الأحد، 27 فبراير 2011

أكذوبة الأمن و السلام

حرصت دائما أبواق النظام السابق على تذكيرنا ليل نهار بأن مبارك و نظامه صانوا مصر من الحروب و أضفوا على البلاد حالة من الأمن و الأمان ، و الى هؤلاء أقول :-


بالنسبة للأمن الداخلى أعتقد أن مسار الأحداث فى الأيام الأولى للثورة و بعد انسحاب الشرطة قد كشف زيف تلك الادعاءات ، فكل ما كان يقال عن الأمن تبخر فى ليلة و ضحاها و تبين أن ذلك الأمان ما هو الا قشرة هشة تحطمت عند أول هزة ، فحين تتسع الفجوة بين الطبقات حيث يزداد الغنى ثراءا و يزداد الفقير فقرا فلا تتحدث عن الأمن الاجتماعى ، فالأمن هو أن تكفل الدولة لكل مواطن حد أدنى من الحياة الكريمة ، و علينا ألا نتوقع من سكان العشوائيات المحاطة بالأحياء الفاخرة ألا يقدموا على السلب و النهب عند أول فرصة تتاح لهم ، وهذا ما حدث بالفعل بمجرد انسحاب الشرطة من الشوارع  ...
ان انتشار الفساد فى شتى نواحى الحياة و ما حققه ذلك من ثروات طائلة لبعض الفاسدين و الانتهازيين ، أشعل الحقد الطبقى فى صدور المعدمين و الفقراء ، وجاءت البطالة و تدهور التعليم لتكمل الصورة بؤسا ، و كل ذلك أدى الى تغلغل روح الكراهية و الرغبة فى الانتقام عند من هم تحت خط الفقر ، و نتج عن ذلك أيضا انتشار العنف و التطرف الدينى و حالة من اليأس و الاحباط ، و كان طبيعيا أن يهتز الأمن و السلم الاجتماعى ...


أما بالنسبة للسلام الخارجى فقد عمل النظام - على مدى عقود - على اخضاع السياسة الخارجية لرغبات حكام واشنطن و تل أبيب ، ففقدت مصر دورها الاقليمى و عزلت عن محيطها العربى ، لا أحد يسعى الى الحرب و لكن هناك فارق كبير بين السلام و الاستسلام ، ان كل ما طلبناه فى المرحلة الراهنة هو ألا تخضع مصر للاملاءات الصهيونية و ألا تنتهج سياسات من شأنها تقوية الكيان الصهيونى ، و هذا أضعف الايمان ...
و يجدر الاشارة الى أن خسائر مصر بسبب الفساد فاقت بكثير خسائرها فى كل الحروب التى خاضتها ضد الكيان الصهيونى !!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق