الثلاثاء، 3 يناير 2012

خواطر على هامش 2011


2011 خلصت يا جدعان !!! وبدأت سنة جديدة ربنا يجعلها سنة سعيدة على كل المصريين ... فالحقيقة التاريخ هايقف كتير عند سنة 2011 لأنها مش سنة عادية زى التلاين سنة اللى فاتت ؛ دى سنة حصلت فيها أحداث هاتغير شكل المنطقة العربية والعالم بشكل كامل ؛ طيب لو جمعنا كل الأحداث والمشاهد اللى حصلت وسألنا نفسنا ايه أهم مشهد فيهم ؛ وليه ؟؟؟

طبعا كل واحد فينا عنده اجابة قد تختلف عن الآخرين ؛ عشان كدا أنا هاتكلم عن نفسى ؛ بس بصراحة أنا احترت واترددت كتير قبل ماختار حدث معين لأن الأحداث كتير وكلها مهمة ؛ عموما بعد تفكير طويل اخترت أحداث يوم جمعة الغضب 28 يناير ؛ اليوم دا مستحيل أنساه أبدا لأنه كان مليان بأحداث حاسمة ؛ صحيح حصلت حاجات مؤسفة كتيره لكن دى كانت الضريبة اللى لازم ندفعها عشان التغيير ؛ وكان من الطبيعى ان النظام يستخدم كل الوسائل الممكنة (المشروعة والغير مشروعة) للحفاظ على أركانه الآيلة للسقوط ؛ فى يوم جمعة الغضب الشعب أسقط النظام وكل أدواته القمعية التى دأب على استخدامها فى مواجهة الناس ؛ فاليوم دا اتحقق اللى كنت بحلم وببشر بيه فى معظم كتاباتى عالبلوجر وتويتر والفيس على مدار السنتين اللى فاتو ؛ الثورة الشعبية ؛ فاليوم دا اتأكدت انها ثورة وان نظام مبارك فى طريقه للسقوط ؛ فاليوم دا ازداد يقينى وإيمانى بكل اللى قرأته عن تاريخ البلد دى وشعبها وعن الشخصية المصرية ؛ فاليوم دا اتأكدت انه لابد من يوم معلوم تترد فيه المظالم أبيض على كل مظلوم واسود على كل ظالم ... بعد مرور ما يقارب العام على جمعة الغضب مازلت على ايمانى بالثورة وحتمية التغيير ؛ صحيح اخوانا البعدا استطاعوا تشويه الثورة فى عيون الكثيرين مستغلين فى ذلك حماقة بعض الثوار واضمحلال الثقافة السياسة لدى فئات كثيرة من المجتمع بالاضافة طبعا لمؤامرات الثورة المضادة إلا إنى مازلت مؤمن بحتمية التغيير ؛ الثورة بالنسبة ليا مش مجرد مظاهرات ؛ الثورة اللى بتكلم عنها هيا التغيير الشامل اللى يشارك فيه كل المصريين ؛ التغيير اللى يوصل بلدنا للمكانة اللى تستحقها ؛ صحيح فى حاجات كتيرة مخيبة للآمال وفى فئات معينة ركبت الثورة وبتحاول تجنى ثمارها وفى كمان "خلطبيطا" فى المشهد السياسى ؛ إلا إنى برضه متفائل و واثق ان اللى جاى أحسن ان شاء الله ؛ لكن اللى تاعبنى فالفترة الحالية هوا حملة التشويه الموجهة للثورة و رموزها و أفكارها ؛ ياااه للدرجة دى بننسى بسرعة ؟؟ كان عنده حق نجيب محفوظ لما قال ((آفة حارتنا النسيان)) فعلا احنا بننسى بسرعة ؛ نسينا حال البلد فى ظل نظام مبارك وحزبه الواطى الفاسد ؛ نسينا نزيف الفساد اللى كان بيخسر الدولة والشعب أكتر من خساير الحروب ؛ نسينا لجنة السياسات وحديد عز ؛ نسينا آلاف المصريين اللى ماتوا بسبب الاهمال الحكومى وتدنى قيمة الانسان المصرى الغلبان ؛ نسينا الدويقة والعبارة وقطار الصعيد ؛ نسينا الغاز اللى راح اسرائيل واحنا بنموت بعض على أنبوة غاز ؛ نسينا تدنى التعليم والبحث العلمى و سياسات نشر الجهل المتعمد ؛ نسينا الاستيلاء على أراضى الدولة وتوزيعها على شلة المنتفعين وأعضاء حزب "مع الرصين" مبارك إلى الأبد ؛ نسينا الانتخابات اللى كان بيصوت فيها الميتين وهما فى قبرهم والمهاجرين وهما فى مهجرهم بقدرة قادر وبتنفيذ أمن الدولة ؛ نسينا مجلس فتحى سرور بتاع موافقون موافقة ؛ نسينا أمن الدولة وزنازينهم ؛ نسينا اهدار المليارات على مشروعات فاشلة لم نرى لها أى عائد وانما كانت مجرد سبوبة للبشوات وباب للنهب والاختلاس ؛ نسينا العشوائيات والبطالة والبلطجة اللى خلقها النظام بسياساته ؛ نسينا ونسينا ونسينا ؛ أنا ممكن أكتب مجلدات فى مساوئ وخطايا نظام مبارك بس كفاية اللى اتقال واللى الكل عارفه ؛ يبقى اللى بيقول حاليا "ولا يوم من أيامك يا مبارك" غالبا أهبل أو بيستهبل !!! صحيح الثورة لم تغير بعض تلك الأوضاع حتى الآن إلا ان ذلك لا يبرر العودة للخلف ؛ فلم يكن هناك مفر من اسقاط هذا النظام الذى تسبب فى معظم مشاكلنا أو على الأقل زاد من تفاقمها وعجز عن حلها وذلك خاصة بعد أن فشلت كل محاولات اصلاحه من الداخل وأصبح من الحتمى التخلص منه بالكامل واستبداله بنظام قادر على تلبية تطلعات الناس وتهيئة الطريق للتغيير ؛ صحيح التغيير الذى أتحدث عنه لا يتحقق بتغيير النظام السياسى فقط ولكن هذا لا ينفى حتمية تغيير النظام السياسى كبداية لوضع البلد بالكامل على طريق التغيير المنشود

اخوانا البعدا بيلزقوا فالثورة كل مصيبة تحصل فمصر وكأن من قاموا بالثورة يحكمون الآن !!! كل مشكلة حدثت بعد الثورة يسأل عنها أولا من بيده القرار ؛ ونشاط اخوانا البعدا زاد اليومين دول وعمالين يشوهوا فالناشطين السياسيين والمعارضين اللى شاركوا فالثورة وكأن الثورة قام بها الناشطين بتوع 6ابريل وحركة كفاية !!! بغض النظر عن صدق ادعاءاتهم أو كذبها الثورة صنعها الناس العاديين الغير مسيسين واللى كانت أعدادهم تصل للملايين وفى كل أنحاء البلاد بشكل مختلف عن تظاهرات الناشطين خلال الأعوام السابقة والتى كانت بالعشرات أو بالمئات على أعلى تقدير وكانت تنحصر فالقاهرة وتحديدا على سلم نقابة الصحفيين أو أمام دار القضاء العالى ؛ يعنى حتى لو طلع كل المعارضين خونة فدا مش معناه ان الثورة قام بها خونة !!!

نحن الآن فى مرحلة عصيبة قد تؤدى بنا إلى التغيير للأفضل أو إلى اعادة انتاج نظام مبارك ولكن بوجوه مختلفة ؛ والغريب أن البعض ترك العمل الجاد لانجاح التغيير اللى بنحلم بيه و كرس وقته ومجهوده لصب اللعنات على الثورة ونشر الفرقة بين الشعب وتقسيمه ما بين التحرير و العباسية !!! إذا كانت الأحداث المؤسفة بداية من مسرح البالون مرورا بمسبيرو وانتهاءا بمحمد محمود و القصر العينى تثير الغضب على من ينسبون للثورة فعلى الجميع أن يعلم ان "كل واحد بيتعلق من عرقوبه" يعنى لو فيه بلطجية فى محمد محمود والقصر العينى فهذا لا يعنى أن الثوار بلطجية ؛ لقد رأينا فالأحداث الأخيرة من يشعل النيران ويمنع محاولة اطفائها و أيضا رأينا من يسعى لاخماد الحرائق والمخاطرة بحياته لانقاذ ما يمكن انقاذه !!! فما معنى ذلك ؟؟؟ هل فكر أحد الناقمين على الثورة والثوار فى معرفة هوية المستفيد الحقيقى من تلك الفوضى ؟؟؟ هل يمكن أن يكون المواطن الغير مسيس الذى شارك فالثورة (الفئة الغالبة فالمشاركين) هو المستفيد من الفوضى ؟؟؟ هل يمكن أن يكون من ينادى بالتغيير ويسعى إليه هو المستفيد من الفوضى ؟؟؟ ان كان الناقمون على الثورة يريدوا معرفة الجانى الحقيقى فليفتشوا عن المستفيد من الفوضى ؛ أنا شخصيا أؤمن بنظرية الطرف الثالث ولكن ليس الطرف الذى أتحدث عنه هو الطرف الذى يتحدث عنه من فالسلطة ؛ الطرف الثالث بالنسبة لى هو من يعادى الثورة منذ اليوم الأول وسعى لاجهادها ثم اجهاضها وافشال التغيير والتحول الديمقراطى ؛ انه من تضرر من اسقاط النظام ويريد اعادته ولو بوجوه جديدة ؛ انه من يجند البلطجية ويدفعهم لكى يعيثوا فالأرض فسادا وينشروا الخوف والرعب بين البسطاء والعامة ويشوهوا الثورة فى عيون الناس وذلك طبعا بعد فتح السجون واطلاق المجرمين مع بداية اندلاع الثورة ؛ انه من يدعى الرغبة فالتغيير ولكن فى نفس الوقت يلعن سلسفيل أبو الثورة والثوار ويدافع باستماتة عن مبارك وداخليته وحاليا ينافق ويمالئ من كلفهم مبارك بادارة شئون البلاد ( والمثل بيقول اللى كلف مامتش ) ؛ وقد يرى البعض أن الطرف الثالث له امتداد خارجى وهذا شئ وارد ؛ فهناك الكثير من الأطراف الخارجية التى لا تتمنى نجاح الثورة والتغيير الديمقراطى فى مصر وتحوله لنموذج يحتذى به ولذلك فهم يسعوا بطرق مختلفة لافشال الثورة وهدم كيان الدولة لتعم الفوضى

وقد دأب المجلس العسكرى على التحدث عن الأيادى الخفية والأصابع اللولبية فى اطار نظرية الطرف الثالث ولكن دون أن يفصح لنا عن هوية هذا الطرف الثالث أو يظهر لنا الأدلة التى لديه ويقدم الجناة للمحاكمة ؛ فهل هو لا يعرف هذا الطرف الثالث ؟؟؟ هل كل أجهزة الأمن المصرية عاجزه عن حل هذا اللغز ؟؟؟

إذا لم يعلن المجلس العسكرى للرأى العام عن هوية الطرف الثالث ويقدمه للمحاكمة بالأدلة والبراهين القاطعة فإن من المتوقع أن تتكرر تلك الحوادث ويستمر مسلسل الفوضى هذا بالاضافة لانهيار ما تبقى من ثقة بين الشعب والمجلس بل سيعتبر البعض المجلس العسكرى ذاته هو الطرف الثالث أو على الأقل متحالف معه ؛ وهذا ما لا أتمناه أنا شخصيا وكثيرين مثلى

وعلى الجانب الآخر ظهرت على السطح فالآونة الأخيرة محاولات بعض من ينسبون أنفسهم للثورة هدفها جر المسار الثورى للعنف الذى يقود لهدم كيان الدولة ومؤسساتها ؛ وتلك حماقة لا يمكن السكوت عليها ؛ فالغالبية العظمى من المشاكين أو المؤيدين للثورة كان هدفهم اسقاط النظام السياسى وليس اسقاط كيان الدولة المصرية ومن لا يعرف الفرق بينهما عليه ألا يتحدث باسم الثورة أو الشعب حتى لو كان يفعل ذلك بحسن نية ؛ فالطريق إلى جهنم مفروش بالنوايا الحسنة ؛ ومن المؤكد أن اسقاط الدولة سيدخلنا فى نفق مظلم لا يعلم نهايته الا الله ؛ وهذا ما لا يريده أى مواطن عاقل بيحب البلد دى

فالنهاية أدعو الله أن يهدينا جميعا للاستفادة من أخطائنا فى 2011 ليكون عام 2012 هو عام الحسم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق