الاثنين، 7 فبراير 2011

لا انسحاب قبل الرحيل





ما يحدث فى مصر الآن يستحوذ على اهتمام العالم بأسره ، فقد استطاعت خلاصة الشعب المصرى و على رأسهم الشباب أن تغير وجه الحياة فى المحروسة ، و كانت الأيام القليلة الماضية أكثر سيولة من مجمل الثلاثة عقود البائدة التى اتسمت بجمود شامل فى كل نواحى الحياة لدرجة أن الوطن أصيب بما يشبه تصلب الشرايين !!! ان حياة المصريين بعد 25 يناير قد اختلفت عن سابقتها قبل 25 يناير ، لقد بدأ التغيير فى المحروسة و لن يستطيع أحد أن يوقفه
و مع كل ذلك مازال بعض المصريين لا يدركون قدر و حقيقة ما يحدث فى بر مصر ، و هناك من يتحدث بلغة عفى عليها الزمن و أهالت عليها الثورة رمال التاريخ بلا رجعة ، و هؤلاء نوعان ، النوع الأول هم المستفيدين من بقاء النظام البائد و النوع الثانى هم المغرر بهم من قبل النظام السلطوى - المتهلهل حاليا – الذى يسعى دائما لاقتحام العقول و غرس رؤيته فى الأذهان حتى لا يجد فى مصر سوى شعب يسبح بحمده و يؤدى له فروض الطاعة و الولاء
ان ما يحزننى كثيرا أن هناك من يصدق تلك الأكاذيب الحقيرة العارية من الصحة التى يروج لها دواجن الاعلام الحكومى التى تربت و ترعرعت فى  حظيرة النظام ، لقد شن هؤلاء حملة موجهة لتشويه صورة الشباب الحر الذى حمل على عاتقه مهمة انجاز التغيير الذى عجز عن احداثه الكثيرين ، ان هؤلاء الشباب الحر النبيل هم أروع ما فى مصر ، و حين هاجمهم الغوغاء راكبوا البغال و الجمال فى ميدان التحرير ، كان المشهد يصور هجوم أسوأ و أحقر ما فى مصر على أسمى و أنبل ما فى مصر
لو أن بعض المشككين فى هوية من هم فى ميدان التحرير بذل بعض العناء و ذهب بنفسه الى هناك حيث يتظاهر شباب الوطن ، لوجد أنه بمجرد أن تطأ قدماه أرض الميدان سيشعر أنه قد عبر الحدود الى مصر أخرى غير التى أتى منها ، مصر التى نتمناها ، و بلا شك سيعرف الحقيقة ، سيعرف أن هؤلاء الشباب أبرياء من كل التهم التى نسبها اليهم "الهتيفة" من أصحاب الأبواق النظامية ، انهم " الورد اللى فتح فى جناين مصر " كما قال عمنا الفاجومى ، و بسرعة ستسقط تلك الصورة العفنة التى صورها أزناب النظام للعامة من أهل المحروسة
شباب 25 يناير لم يغيروا الواقع السياسى فقط بل انهم غيروا الشعب المصرى أيضا ، أنا واثق من أن شباب الوطن سينتصر و سيرتقى لمكانته المستحقة ، و سيأتى اليوم الذى سيحاكم فيه كل من تواطأ أو خان
و الوضع الراهن يوضح أن الشباب و خلفهم غالبية الشعب فى موقع قوة  و أن النظام قد بدأ فى تقديم التنازلات و اطلاق الوعود فى محاولة لاحتواء الانفجار ، و فى تقديرى أن المكتسبات التى تحققت بالفعل ما تزال أقل بكثير مما نطمح اليه و لا تساوى ما بذل من دماء حرة شريفة ، لذلك فعلينا الصمود لبعض الوقت ، و أن نتحمل ثمن الحرية التى تهون أمامها التضحيات

                                تحيا ثورة الشعب
#JAN25                                                 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق