الأربعاء، 23 مارس 2011

و ماذا بعد " نعم " ؟؟؟


 

فى البداية علينا أن نتقبل نتيجة الاستفتاء طالما أن غالبية الشعب قد قالت "نعم" ، وعلينا أن نعيد دراسة مواقفنا و أوجه القصور فى طرحنا السياسى ؛ و معنى ان الشعب - بغالبيته - قد خالفنا الرأى ، فإما أن يكون رأينا خاطئ  أو نكون قد فشلنا فى طرح رأينا (الصائب) على المستوى الشعبى ، فلا يعنى أنه حين يتفق غالبية المثقفين من شتى التيارات - باستثناء الاخوان - على رأى موحد ، سيكون هذا الرأى متمتع بشعبية كاسحة ؛ و هذا ما حدث ...
علينا الآن تحليل أسباب اختيار الناس لــ "نعم" و التركيز على ما هو قادم ، و أعتقد أنه قد حان الوقت لأن تسرع الإئتلافات المنبثقة من الثورة فى الاندماج و تكوين كيان كبير يستوعب كوادر قادرة على المنافسة فى انتخابات مجلسى الشعب و الشورى القادمة ، فمن الضرورى أن يظهر على الساحة كيان سياسى منظم ينافس الاخوان و يفوت عليهم و على فلول الحزب الوطنى فرصة السيطرة على البرلمان فى ظل انتخابات متعجلة لن تتيح لنا الفترة الانتقالية التى طالبنا بها ...
يجب علينا أن نعمل من اللحظة الحالية على تجميع الكوادر الشبابية التى شاركت فى الثورة و الدفع بها فى انتخابات البرلمان القادمة ؛ فأى برلمان قادم لا يمثل فيه شباب الثورة سيصبح انتكاسة لثورتنا و تطلعاتنا ؛ فلن تجد مصر قوة دافعة للتغيير أفضل من شبابها الثائر الذى حقق المعجزة التى لم يكن يتخيلها أحد فى الداخل أو الخارج ...
و من الضرورى أن نضغط فى اتجاه تغيير الأسلوب الذى تدار به الانتخابات البرلمانية ، حتى لا نجد أنفسنا أمام برلمان لا يختلف عن سابقه ، ان ادارة الانتخابات البرلمانية و بعدها مباشرة الرئاسية بأسلوب " الطلصقة " المتعجل و ذلك لكى يعود الجيش لثكناته و يلقى المجلس العسكرى بمسئولية التركة الثقيلة على كاهل هذا الرئيس المرتقب ؛ ليس هذا هو الأسلوب الأمثل للتغيير الحقيقى فى بنية و تكوين النظام السياسى المصرى ، و نحن لا نريد أن نفوت الفرصة السانحة أمامنا لتحقيق التحول الديمقراطى الحقيقى ...
أعود و أؤكد على أهمية التجمع و التوعية ؛ لذلك علينا أن نركز على بناء الكيان السياسى الذى ينضوى تحت لوائه الكتلة الحرجة للتغيير هذا أولا ؛ و ثانيا أن نبذل كل جهودنا فى توعية المصريين بقتضيات الفترة الحالية و أهمية استمرار الحشد و الترقب بل و الضغط فى اتجاه تغيير بنيان النظام السياسى بأكمله ...
و نظرا لنتيجة الاستفتاء أصبح لزاما علينا أن نعدل فى أطروحتنا للتغيير ؛ فلنعتبر أن الرئيس القادم هو رئيس مؤقت ستكون مهمته قيادة البلاد فى الفترة الانتقالية التى قد تكون عامان - أو كما نتفق - يتم خلالها تغيير الدستور بالكامل و اعادة بناء الحياة السياسية و وضع رؤية شاملة لمستقبل البلد ؛ على ان يحدث ذلك بمشاركة واسعة من الكفاءات و الكوادر و النخب المصرية بالاضافة طبعا للشعب و المجتمع ككل ، و على ذلك علينا اختيار رئيس و برلمان يحققا تغيير المسار و وضع البلاد على أو الطريق الصحيح ثم ينسحبوا تاركين نظاما مستقرا يعطى السلطة للشعب وفق الآليات الديمقراطية المتعارف عليها ...



و السؤال الآن من هذا الذى يصلح " و يوافق " على أداء هذا الدور ؟؟؟ و كيف سندفع بكوادرنا الشبابية لدخول الانتخابات ؛ حتى نضمن وجود تلك الكتلة الحرجة للتغيير تحت قبة البرلمان ؟؟؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق