الخميس، 7 يوليو 2011

" 8 يوليو " لأن النظام لم يسقط بعد



الناس اللى كانت بتقول "مافيش فايدة" قبل الثورة لسه مقتنعين بنظريتهم اليائسة الخنوعة و بيأكدوا إن التغيير اللى حصل و بيحصل خرب البلد و ضيع مستقبل المصريين !!! و كأن البلد كان حالها آخر حلاوة قبل الثورة !!! أعتقد أن تغيير العقول التى استمرأت العبودية سيكون أصعب من تغيير النظام ؛ فلقد تكرس الجبن السياسى على مر الأجيال حتى صارت له جينات يورثها الأب لأبنائه تحت شعار " امشى جنب الحيط " و " من خاف سلم " !!! و قد اقترن ذلك بنظرة تحقر من رأى المواطن العادى و تجعله لا يتمكن من أن يكون له رؤية فيما يحدث حوله ،،، و بعض هؤلاء ليست مشكلته مع سياسات ثورة يناير بانجازاتها و سلبياتها و انما مع الفعل الوطنى أو التحرك الشعبى أيا كان شكله أو مضمونه ، و هو أمر يعكس نظرة دونية للذات أكثر منه موقفا سياسيا !!! و قد تجاهل منتقدى الثورة حقيقة أن مصر كانت ستواجه ثورة جياع لا محالة و كل المعطيات كانت تشير إلى أن معدلات الجريمة فى ازدياد و أن دائرة العنف فى اتساع ، و كنا سنواجه حالة الفوضى الأمنية فى اطار الانهيار الشامل للبلد ؛ بينما نحن الآن نواجه حالة الفوضى الأمنية و لكن فى اطار تشكيل النظام الجديد (( بغض النظر عن كون الفوضى مفتعلة أم تلقائية )) و هذا يعنى أن العناء الناجم عن تلك الفوضى " المؤقتة " لن يذهب سدا ؛ بل انه سيكون ثمنا لبناء نظام جديد يحقق العدالة الاجتماعية و ينتشلنا من البئر العميقة التى سقطنا فيها ،،، هناك الكثير من الآثار السلبية للثورة تجعلنا نقلق على مصير البلد و لكن هناك أيضا الكثير من النقاط المضيئة التى تشكل بارقة أمل قوية تجعلنا نتفاءل رغم كل شئ ... الثورة الآن فى مرحلة حرجة فإما أن نستكمل مشوارنا فى التغيير ؛ أو نواجه خطة محكمة لاستيعاب الثورة تقوم على تنفيذها بعض نخب النظام القديمة ، لذا فعلينا استكمال الثورة ؛ فالحقيقة أن النظام لم يسقط بعد ؛ و حتى الآن لم نشعر بالتغيير الذى نريده فى كيان الدولة ... مازالت وزارة الداخلية تحتاج للتطهير فلا يعقل أن يظل من قمعوا الثوار و تلوثت أيديهم بدماء الشعب فى مناصبهم ويمارسون عملهم فى الوقت الذى يحاكمون فيه بالعديد من القضايا الخاصة باطلاق الرصاص على المتظاهرين السلميين !!! و مازال القضاء يحتاج للتطهير فلا يعقل أن القضاة الذين شاركوا فى تزوير الانتخابات و عملوا لصالح أمن الدولة (المنحل) أن يظلوا فى مناصبهم و يدفع بهم ليديروا محاكمات رموز النظام السابق القائمة حاليا ... للأسف لقد أخطأت الثورة عندما اعتبرت أن اسقاط مبارك هو نهاية المطاف ، و تضاعف الخطأ عندما انقسم الثوار على أنفسهم و دخلوا فى حالة استقطاب حادة بين اللبراليين و الاسلاميين و هذا أضعف الكتلة الثورية و شتت قوة الدفع الثورى ........ و على ذلك فإن مليونية الجمعة القادمة تعد غاية فى الأهمية و علينا انجاحها بشتى الوسائل التنظيمية ، و يجب أن تستغل القوى السياسية حالة التوافق حول تلك المليونية للخروج بكيان تنظيمى تنضوى تحته كل القوى الثورية و يصبح مخولا له التفاوض مع المجلس العسكرى ، و على كل القوى السياسية التى شاركت فى الثورة أن تنحى خلافاتها جانبا حتى نحقق الهدف الأول للثورة الذى لم يتحقق بعد ؛ ففى الحقيقة النظام لم يسقط

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق