الاثنين، 21 يونيو 2010

رجال الرئيس و التوريث

هل التوريث فى مصر قادم ؟؟ هذا السؤال يلح على هذه الأيام ، ومعه أيضا محاولة لاستقراء المستقبل و ما ستأتى به الأقدار لهذا البلد …



بدأ الحديث فى مصر عن التوريث بمجرد عودة نجل الرئيس الى الوطن وانخراطه بالعمل السياسى ، فلقد رأى المصريون أن السبب فى عودته هو اعداده لتولى مقاليد السلطة خلفا لوالده ، وشاهد الجميع حرص العديد من قيادات الحزب الوطنى على تلميع صورته أمام الشعب …


و أنا شخصيا أعتقد أن الفكرة يقف وراءها بعض رجال الرئيس المنتفعين من الأوضاع القائمة ، فمن المنطقى أن يسعوا لذلك للحفاظ على مكتسباتهم التى حققوها ، فلو تولى الرئاسة شخص آخر سينحيهم و قد يحاكمهم أيضا ، لكن ان تولى نجل الرئيس الحكم فسيبقى عليهم و سيظل مدينا لهم بفضل دعمه للوصول لكرسى الرئاسة …


تلك المجموعة المحيطة بالرئيس لهم نفوذ كبير فى شتى نواحى الحياة وهم المتحكمين فى شئون البلاد نظرا لثقة الرئيس فيهم وطول فترة عملهم بجواره ، هؤلاء لا يهمهم المناصب الرسمية فمعظمهم يشغل مناصب لا تسلط عليها الأضواء ، فمن المعروف أن الوزارة ورئاسة الوزارة مناصب تستهلك سياسيا فى فترة قصيرة وعلى أرض الواقع الوزراء لا يرسموا السياسات و لا يصدروا القرارات المصيرية و هم أقرب لسكرتارية للرئيس ، أما أصحاب النفوذ الحقيقيين المحيطين بالرئيس يفضلون الابتعاد عن دائرة الأضواء رغم أنهم الحكام الفعليين للبلاد …


المستفيدين من حكم الرئيس حريصين على بقاء الحال كما هو عليه و الضامن الوحيد لذلك هو أن يخلف نجل الرئيس أبيه ويصبحوا رجاله كما كانوا رجال أبيه ، كما أن تلك المجموعة لها شبكة نفوذ واتصالات واسعة و معقدة فى داخل البلاد وخارجها ، و من المؤكد أنهم يسوقون مشروع التوريث لدى الأمريكيين ، والولايات المتحدة لا يهمها أن تتحقق الديمقراطية "الحقيقية" بمصر أم لا ، فهى لا تهتم الا ببقاء مصر فى معسكر "المعتدلين" العرب لضمان أمن اسرائيل ، وأصحاب النفوذ فى مصر يعلمون ذلك جيدا ويستغلوه لأقناع البيت الأبيض بمشروعهم ، و يستخدموا فزاعة التيار الدينى (الاخوان تحديدا) الذى قد يصل للحكم عن طريق صناديق الاقتراع ، و يؤكدون التزام نجل الرئيس بمنهج أبيه فى السياسة والاقتصاد …


و بالنسبة للداخل المصرى ، سنجد أن أصحاب النفوذ قادريين على حشد الكثير من أصحاب رءوس الاموال و المثقفين الطامحين للسطة لتسويق التوريث ، كما أنهم سيجندوا أجهزة الدولة للغرض نفسه ثم يرسموا السيناريو الذى سيأتى بنجل الرئيس …



أختم كلامى بسؤالين ،، ما هو رأى العسكريين فى ذلك المشروع ؟؟ و كيف سيكون رد فعل الشعب المصرى اذا ما فرض عليه التوريث ؟؟؟






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق