الأحد، 8 أبريل 2012

عمر سليمان على مسرح السيرك الرئاسى



مؤخرا نُصِبَ سيرك انتخابات الرئاسة ؛ فهل اخترت يا عزيزى المواطن مرشحك لهذا المنصب الجليل ؟؟؟ هل أصلا تنوى المشاركة ؟؟؟ ان كنت فعلا قد عقدت العزم على الادلاء بصوتك فالسؤال البديهى هو ؛ كيف ستختار المرشح الأمثل ؟؟؟ ما هى المبادئ والقواعد والمعايير التى بمقتضاها ستختار مرشحك للرئاسة ؟؟؟ 

 دعنى أولا قبل أن نتناقش سويا حول تلك المعايير أن أطرح عليك بعض الأسئلة المنهجية التى ستحدد الطريق الذى سنسلكه فى تحديد المعايير ، عزيزى المواطن هل حقا ترى أن تلك الانتخابات جدية فعلا أم هى تمثيلية أخرى كما يزعم البعض ؟؟؟ و أياً كانت اجابتك سأطرح عليك سؤالى الثانى والأهم ؛ هل أصلا ترى أن الشعب المصرى مؤهل لاختيار رئيسه ؟؟؟ هل هذا الشعب قادر على اختيار الشخص المناسب لهذا المنصب الجليل ؟؟؟ وهنا أتمنى يا عزيزى ألا تتسرع فى الاجابة ؛ فلا أريدك أن تُسْمِعنى اجابات ما هى إلا شعارات جوفاء أو أكلاشيهات حمقاء ، فأرجوك ألا تقول لى "الشعب المصرى هو المُعلم ولديه حس وثقافة سياسية لا مثيل لها" ... وأرجوك أكثر ألا تقول لى "الشعب المصرى شعب متخلف وجاهل وغير مؤهل للديمقراطية" ... أريدك أن تفكر و تدرس وتحلل حتى تصل لإجابة شافية ؛ هل نحن شعب يستحق الديمقراطية ؟؟؟ هل يفهم حقا هذا الشعب معنى الديمقراطية ؟؟؟ كيف لشعب ثلثه – على الأقل – يعانى من أمية القراءة والكتابة أن يحسن اختيار حكامه ؟؟؟ كيف لشعب تشيع فيه أمية الثقافة السياسية أن يَسُوس نفسه ؟؟؟ ولننظر إلى تجربة هذا الشعب فى اختيار نواب البرلمان الحالى ؛ فإذا كنت من المتابعين لهذا البرلمان ستكتشف سريعا أن بين أعضائه من لا يصلح لعضوية مجلس مراجيح السبتية فما بالك بالبرلمان ؟؟؟ ألم نرى بين هؤلاء النواب من يطالب بإلغاء تدريس اللغة الانجليزية فى المدارس تجنبا للغزو الثقافى !!! وآخر يجرى عملية تجميل فى أنفه ثم يخرج على الناس ليقول أنه قد تعرض للاعتداء والسطو المسلح !!! وثالث يعتدى على مصور صحفى بـ"الروسية" لمنعه من التصوير !!! هؤلاء هم من اختارهم الشعب فهل يمكن أن تختلف اختياراته فى انتخابات الرئاسة ؟؟؟

إذا أخذنا بتلك الوقائع سنصل لخلاصة مفادها أن هذا الشعب غير مؤهل بكل المقاييس لاختيار حكامه ، وهنا أوجه سؤالى لك ياعزيزى المواطن ؛ هل أنت مقتنع بهذا الرأى ؟؟؟ هل ترى أن شعبنا لا يستحق الديمقراطية - هذا ان كان أصلا يفهم معناها ؟؟؟ ان كنت من مؤيدى ذلك الرأى فأعتقد أن خياراتك فى انتخابات الرئاسة شبه محسومة ؛ فما عليك ياعزيزى سوى البحث عن مرشح رئاسى يؤمن بأن الشعب المصرى غير مستعد للديمقراطية ؛ عليك البحث عن مرشح قد سبق له العمل فى منظومة غير ديمقراطية وآمن بها ودافع عنها وعمل على ترميمها حين بدأت فى التداعى والانهيار بفعل الثورة ؛ عليك البحث عن مرشح لا يؤمن بثورة الشعب ولا بشعاراتها وأهدافها ؛ عليك البحث عن مرشح تتوقع أنه سيستلم السلطة بمباركة المؤسسة العسكرية و سيسلمها أيضا بمباركتها بعيدا الديمقراطية التى تجعل الشعب هو من يختار ؛ وهذا كى يترسخ نظام وعرف سياسى يحكم فيه الرئيس لفترتين رئاسيتين وفى نهايتهما يختار نائب له ترضى عنه المؤسسة العسكرية ويقوم بتسليمه السلطة (ويشربه الشعب أو يلبسه بمعنى أدق) وذلك عن طريق انتخابات شكلية للاستهلاك الاعلامى وبذلك لن يختار الشعب رئيسه وانما سيختاره من هم أجدر على ذلك – هذا إذا افترضنا أن الرئيس القادم لن يغير الدستور بحيث يسمح له بالبقاء فى السلطة حتى آخر نفس فى صدره ... وبناءا على تلك المعايير التى تتناسب مع معتقداتك أظن أن أكثر من تنطبق عليه تلك المعايير هو اللواء عمر سليمان و الفريق أحمد شفيق ، فهما كما تعلم قد كانا من أركان نظام مبارك "اللاديمقراطى" وقد سعا بكل جهديهما لانقاذ ذلك النظام ؛ وهما لا يؤمنان بالثورة ولا بالديمقراطية ؛ فالأول قد قال بلسانه لاحدى وكلات الأنباء العالمية أن "الشعب المصرى غير مستعد للديمقراطية" وكان من المفترض أن يتسلم السلطة من مبارك بطريقة غير ديمقراطية بعد أن ينجح فى تصفية الثورة ، أما الثانى فهو قد قالها علنا بأنه لا يعتبر ما حدث فى مصر ثورة و قال أيضا أنه استأذن من المجلس العسكرى قبل ترشحه للرئاسة وأقر بوضوح أنه فى حالة رفض المشير ما كان له أن يترشح ...

 هل تجد تلك المواصفات ملائمة لك ؟؟؟ ان كنت تجدها رائعة فخد عندك ؛ عمر سليمان كان رقم اثنين – أو ثلاثة على أقصى تقدير – فى ترتيب أركان نظام مبارك ؛ بمعنى أنه كان يمتلك نفوذ قوى فى كل ملفات السياسة المصرية وخاصة ملفات السياسة الخارجية لدرجة مكنته من الاستيلاء على أدوار عديدة كانت منوطة أصلا لوزارة الخارجية ؛ فإن كنت ياصديقى من مؤيدى السياسة الخارجية لنظام مبارك فثق تماما أن سليمان سيسير على نفس النهج لو قدر له الجلوس على كرسى الرئاسة ؛ وإذا أردنا الدقة سنقول أن سليمان سيحافظ على شكل العلاقات المصرية الأمريكية الاسرائلية كما كانت فى عهد مبارك ؛ فكما هو معروف أن عمر سليمان كان مهندس العلاقات مع أمريكا واسرائيل فى العهد السابق ؛ فإذا كنت ياعزيزى من المعجبين بشكل تلك العلاقات فى عهد مبارك فمن المؤكد أنك ستجد ضالتك فى شخص عمر سليمان ، وان كنت لا تثق فى كلامى وغير متأكد من قوة علاقات سليمان مع الأمريكان والاسرائيليين فسوف أرشح لك كتابين هامين صدرا قبل الثورة بفترة طويلة وكتبهما شخصان بعيدان عن المسرح السياسى المصرى الداخلى وذلك حتى لا تعتبر شهادتهم مجروحة ؛ الكتاب الأول هو Ghost plane تأليف Stephen Grey وهو كاتب بريطانى يعد من أهم الكتاب الصحفيين الاستقصائيين حول العالم (ولا أعلم ان كان الكتاب صدرت له طبعة مترجمة للعربية أم لا ولكن على كل حال الكتاب موجود على النت) الكتاب الثانى هو At the center of the storm تأليف George Tenet وهو مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية السابق وقد صدرت ترجمة للكتاب بعنوان (فى قلب العاصفة) ؛ وبإختصار الكتابان يتعرضان بشكل غير مباشر للخدمات الجليلة التى قدمها عمر سليمان للأمريكيين والاسرائيين خاصة فيما يسمونه بـ"مكافحة الارهاب" مع ملاحظة أن الموضوع الرئيسى للكتابين ليس خدمات عمر سليمان وانما تم التعرض لهذا الموضوع فى سياق الحديث ؛ واعذرنى يا عزيزى لأننى لن أخوض فى التفاصيل فأنا أريدك أن تصل لها بنفسك ...

الخلاصة التى نخرج بها من كل ذلك هى أن عمر سليمان هو الخيار الأمثل لك ياصديقى ان كنت توافق على ما سبق أن ذكرته من معايير تنطبق غالبيتها على شخص سيادة اللواء ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق