليس من حقه أن يحاسب المرأة على حياتها قبل الزواج ، كما أن هذا الأمر لا يمكن التأكد منه ، ومن السهل على أي فتاة أن تتقن دور البنت الخام ، كما يتقن الرجال أدوار الرجولة و الإخلاص و التدين ..... إلخ

و يوما قالت لى إحدى الزميلات {بسبب أزمة الزواج المنتشرة بدأت أخاف من فكرة العنوسة بمجرد تخرجى من الجامعة و عندما أعجبت بشاب زميل لى فى العمل قررت أن ألفت نظره بشتى الطرق حتى تمت خطبتي له بالفعل نتيجة عدة خطوات قمت بها لكى أتظاهر بالسذاجه و البراءة و الخجل الشديد}

و عندما عرضت ما قالته لى الزميلة على أحد أصدقائى ممن يؤمنون بعقيدة "البنت الخام" ، ابتسم ثم حكى لى عن تجربة مشابهة قد مر بها ..

{لقد تقدمت لخطبة فتاه بعد أن أقنعتنى أنها ليس لها ماضى ولكنى أردت أن أتأكد من ذلك فذهبت إليها ووجهت لها الحديث متظاهراُ بالغضب الشديد قائلا لها أننى إكتشفت علاقاتها السابقه ، لكى تعترف لى بكل شىء وبالفعل خدعها مظهرى واعترفت لى فقررت الانفصال عنها}

صديقى يحكى لى ذلك و هو مقتنع تماما بأنه لا يمكن لأى امرأة مهما كانت درجة ذكائها أن تخدعه فى مسألة علاقاتها السابقة !!!!!

و بعض الرجال يبحثون عن المرأة التي تشبع رغباتهم البيولوجية قبل الزواج أو الارتباط ، و عندما يفكرون فى الزواج يبحثون عن المرأه الساذجه التى تحافظ على التقاليد - التى لا يحافظون هم عليها - وهو الأمر الذى أصبح نادرا فى يومنا هذا ....

و هنا يطرح السؤال نفسه ،، ما الفرق بين الصراحة الواجبة فى بداية العلاقة ، و الخصوصية ؟؟؟؟ و هل هناك خصوصية بين الزوجين أو بين من ههم فى طريقهم للزواج ؟؟؟؟

و أنا شخصيا أعتقد أن الصراحة لا تتعارض مع الاحتفاظ بالخصوصية وينبغي ألا نخلط بين الخصوصية و السرية أو حجب الحقيقة عن الزوج او الزوجة فهما امران مختلفان ، و عندما يتعلق الأمر بمصلحة الزواج فهو ليس خاصاً وانما مشترك ، فالأشياء الخصوصية هي التي تكون متعلقة بالفرد نفسه وليس بالزواج او العلاقة بالطرف الآخر ....

و فى النهاية أقر أن الجزم بما هو صحيح و ما ليس صحيح فى ما طرحته من أسئلة ، أمر يصعب حسمه فى مقال واحد يعكس رأى فرد واحد ، لذلك فأسئلتى مطروحة للجميع بغض النظر عن آرائى ، و ستسعدنى مشاركاتكم و التى من المؤكد ستثرى الحوار ....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق