الثلاثاء، 3 أغسطس 2010

ماذا جرى لك يا “مصر” !!!

طاف فى ذهنى هذا السؤال "ماذا جرى لك يا مصر؟؟" و أنا أتابع ما ترتكبه اسرائيل يوميا من جرائم وحشية فى حق الفلسطينيين وكل من يحاول مساعدتهم ، و كل ذلك يحدث فى ظل صمت و تجاهل - بل و مساهمة فى حصار غزة - من قبل مصر ، و أرى التضامن الشعبى الغربى مع غزة والفلسطينيين عموما يذداد يوما بعد يوم و فى نفس الوقت أرى مصر الرسمية تقيم العلاقات السياسية و الاقتصادية مع الكيان الصهيونى و تتعامل مع من أيديهم ملطخة بدماء الفلسطينيين بوصفهم زعماء لدولة صديقة ، و تقيم جدارا خرسانيا فوق الأرض و وحديديا تحت الأرض على الحدود مع غزة بينما الحدود مع اسرائيل مفتوحة ، و أرى رجالات الحكم فى مصر يتشدقون بعبارات الأمن القومى المصرى حين يأتى الحديث عن غزة و الفلسطينيين ويتجاهلون الخطر النووى الاسرائيلى علينا وعلى المنطقة بأسرها …



فهل هذه هى مصر التى أعرفها ؟؟ هل هذه مصر التى عشقت تاريخها وحفظته عن ظهر قلب ؟؟ وهل هؤلاء هم المصريين ؟؟ هل هؤلاء هم خير أجناد الأرض و درع الأمة و قلب العروبة النابض ؟؟ لا و اللـــــــــه ……… !!!


لقد استطاع النظام على مر ثلاثة عقود من غسيل الأدمغة أن يقتل النخوة و الانتماء العروبى فى قلوب و عقول غالبية المصريين ، و غرس الأنانية و الانتهازية و الامبالاة فى الأجيال المتعاقبة …


و انساقت الغالبية فى مصر وراء مقولات الجبن من قبيل ( احنا مش أد اسرائيل ، اللى يتحدا اسرائيل و أمريكا ذى اللى يحط راسه فى حنك السبع ، ما لناش دعوة بفلسطين ، و الفلسطينيين هما اللى باعو أرضهم …. الخ ) ، تلك العبارات الجبانة و الوضيعة التى تكرس الاستسلام للصهاينة و التبعية المذلة للولايات المتحدة الأمريكية ، و استغلت عبارات السلام و التنمية الشاملة و الاصلاح الاقتصادى كمبررات للانسحاب من الصراع العربى الاسرائيلى و التخلى عن دور مصر التاريخى فى المنطقة ، فماذا قدم الينا السلام المزعوم ؟؟ و أين هذا الاصلاح الاقتصادى ؟؟ لقد كان الفساد السياسى و المالى أكثر استنزافا لموارد البلاد من كل الحروب التى خاضتها مصر على مر التاريخ ، و يحكى لى من عايشوا فترة الستينات و السبعينات أن مصر وقت الحرب من 1967 الى 1973 لم تكن تعانى من أزمات اقتصادية كالتى تعيشها اليوم و لم يكن المصريين يعرفون طابور العيش و كانت الحياة أسهل مما هى عليه اليوم …


علينا أن نعلم جيدا من هو العدو الحقيقى لمصر ، ان وجود كيان مغتصب قائم على الاستيطان الاحلالى و يمتلك السلاح النووى على حدودنا الشرقية هو أكبر تهديد استراتيجى لمصر ، و بغض النظر عن واجبات العروبة و مبادئ التضامن الاسلامى فان اسرائيل هى العدو ، وعندما حاربنا اسرائيل لم نكن نحاربها من أجل أحد أو بالنيابة عن أحد و انما لتعديها على حقوقنا و انتهاكها لأمننا القومى ، لقد كان دائما ومنذ عهد الفراعنة تعريف الأمن القومى المصرى أنه يبدأ من منابع النيل و القرن الأفريقى و ينتهى عند بلاد الشام ، فاذا لم تكن مصر قادرة على حماية مصالحها الاستراتيجية فى تلك المنطقة فانها ستواجه تهديدا وجوديا …


و فى الختام أكرر ، لا مفر من المواجهة مع الكيان الصهيونى ، و لابد أن تستعيد مصر دورها و مكانتها فى المنطقة والعالم و الا سنظل فى الحضيض …






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق