الأربعاء، 18 أبريل 2012

الجنرال والشاطر والشيخ ؛ وماذا بعد ؟؟؟


             هو اللى حصل فى مصر دا ممكن يكون صدفة ؟؟؟

بمعنى ؛ هل كان ترشح اللواء سليمان ثم استبعاده عفويا ولم يخطط له ؛ أم أن ذلك كان فى إطار خطة مقررة سلفا وليس بسبب عجزه عن الحصول على 31 توكيل آخر من محافظة أسيوط ليتمم عدد التوكيلات المطلوبة منه لقبول أوراق ترشحه ؟؟؟؟
  هل فعلا كانت الـ31 توكيل هى السبب وراء استبعاد اللواء سليمان من سباق الرئاسة ؟؟؟؟؟
 

 بصراحة أنا لا أمتلك معلومات مؤكدة أو موثقة ؛ وكيف ذلك وأنا العبد الفقير إلى الله ولا أستطيع بأى حال من الأحوال الدخول فى عقول ونوايا من بيدهم السلطة – جنرالات المجلس العسكرى - ولكنى أمتلك تحليلا بالطبع ؛ وتحليلى قائم قراءة الأحداث ومحاولة استكشاف ما وراء الكواليس بناءا على تسلسل الوقائع على الساحة السياسية .

فى البداية يجب أن نقر جميعا بأن قانون الصدفة لا يسرى على أمر جلل مثل ما نحن بصدد الحديث عنه ؛ فلا يجوز لأى عاقل أن يظن بأن المجلس العسكرى يجلس منتظرا ما سيصدر عن اللجنة العليا من قرارات أو ما ستسفر عنه نتائج الانتخابات لكى يسلم من سيختاره الشعب الجمل بما حمل – السلطة – ومن يؤمن بذلك فهو واهم وعليه أن يراجع مسار الأحداث ، الحقيقة التى لا مراء فيها هى أن شخص الرئيس القادم هى مسألة حياة أو موت بالنسبة لجنرالات المجلس العسكرى ؛ فالرئيس القادم لا يستطيع فقط ازاحتهم من مناصبهم بل انه يستطيع تقديمهم للمحاكمة ؛ بالاضافة إلى أنه يستطيع أيضا تغيير وضعية القوات المسلحة بالنسبة للبناء الدستورى للدولة ؛ بعدما أصبح واضحا أن كتابة الدستور ستستغرق وقتا أطول من المدة المتبقية على تسليم المجلس العسكرى للسلطة – شهرين تقريبا – كما تعهد المجلس بذلك فى أحد أشهر بياناته ، لذا فكل ما سبق يؤكد لنا أنهم لن يقفوا متفرجين بل اننا نستطيع أن نؤكد بكل ثقة أنهم ضالعين فى كل ما يحدث على الساحة السياسية .

ووفقا للحقيقة السابقة يمكننا أن نحصر احتمالات تفسير ما حدث فى عدة فرضيات :-

1- الاحتمال الأول هو أن المجلس العسكرى لم يكن قد حسم موقفه من اللواء سليمان عندما تقدم بأوراقه للترشح بانتخابات الرئاسة ، صحيح أنهم يطمحون فى رئيس بمواصفات اللواء سليمان إلا أنهم يعلمون جيدا بأن مجيئ سليمان سيكون بمثابة دافع قوى لانفجار جديد سيطيح بهم قبل أن يطيح بسليمان نفسه ؛ وبناءا على ذلك فقد يكون ترشح سليمان بالونة اختبار أخرى يراد بها اختبار ردود الأفعال ؛ فإن سارت الأمور على النحو الذى يبتغوه استكملوا مخطط إيصال سليمان إلى قصر الرئاسة ؛ أما ان حدثت حالة غليان تمهد لانفجار مرتقب ؛ فسريعا يطيحوا بسليمان قبل أن يُطاح بهم .

2- الاحتمال الثانى هو أن يكون المجلس العسكرى قد ضحى باللواء سليمان فى مقابل ازاحة الشاطر وأبو اسماعيل وذلك حتى لا يتهم المجلس بمحاباة طرف على طرف آخر ؛ ولكى يظهر للعيان بأن هناك قانون ولجنة عليا للانتخابات تطبق هذا القانون بحيادية على الجميع .

3- الاحتمال الثالث هو أن يكون اللواء سليمان قد ترشح دون علم ومباركة المجلس العسكرى ؛ بمعنى أن سليمان قد أعلن لجنرالات المجلس العسكرى وللجميع بأنه لا ينتوى الترشح للرئاسة ؛ إلا أنه بدل موقفه فى اللحظة الأخيرة وتقدم بأوراق ترشحه دون أن يعود للمجلس العسكرى ؛ وعندما طلب اللواء بعد ذلك مقابلة المشير ؛ رفض المشير مقابلته رغم أنه قد سبق له أن قابل الفريق شفيق – بشكل علنى - عندما قرر خوضه لسباق الرئاسة ، ونلاحظ أن هذا الاحتمال لا يتعارض مع فرضية أن المجلس العسكرى يطمح فى رئيس بمواصفات اللواء سليمان لكنه يشك فى فى إمكانية تحقيق هذا الطموح على يد اللواء سليمان .

4- الاحتمال الرابع ؛ وأنا شخصيا لا أميل له ؛ هو أن يكون المجلس العسكرى قد تعرض لضغوط قوية من جهات خارجية و داخلية جعلته يتراجع عن مشروعه "السليمانى" – إيصال سليمان للقصر الرئاسى .

تلك هى الاحتمالات أو الفرضيات التى قد نستطيع أن نتبناها فى تفسير تطورات الأحداث على الساحة السياسية ...

والآن يحين وقت طرح الأسئلة البديهية – والتى أراها فى عينيك عزيزى القارئ – وهى ؛ مـــــاذا بـــــــعــد ؟؟؟ فى أى اتجاه ستسير الأحداث ؟؟؟؟ من الذى سيفوز بكرسى رئاسة مصر ؟؟؟

أعتقد أن أسئلة من هذا النوع لا يوجد لها إجابة موحدة و مؤكدة ؛ لذا علينا أن نسير على نهج الاعتماد على الفرضيات واستشراق الاحتمالات و رسم السيناريوهات ؛ والوضع الآن يحتمل ثلاثة سيناريوهات :-

1- السيناريو الأول هو ألا يُوَفق المجلس العسكرى فى التدخل بسير العملية الانتخابية ؛ وفى تلك الحالة ستكون فرص كلاً من السيد عمرو موسى والدكتور أبو الفتوح هى الأكثر حضوراً ؛ ويليهم الفريق شفيق والدكتور محمد مرسى .

2- السيناريو الثانى هو أن يتمكن المجلس العسكرى من توجيه العملية الانتخابية فى الاتجاه الذى يطمح له ويطمئن إليه ؛ وفى تلك الحالة ستكون فرص الفريق شفيق يليه السيد عمرو موسى هى الأكثر حضوراً ؛ وسيُستبعَد تماما كلاً من الدكتور أبو الفتوح والدكتور محمد مرسى .

3- السيناريو الثالث هو أن يُقْدِم المجلس العسكرى على تأجيل الانتخابات وتسليم السلطة لرئيس مؤقت أو لمجلس رئاسى يكون المشير على رأسه ؛ وذلك إلى أن يتم اقرار الدستور الجديد .


فى النهاية أتمنى أن تسير الأحداث على الدرب الذى يقود للتغيير الحقيقى الذى دفعنا ثمنه لكننا لم نحصل عليه بعد .....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق