الأربعاء، 18 يناير 2012

ملاحظات حول شهادة الأستاذ هيكل


بعد أن تابعنا جميعا ما نشر من كتاب الأستاذ هيكل الجديد بالاضافة طبعا للوثيقة الخطيرة التى نشرتها الصحف المصرية نقلا عن الأستاذ هيكل ؛ راودتنى بعض الخواطر وعدت بالزمن للوراء فى محاولة لإعادة تفسير مجريات الأحداث ؛ وكانت لى بعض الملاحظات :-

- الرئيس السادات كان يحتاج مبارك نائبا له لفترة من الوقت بعدها يقوم بالإطاحة به ويجد الأنسب خاصة أن السادات لن يغلب فى إيجاد المبررات للإطاحة به ؛ أى أن السادات كان يعلم تمام العلم أن مبارك غير جدير بأن يكون نائبا له لكنه أراد تأمين النظام فى ظروف حساسة و«التأمين» قضية مهمة فى تلك المرحلة بكل ما فيها من تحولات قد لا يستوعبها كل الناس بالسرعة الواجبة ؛ وهناك قيادات فالجيش لم تفهم بعد سياسته فى «عملية السلام» ومقتضياتها ؛ بالاضافة لعناصر فالجيش لايزالوا موالين لـ«مراكز القوى» و متعاطفين مع «الفريق سعد الشاذلى» ؛ ومبارك أظهر إستعدادا عنده يجعله مهيأ للمضى «وراء حدود الواجب» ؛ أى تنفيذ الواجب حتى بالزيادة عليه بما ليس منه إذا طلب منه ذلك واقتضت الأسباب ؛ والسادات قد اختبر قدرة مبارك على الفعل وإستوثق منه ؛ وبذلك ترسخ لديه أن مبارك أنسب من باقى قادة الجيش خصوصا فى هذه المرحلة ؛ فالسادات لم يختاره على أساس دور متفوق على غيره فى حرب أكتوبر وإنما كان الولاء الشخصى مطلبه الأول ؛ وبمبدأ مكافيلى "الضرورات تبيح المحذورات" ورطنا الرئيس السادات فى 30 عام جنى الشعب المصرى ويلاتها و مازال ...

- الآن تكشفت الحقائق و يعرف السبب فى معاداة النظام الإسلامى "السابق" فالسودان لمبارك و تبنيه للمجموعات الإسلامية المصرية المتشددة (الجهاد والجماعة الإسلامية) و إيجاد مأوى لها فالسودان بل و تمويل عملية الإغتيال – الفاشلة - ضد مبارك فى أديس أبابا عام 1993 ؛ فحسنى مبارك كان اليد الخفية التى دبرت إرسال الهدية الملغومة للإمام «الهادى المهدى» "زعيم الأنصار فالسودان" والتى أودت بحياته ؛ لقد دمر هذا التصرف العلاقات بين البلدين ... 

- قصة عملية إغتيال الامام المهدى ومساندة الرئيس جعفر النميرى فى مواجهة التمرد على سلطته بقيادة الإمام تفسر لنا أيضا سر العلاقة القوية بين السادات والنميرى ؛ وإذا راجعنا التاريخ سنجد أن النميرى هو الرئيس العربى الوحيد الذى لم يقاطع السادات بعد زيارته التاريخية للقدس وتوقيع معاهدة السلام المصرية الاسرائيلية ؛ وكان هو أيضا الرئيس العربى الوحيد الذى حضر جنازة الرئيس السادات ؛ وجدير بالذكر أن النميرى كان من المتواجدين فالمنصة يوم اغتيال السادات ...

- أخبرنا الأستاذ هيكل عن قصة عملية إغتيال الامام المهدى كما سجلها السيد سامي شرف لكنه لم يخبرنا عن رد فعل الرئيس عبد الناصر تجاه المتورطين !!! وماذا كان تصرفه معهم ؟؟؟ خاصة مع حتمية إفتراض تورط السادات – نائب الرئيس فى هذا الحين – فى تلك العملية ؛ أليس السكوت علامة الرضا ؟؟؟ والله أعلم ...

____________________________________
المصدر :-
مقدمة كتاب "مبارك و زمانه ... من المنصة إلى الميدان"

http://shorouknews.com/news/view.aspx?cdate=15012012&id=a7015b61-0884-4c31-a091-3bb25f3f3d63

http://shorouknews.com/news/view.aspx?cdate=17012012&id=0af4abc7-aa83-48c5-b2c0-52ef0f806958





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق